تتعدّد الأسماء والأشكال لكن في النهاية الأسلوب واحد والهدف أيضاً، هكذا جاءت البرامج الرمضانية التي تحاصرنا على الفضائيات طوال اليوم، حتى طريقة الأداء

Ad

لا تختلف كثيراً فوفاء الكيلاني هي النسخة الأنثوية من طوني خليفة اللذين بدورهما لا يختلفان كثيراً عن لميس الحديدي أو منى الحسيني أو حتى وائل الإبراشي ومجدي الجلاد في إطلالته الأولى في عالم تقديم البرامج.

حتى الضيوف نكاد نراهم في البرامج كافة تقريباً، بل لو استعدنا ذاكرة العام الماضي سنكتشف أنهم إما ظهروا في البرنامج نفسه مع المذيع ذاته وبالتالي الأسئلة عينها، أو استضافهم آخر ليناقشهم في حلقة العام الماضي التي ظهروا فيها مع زميل آخر مثل حلقة الإعلامي عمرو أديب الذي استضافته وفاء الكيلاني للردّ على ما حدث مع طوني خليفة في برنامج «لماذا» الذي عُرض في رمضان الماضي على شاشة «القاهرة والناس».

السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل ما يتقاضاه النجوم مقابل استضافتهم في هذه البرامج يساوي تعريتهم أمام جماهيرهم والتفتيش في ضمائرهم وإحراجهم إلى هذا الحد؟ ولماذا يعترض النجوم إذن إذا ما ارتفعت حدة الحوار وهم الذين قبلوا من البداية الحضور في هذه البرامج التي تحظى بنصيب الأسد من حصيلة الإعلانات؟

باختصار، هل المقصود «بهدلة النجوم» وتشويه صورتهم أمام الرأي العام؟

نجاح بعض الصحافيين في تقديم البرامج فتح الباب أما أسماء أخرى، وقد شهد هذا الموسم أسماءً جديدة تقدّم أوراق اعتمادها للمرة الأولى، في مقدّمها: الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية التي فشلت مع أولى تجاربها لأسباب كثيرة لها علاقة بالقدرة على إدارة الحوار مع الضيف، بدءاً من الإلمام بتفاصيل عنه (هل يعقل أن تستضيف نجماً في حجم هاني رمزي ثم تخطئ في اسمه) أو إصرارها على مناقشة أحداث ومواقف وقضايا قديمة تجاوزها ضيف الحلقة ونسيها الجمهور، مثل الحلقة التي استضافت فيها الممثلة سماح أنور وسألتها عن أسباب عدم اعترافها بابنها أدهم، ناهيك عن خروج الحوار عن النص وخصوصاً في حلقة رمزي، أو انتقال الأحمدية من موضوع الى أخر من دون تمهيد أو عدم فهمها بعض المفردات، ما ساهم في عدم نجاح البرنامج، والتأكيد على أن النجاح بالورقة والقلم لا يتحقّق بالتبعيّة مع الميكروفون، وأن الحضور لا علاقة له بالجمال، لكنها كيمياء خاصة لا يملك أحد فكّ طلاسمها، ومنحة ربانية يمنحها الله لمن يشاء من عباده.

المقولات نفسها تنطبق على الإعلامي مجدي الجلاد الذي اقتسم مع وائل الإبراشي برنامج «2 في اتنين»، فالحضور والقدرة على إدارة الحوار عوامل افتقدها الجلاد في أولى تجاربه، ما يجعلنا نسأل عن السر وراء قبوله التجربة والتي حتماً ستسحب كثيراً من رصيده.

الوجه الآخر

إذا كان طوني خليفة ووفاء الكيلاني وغيرهما يعتمدون مبدأ الاستفزاز مع الضيوف ومحاصراتهم بالأسئلة وعدم السماح لهم بتوضيح وجهة نظرهم إلى الحدّ الذي أخرج نيللي كريم عن طورها فاتّهمت خليفة بأن أسئلته «سخيفة ورذلة» رافضة الإجابة عن بعضها، بل وسألته: «هل تحب أن يفتّش أحد في حياتك الشخصية؟»، غير أن بعض النجوم ومن باب الخلاص أو «تكبير الجمجمة» يقبل بوجهة نظر مقدّمي هذه البرامج، كما حدث مع خليفة أيضاً في الحلقة التي استضاف فيها الفنان اللبناني جاد شويري وسأله فيها عن أسباب «التوبة» فأكد الأخير أنها مراجعة للذات ليست توبة، فأصرّ خليفة على أنها توبة!! كذلك وفاء الكيلاني التي استفزّت الفنانة سمية الخشاب لدرجة دفعت الأخيرة الى إلقاء المجلة التي أصرت الكيلاني على تصفّحها والاعتراف بأن ما جاء على لسانها فيها صحيح، كلّ هؤلاء وغيرهم من رافعي شعار «الاستفزاز سيد الموقف» يقابلهم برنامج «أنا» الذي يقدّمه الإعلامي عمرو الليثي، والذي لا يختلف عن تلك البرامج إلا في أسلوب مقدّمه، فبدلاً من توجيه الاتهامات «المفبركة» في أحيان كثيرة، والتفتيش في النوايا إلى حدّ الوقاحة، يُخرج الليثي وببساطة كل ما في ضمائر ضيوفه، فيعترفون بسلاسة ويقيّمون ذاتهم ببساطة ومن دون خروج عن النص.

بعيداً عن برامج الاستفزاز، تأتي برامج المقالب في مقدّمة المشهد الرمضاني، وتحظى بأكبر نسبة من المشاهدة ومن حصيلة الإعلانات أيضاً، ربّما في مقدّمها «بحث ميداني زي العسل» الذي يُعرض على شاشة «القاهرة والناس» ويسخر من المصريين أو بالأحرى يُظهرهم في صورة «المتخلّفين عقلياً» أو الجهلة الذين «يفتون» في أي موضوع لا يعرفون عنه شيئاً، ما يجعلنا نشكّك في جنسية منتجه (رجل الإعلانات الأول في مصر طارق نور) ونتساءل: هل السخرية من أهل بلده هواية أو تنفيذ لمخطّط يسهم في التقليل من شأن المصريين، خصوصاً أن ثمة برامج أخرى، على سذاجتها، تعتمد على المقالب ولكنها لا ترفع شعار السخرية مثل «فبريكانو» الذي تقدّمه انتصار أو «الشيكروباص» الذي يُعرض على شاشة «كوميدي».