مرافعة 
ترتيب البيت القضائي

نشر في 01-03-2011
آخر تحديث 01-03-2011 | 00:01
 حسين العبدالله لم يحسم مجلس الوزراء الموقر بعد جملةً من القضايا التي ينتظرها القضاء الكويتي بفارغ الصبر كقرارات تعيين نائب رئيس محكمة التمييز المستشار فيصل المرشد وتعيين رئيس محكمة الاستئناف المستشار راشد الشراح ونائب رئيس محكمة الاستئناف المستشار محمد بوهندي، إلى جانب قضية الصندوق الصحي والاجتماعي ومشروع زيادة رواتب القضاة والمستشارين المعارين والموافقة على إنشاء محاكم الأسرة، فبات لازما على مجلس الوزراء تعجيل حسم تلك القضايا التي باتت محلا للبحث والدراسة والتمحيص والتدقيق والمراجعة لأكثر من عام كامل دون أن ينتهي المجلس الموقر من إنجاز هذه المشاريع التي بات لها صدى داخلي كبير في الجسم القضائي.

ولم يعد سرا اليوم برواج قضية ترتيب البيت القضائي الداخلي مع اقتراب نهاية المدة القانونية المقررة لبقاء سعادة المستشار يوسف غنام الرشيد في منصبه الحالي، فعدم مواجهة هذه القضية وحسمها بأي طريق يتلاءم مع المفاهيم القضائية التي اعتادها القضاء بشكل سريع قد يحدث فراغا لإدارة الجهاز القضائي في المستقبل، وهو الأمر الذي يستلزم بحث ونقاش ترتيب البيت القضائي الداخلي بشكل يتناسب وعرف وتقاليد القضاء الكويتي المعروف بتمسكه بها.

ولا يمكن الحديث بأي حال من الأحوال كذلك عن تصوير السلطة القضائية وعالمها الداخلي بأنها بمعزل من النقاش العام، إذ إن ذلك برأيي مسموح شريطة ألا يخل بهيبة هذا الجهاز أو المساس برجالاته المخلصين وهو ما تعين الالتزام به منذ تناول الشأن القضائي بالقدر المسموح والجائز بحثه وما يخدم مصلحة ورفعة هذه السلطة.

إن التأخير في حسم البيت الداخلي للجسم القضائي لن يكون مشكلة بالتأكيد، لكن المسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتق رئيس المجلس الأعلى للقضاء في حال غيابه بدواع طارئة تستلزم نقلها إلى نائبه، بينما سيتحقق الفراغ في حال عدم وجود نائب له تمت تسميته ويمارس الصلاحيات في حال غياب الرئيس.

أكتب هذا المقال وعيني على مصلحة ورفعة السلطة القضائية دون أي شيء آخر أو حتى بدوافع أخرى، فدافعي الوحيد هو ترتيب البيت الداخلي مع قرب انتهاء مدة المستشار يوسف غنام الرشيد -أطال الرحمن عمره وأعطاه الصحة والعافية- فقد أعطى هذا الرجل الكثير كما أعطى المستشار راشد الحماد وقبله المستشار عبدالله العيسى، وقبلهم محمد الرفاعي رحمه الله في خدمة السلطة القضائية، وجميعهم بذلوا الكثير والكثير لرفعة هذا الجهاز ليمارس الدور الذي يتعين عليه أن يمارسه، ولن يألو القادمون بالتأكيد جهداً على إكمال مسيرة من سبقوهم.

back to top