جمعني العمل في مجلس الأمة مع الأستاذ الكبير محمد العدساني رئيس مجلس الأمة 1981 - 1984، وعملت معه مدة سنتين، فقد انتقلت إلى العمل في مجلس الأمة في سنة 1983 كأمين عام مساعد للشؤون الإدارية والمالية.

Ad

محمد العدساني كان كبيراً في كل شيء، فأخلاقه العالية كانت تأسر وتفرض عليك احترامه والتأدب معه قبل أن يدعوك منصبه الكبير إلى هذا... إذا دخلت مكتبه عاملك كأنك ضيف عزيز... يهش في وجهك ويقف احتراماً لك ويسأل عن أحوالك قبل أن يبدأ معك بحث أمور العمل... لذلك كنا نشعر بدفء العلاقة بيننا وبينه، فلم يحجبنا حاجب عن إبداء آرائنا له بكل صراحة ودون تردد، كان يناقشنا في أحوال البلد وقضايا الساعة، ويستمع لنا كأنداد رغم فارق السن والخبرة والمكان بيننا وبينه... كان واسع الصدر... صبوراً على شطط بعض الأعضاء... وقد ساعدته محبة الأعضاء له على حسن إدارته للجلسات وتعاملهم معه... كان كثير السؤال عن الموظفين وأحوالهم، وكان لا يودع دور الانعقاد ويبدأ إجازته حتى يمر على كل مكاتب الموظفين ليحييهم ويشكر لهم جهودهم واجتهادهم.

كان بو وائل ملماً بأحوال المنطقة العربية بحكم عمله السابق كسفير لدولة الكويت في لبنان، وقد وافق وجوده هناك بداية الشرارات الأولى للحرب الأهلية التي دمرت لبنان، وكادت تعصف بالمنطقة العربية كلها... فكان يعرف تعقيدات الموقف العربي، ويعرف ما كان يدور خلف الكواليس والغرف المغلقة، يعرف كيف كانت الصفقات تدار، ويعرف من يعقد العقدة ومن يحلها... كان موسوعة سياسية ودبلوماسياً من الطراز الأول.

محمد العدساني نموذج من النماذج التي يجب أن تحتذى ويفتخر بها أبناء هذا البلد.

* * *

الجيش التركي رفض المشاركة في احتفالية رسمية في القصر الرئاسي أقيمت في الشهر الماضي، وسبب رفض المشاركة يعود إلى ارتداء السيدة الأولى الحجاب... الجيش التركي يعتبر نفسه حامي العلمانية هناك، لذلك يخشى عليها من الحجاب... كم هي هشة تلك العلمانية التي يهزها حجاب.