ما جرى من انفجار شعبي في البحرين لم يكن مفاجئاً لأن النار كانت تحت الرماد لسنوات طويلة بسبب السياسات الحكومية التي جانبها الصواب في كثير من الأحيان، فاستحداث دستور جديد مفرغ من محتواه غير الدستور الذي تم الاتفاق عليه في الميثاق، واستحداث مجلس نيابي شكلي لا يملك صلاحيات حقيقية، وتوزيع الدوائر بشكل ظالم، عوامل أدت إلى الانفجار الذي جرى. آلمنا ما جرى ويجري في البلدان العربية من قمع لمظاهرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وتعبر عن رفض الظلم والاضطهاد، ولأن ما يجري في ليبيا بالأخص من حرب إبادة يخوضها الطاغية معمر القذافي ضد شعبه هو حديث الساعة، فإن ما يهمنا أيضاً هو ما يجري في البحرين من اضطرابات نظراً للقرب الجغرافي الذي يجمعنا معها ومع شعبها الشقيق.
فما جرى من انفجار شعبي لم يكن مفاجئاً لأن النار كانت تحت الرماد لسنوات طويلة بسبب السياسات الحكومية التي جانبها الصواب في كثير من الأحيان، فاستحداث دستور جديد مفرغ من محتواه غير الدستور الذي تم الاتفاق عليه في الميثاق، واستحداث مجلس نيابي شكلي لا يملك صلاحيات حقيقية، وتوزيع الدوائر بشكل ظالم، وتسارع وتيرة التجنيس السياسي في بلد صغير يعاني أصلا ندرة الأراضي من أجل تغيير التركيبة السكانية، وتوظيف الأجانب في الجيش والشرطة وبقية المرافق المهمة بينما أهل البلد محرومون من كثير من هذه المواقع، ويعاني أيضاً انتشار الفقر والبطالة بين أبناء البلد بينما تمنح الوظائف والأراضي للمجنسين، كل هذه العوامل أدت إلى الانفجار الذي جرى وليس للعوامل الطائفية أي دور كما حاول البعض تصويره لأن المطالب التي ينادي بها المتظاهرون تجمع عليها الأغلبية الساحقة من أهل البحرين بطوائفهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية المختلفة، وهي مطالب مشروعة باعتراف ولي العهد.وإذ نستذكر الشهداء الذين سقطوا في المظاهرات، فإننا نتمنى أن ينجح ولي العهد البحريني والمعارضة في التوصل إلى حلول جذرية تعالج جميع السلبيات التي سبق ذكرها. فالعالم تغير بعد شرارة البوعزيزي، و لم يعد بالإمكان الالتفاف على مطالب الشعب ومحاولة التضليل الإعلامي عبر تسيير مظاهرات صغيرة مؤيدة للحكومة شارك فيها العديد من الآسيويين بلباسهم التقليدي، فعصر سيطرة إعلام الدولة انتهى وبات الناس يستمدون أخبارهم من أحدث الوسائل غير التقليدية.فنتمنى أن تصل المساعي بين المعارضة والحكم إلى نتيجة تحقق الخير للجميع لأن هذا الشعب هو الذي اختار الحكم الحالي على الالتحاق بإيران في استفتاء شعبي قبل أربعين سنة، وبالنهاية فإنه «لا يحك ظهرك إلا ظفرك»، ولئن كان المجنسون يوالون الحكومة الآن، فإن أولادهم وأحفادهم لن يكونوا كذلك، بل سيكونون عالة على البحرين ومصدرا لتهديد أمنها القومي.
مقالات
ماذا يجري في البحرين؟
03-03-2011