أصدق ونص
أصدق ونص، وشلون ما أصدق! فالزميل راشد الشراكي في جريدة القبس قبل أربعة أيام نقل لنا صورة بائسة عن "العمال البنغال"، وأفضل تسميتهم بـ"البهائم" مادامت الدولة الكويتية ومواطنوها لا يعترفون بصفة الإنسان لغير الكويتي!
يكرر راشد السؤال متعجباً بعبارة "صدق أو لا تصدق؟"، وأنا أصدق، أصدق أن كل عشرة عمال يعيشون في غرفة "زبالة" واحدة، وأصدق أنه لا توجد لديهم كهرباء ولا ماء، وأصدق أنهم يستجدون مغاسل المساجد من أجل جرة ماء، وأن حراس المساجد يطردونهم باعتبار أن ماء المساجد مخصص للمصلين، وأصدق أن الدولة بمن فيها من بشر متواكلين لا يكترثون لمأساة هؤلاء إلا إذا هدد البؤساء بالإضراب والاعتصام، فالدولة تنظر إليهم "كمسألة أمنية" فقط كما كتب زميلي بدر الديحاني بجريدة الجريدة...! أصدق وشلون ما أصدق، أن بعض الزملاء والكثير منا طالبوا بمنع البنغال من العمل ودخول الدولة، لأنهم حسب وصف هؤلاء "الإنسانيين" أهل جريمة، وكيف لا يكونون أهل جريمة إن سرق العامل أو تسول من أجل أن يستر جسده ويخفف من جوع ينهشه...؟ من نكون نحن يا أهل الكويت؟ وبأي حق يتاجر نخاسو البلد بهؤلاء الأقنان الآسيويين، ولم لا تفعل الحكومة أو مجلسها شيئاً لحرق نظام الكفالة على رؤوس الكفلاء "القديسين"! لا نسمع غير وعود بوعود... ولا شيء غير ذلك الرياء السياسي من أجل أن تبقى صورة "دوريان غري" على حالها الجميل الكاذب أمام العالم... فهؤلاء العمال وخدم المنازل لا يصوتون بمجالسنا النيابية، فهم غير مواطنين، وإذا لم يكن لك صوت فأنت لست إنساناً... ماذا عن لجنة حقوق الإنسان في المجلس...؟ هل لدينا مثل هذه اللجنة أم أنها في عداد المفقودين؟ ماذا عن لجنة الأخلاق الحميدة أي لجنة الظواهر السلبية التي فاز بها ملالوة المجلس بالتزكية، هل تهتم بكرامة وحقوق البنغالي الإنسان، أم أنها ليس لها شغل غير ملابس النسوان؟؟؟يا خسارة الضمير الغائب في ديرة أم الخير.