يتميّز شهر رمضان هذه السنة بصدور كمّ من الأدعية والأغاني الدينية إلى درجة يمكن معها القول إن المنافسة لم تعد تقتصر على نجوم الدراما بل تشمل المطربين الذين تسابقوا لإنهاء تسجيل أغنياتهم بهدف اللحاق بموسم رمضان الذي يعتبر الأفضل في تسويق هذا النوع من الأغاني وانتشاره.

Ad

شجعت الأرقام التي حققها ألبوم وائل جسار الديني «في حضرة المحبوب» (تجاوزت الخمسين ألف نسخة)، المطربين والمنتجين على إنتاج ألبومات دينية كاملة وإصدارها خلال الشهر الفضيل، إلى جانب الأدعية الدينية التي تشهد إقبال مطربين للمرة الأولى على هذا النوع، من هؤلاء: لطيفة التي تستعدّ لتسجيل أغنيات وأدعية دينية في خطوة هي الأولى في مشوارها الفني لعرضها على شاشة رمضان.

كان من الطبيعي، إزاء خطوة لطيفة، أن تقبل سميرة سعيد على خوض التجربة نفسها للمرّة الأولى أيضاً، ولم يكد يمضي 48 ساعة على انتشار خبر تسجيل لطيفة أغاني دينية، حتى اتفقت سعيد مع الملحن هيثم نبيل على تجهيز ابتهالات دينية لتسجيلها بصوتها وإذاعتها في شهر رمضان، وتفكّر كلتاهما في جمع هذه الأغاني وطرحها في ألبوم ديني.

استثمار النجاح

بعد النجاح الذي حققه «في حضرة المحبوب»، يحضر القيمون على الألبوم: المؤلف نبيل خلف والملحن وليد سعد والمنتج محمد ياسين، ألبوماً ثانياً لكن مع أنغام بعنوان «في حضرة المحبوب 2»، إلا أن هذه الأخيرة تفضّل عنوان «الحكاية المحمدية» لتتجنّب المقارنة مع جسار وكي لا يرتبط نجاحها أو فشلها بألبومه.

يحتوي ألبوم أنغام على عشر أغنيات من بينها: أغنية عن أم الرسول (صلى الله عليه وسلم) السيدة آمنة (رضي الله عنها)، وثانية عن مرضعته السيدة حليمة السعدية، وثالثة عن مربيته أم أيمن، بالإضافة إلى أغنيات عن زوجات الرسول، وجميعها من توزيع أسامه الهندي.

كذلك، انتهى مجد القاسم من تسجيل أغاني ألبومه الديني الجديد الذي يتضمن عشر أغنيات من بينها: «أنا في حماك يا رب»، «أسماء الله الحسنى»، و{إصحى إنت في رمضان»، وهي من تلحينه وتأليف عبد المنعم طه ونبيل وطاهر الفكهاني.

لم يستقر القاسم على إسم نهائي للألبوم حتى اليوم إلا أنه قرر أن يصدره في أول أيام شهر رمضان ليحقّق انتشاراً أكبر.

بدوره، انتهى إيهاب توفيق من تسجيل ألبومه الديني الثاني إلا أنه لم يستقر على اسمه لغاية اليوم، تعاون فيه مع مجموعة من الشعراء من بينهم: بهاء الدين محمد وأيمن بهجت قمر، ومن الملحنين من بينهم: أشرف سالم ومحمد النادي. وقد صوّر أخيراً أغنية «الزكاة» في مصر لتُعرض مع بداية رمضان وتزامناً مع صدور الألبوم. يُذكر أن ألبوم توفيق الديني الأول «إلا رسول الله» صدر في 2007.

سباق الأدعية

في المقابل، سجّل مطربون كثر أغاني دينية وأدعية لا يتحملها ألبوم واحد على أن تذاع يومياً على القنوات الفضائية، على غرار ما حدث العام الماضي مع رباعيات «في حب الله» التي شارك في غنائها هاني شاكر وحسين الجسمي.

في هذا الإطار، سجّل وائل جسار 20 دعاءً من كلمات نبيل خلف وألحان وليد سعد، هاني شاكر ورضا 30 دعاءً من كلمات خلف وألحان سعد أيضاً، أحمد سعد 30 دعاء من ألحانه وتوزيعه وكلمات الشاعر جمال بخيت، وهو ثاني تعاون بينهما بعد أغاني فيلم «دكان شحاتة»، وبعد تحقيق الأدعية التي غناها سعد في البرامج التلفزيونية انتشاراً ملحوظاً.

يشهد رمضان هذه السنة دخول مطربين للمرة الأولى في سباق الأغاني الدينية من بينهم: ديانا حداد التي سجلت أغنية «يا هدية من ربنا» كلمات محمد عوف وألحانه وهي تستعد لتصويرها في لبنان، حسن الأسمر الذي يعود إلى الساحة الغنائية بعد غياب أكثر من سبع سنوات بموال ديني «عشمي في رسول الله» ويفكر في أن يكون الموال مقدّمة لتحضير ألبوم غنائي كامل.

ثمة مطربون اعتادوا تقديم أدعية خلال رمضان منذ أكثر من ثلاث سنوات من بينهم: هشام عباس الذي سجل أغنية «رمضان» من كلمات عزيز الشافعي وألحانه، خالد سليم الذي انتهى من تسجيل خمسة أدعية من كلمات: عمر بطيشة، حسني محمود، صلاح فؤاد، ألحان: المطرب طارق فؤاد وحسين فوزي.

قبل دخوله العناية المركّزة استقر سعد الصغير على تقديم أغنيتين: «يارب الكل يا خالقني»، و{أنا بسجد وبادعيلك»، من كلمات ملاك عادل وألحان محمد عبد المنعم لكنه اضطر الى إلغاء المشروع بسبب ظروف مرضه الأخيرة.

عادات مصريّة

لا يفضّل خالد سليم تقديم الأغاني في المناسبات إلا أن فكرة الأغاني الدينية في رمضان حمّسته ليخوض التجربة، ويتمنى أن تحقق نجاحاً وتترك علامة لدى الجمهور.

أما هشام عباس فيؤكد أن الأدعية الدينية في رمضان ليست تجارة، كما يصفها البعض، بل وسيلة لتقديم عمل فني مختلف في الشهر الكريم. عن أغنياته الجديدة، يقول: «هي ليست دينية إنما تتحدث عن ذكرياتنا في رمضان وعاداتنا المصرية الخالصة التي لا نجدها في أي بلد آخر».

عن تجربة الأدعية الدينية، يشدّد عباس على أنه أول من قدّم مثل هذه النوعية من الأغاني عندما حوّل أسماء الله الحسنى إلى دعاء ديني حقق نجاحاً، «لكني لست مسؤولاً عن تحوّل الأمر إلى ظاهرة في ما بعد».