لا تصوموا رمضان
![د. صلاح الفضلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1488383380444998900/1488383397000/1280x960.jpg)
برغم اختلاف طرق ممارسة الصيام عند شعوب العالم، فإن الهدف الجامع لممارسة الصيام في المجتمعات على اختلافها هو التطهر والسمو والارتفاع عن الشهوات الدنيوية والعودة إلى الصفاء الروحي الذي يتلوث في أيام الفطر، وهذا الهدف واضح وصريح في الشريعة الإسلامية في قوله تعالى "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". لكن الملاحظ أن الصيام تحول عند الكثير من المجتمعات الإسلامية من موسم للتطهر والصفاء الروحي إلى موسم للهو والعبث والانغماس بشكل أكبر فـي الأمور الدنيوية ولذاتها.كثير من "الصائمين" ليس لهم هم في رمضان سوى متابعة المسلسلات "الرمضانية"، فتراه يحرص ألا يفوته أي مسلسل، وهناك من "الصائمين" مَن يجعل السهرات الرمضانية مسرحاً للخوض في أعراض الناس والعياذ بالله، وآخرون جل همهم الاستمتاع بالأكلات الرمضانية من لقيمات وتشريبة وهريس وزلابيا وغيرها، فتراه يأكل من غروب الشمس حتى يتبين الخيط الأبيض من الفجر. هناك قسم آخر من "الصائمين" وغالبيتهم من الموظفين تراهم يعطلون مصالح الناس بحجة التعب من الصيام أو الإطالة في الصلاة أثناء الدوام أو الانشغال بقراءة القرآن، أما الأسوأ من هؤلاء جميعاً فهو من يبث الفتنة بين شرائح المجتمع في شهر يفترض أن يكون شهراً للتقرب إلى الله وتزكية النفس والمحبة والألفة.يروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله سمع امرأة تسب جاريتها وهي صائمة فدعا بطعام، فقال لها كلي، فقالت: إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك؟! وفي حديث آخر يقول الرسول الأكرم: "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، كما أنه كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه. للصائمين الذين ذكرنا آنفاً سلوكهم في رمضان نقول لهم الأفضل ألا تصوموا، لأنه ليس لكم من صيامكم إلا الجوع والعطش.