كلمة راس: حكومة الثلث الجديد
رغم أن استقالة الحكومة السابقة لم تكن مبررة، وأسبابها المعلنة لم تكن كافية لإقناعنا بوجاهتها، فإن الاستجوابات هي قدر محتوم في ظل الأوضاع السياسية التي نمر بها منذ أعوام عدة. ونحن على يقين أن التعديلات والتغييرات مهما كان حجمها لن تغير من الأمر شيئاً، ولن تمنع النواب المتعطشين والمتعجلين لاستخدام هذا السلاح المبهر في وجه كل وزير يظنون أنه استعصى عليهم، أو تجرأ برد طلب من طلباتهم، أو رفض تعيين أحد المحسوبين عليهم، أو منع انتفاع أحد مفاتيحهم الانتخابية من كنوز وزارته، أو وقعت في أيديهم قرائن ثابتة أو غير ثابتة بوقوع خطأ ما في وزارته.
المهم أن الاستقالة الأخيرة لم تكن مقنعة للشارع الكويتي، وأسبابها يمكن أن تتكرر في أول يوم لهذه الحكومة، وهذا ما سيفعله أعضاء الشعبي، وأعضاء التنمية، وأعضاء الوطني، وأعضاء محسوبون على قطب حكومي. على كل حال، استقالت الحكومة وكان ما كان، واقتصر التغيير على ما يعادل ثلثي أعضاء الحكومة، وهذا للأسف أعطى الناس انطباعاً بأن الحكومة لم تتغير، ولا يمكن أن يتغير نهجها لأن الأغلبية السابقة ما زالت في الوزارة رغم تحول بعض أعضائها إلى وزارات غير التي كانوا يحملون حقائبها، وهذا بالتأكيد سيعطي الأعضاء المتربصين بالحكومة المبرر الشعبي باستمرارهم على نهجهم في مواجهة هذه الحكومة التي لا يمكن اعتبارها إلا استمراراً للحكومة السابقة. أنا متفائل كثيراً بدخول الأخ سامي النصف كوزير للإعلام لما أعرف عنه من سعة فكر، ورغبة في التطوير، وفهم لدور الإعلام في النهوض بالوطن، وترسيخ الثوابت الوطنية في نفوس الجيل، وإطلاق روح المنافسة في الأجهزة الإعلامية الحكومية لكسب مزيد من المشاهدين، والقدرة على استغلال الإمكانات الهائلة المتوفرة في وزارة الإعلام، وتشجيع المواهب الكويتية، ومنحها الفرصة لإظهار إبداعاتها عبر القنوات المتاحة للإعلام الرسمي ليقترب أكثر من الناس ويقترب الناس منه أكثر. وكذلك الحال بالنسبة إلى الأخ أحمد المليفي الذي زاملته في مجلس الأمة، موظفاً وبرلمانياً ناشطاً وطموحاً وجريئاً، لكني أخشى عليه من الاستعجال في التصريحات والإكثار من الظهور الإعلامي، فإن كان ذلك مفيداً له كبرلماني، فإنه قد يؤذيه كعضو في الحكومة. أما الأخ علي الراشد فإنني بأنصحه أن ينزع بشت النائب، ويبقي على كتفه بشت الوزير الأكثر تحفظاً وأقل اندفاعاً. وأتمنى للجميع التوفيق والنجاح في خدمة هذا الوطن العزيز.