وسط حال من الاستنفار الأمني فُرِضت على الكنائس المصرية، يعقد البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس اجتماعاً طارئاً صباح اليوم مع قيادات "المجمع المقدس"، أعلى جهة دينية فى الكنيسة، وأخرى تعمل في إدارة البطريركية المرقسية في العباسية بالقاهرة، لبحث التهديدات التي أطلقها تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" للأقباط.

Ad

وأكدت مصادر كنسية أن الإجراءات الأمنية المشددة والتحذيرات التي وصلت الكنيسة عن احتمال وقوع حادث "إرهابي"، أجبرت الكنيسة على بحث تعديل برنامج وشكل حفل جلوس البابا التاسع والثلاثين، والمقررعقده (الأحد) 14 نوفمبر الجاري، موضحة أن حالة من الارتباك تسيطر على قيادات الكنيسة.

ويعد عيد جلوس البابا على كرسي البابوية الذي جاء سنة 1971 عقب القرعة الهيكلية بعد وفاة الأنبا كيرلس السادس، من أهم مناسبات الكنيسة القبطية التي تحرص على الاحتفال بها في هذا التوقيت من كل عام، وفيه يجتمع البابا بالمجمع المقدس وجمهور الأقباط ويتلقى التهاني من أرفع الشخصيات بالدولة.

وكانت الكنيسة المصرية تلقت تهديدات مما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في العراق"، الذي تبنى الهجوم على كنيسة "سيدة النجاة" في بغداد، بأنه سيقوم بعمليات ضدها في حال عدم إطلاقها سراح "المسلمات المأسورات لديها"، في إشارة الى مسيحيات تحولن الى الإسلام وقيل إن الكنيسة تحتجزهن بدعم من السلطات المصرية.

وأكدت مصادر في الكنيسة أن شنودة أصر على إلقاء عظته الأسبوعية مساء اليوم (الأربعاء)، وسط إجراءات أمنية مشددة يجري العمل عليها حاليا من وحدات أمنية تابعة لوزارة الداخلية، إذ سيتم تشديد إجراءات التأكد من هوية مرتادي الكنيسة والاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة على الكشف عن أي متفجرات أو أسلحة، موضحاً أن الكنيسة لم تطلب أي تعزيزات أمنية وأن ذلك يجري بمبادرة من وزارة الداخلية.

وقالت المصادر إن مجموعة عمل داخل وزارة الداخلية تدرس تهديدات "القاعدة"، وتدرس خريطة الخلايا النائمة التي يشتبه في انتمائها إلى التنظيم، للتنبؤ بأي الأماكن التي يمكن أن تنفّذ فيها.

وتواجه محافظة شمال سيناء تشديدات أمنية أكثر صرامة، لكونها على الحدود مع قطاع شمال غزة وإسرائيل، إذ شددت الأجهزة الأمنية الرقابة على الشريط الحدودي جيداً خوفاً من تسرّب أحد عبر الأنفاق، والدخول إلى مصر لارتكاب أي أعمال تفجيرية.