«الطماط»... والوحدة الوطنية!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
وحقيقة، فإن قصة "الطماط" كشفت عن مدى تلقائية الشعب الكويتي بعموم أطيافه ومدى قابليته للانفعال والاصطفاف، ولكن في حالة واحدة وهي التحريض والإثارة لكن سرعان ما تعود الأمور إلى طبيعتها وهدوئها بمجرد أن يصمت قادة ورموز التحريض والإثارة، وفي المقابل عكست أزمة غلاء الأسعار السرعة الكبيرة في القدرة على إعادة الشمل تحت هاجس الهموم المشتركة.وإذا كانت مشكلة ارتفاع سعر "الطماط" لها هذا التأثير السحري في لملمة الناس والتصدي لها بأسلوب حازم وساخر في نفس الوقت فلنا أن نتخيل كيف يمكن أن نجمع الكويتيين على قضايا في غاية الأهمية والخطورة مثل الأمراض الخبيثة التي باتت تنهش كل بيت وتحصد الصغار قبل الكبار، وكذلك تردي مستويات التعليم والخدمات العامة والتوظيف والإسكان والديون الكبيرة التي غرقت فيها الكثير من العوائل، وأن تخلق لمثل هذه المشاكل المزمنة جبهات وطنية تتصدى لها بحزم وروح جماعية.ومع الأسف الشديد، فإن الإجراءات الحكومية في بسط هيبة القانون وغرس وتشجيع الروح الوطنية رغم الإمكانات الهائلة والمؤسسات الضخمة التي تعود لها، لم تفلح يوماً ما في تخفيف الحدية الطائفية والطبقية والقبلية، وتجاربنا المتكررة تبرهن أن المشاكل هي التي تلعب الدور الإيجابي في تقريب المواطنين إلى بعضهم بعضا بدءاً بالغزو والعدوان الخارجي وانتهاءً بأسعار "الطماط"! ولذلك نأمل أن تكون الجهود الحكومية وتأثيرها في المحافظة على الاستمرار الداخلي ومحبة الناس للناس تساوي تأثير "الطماط" لا أكثر!