لم يكن أمس يوماً عادياً على الساحة المحلية، فقد دخلت على السيناريوهات السياسية التي تشهدها البلاد مشاهد جديدة تمثلت بضرب القوات الخاصة عدداً من الحضور وبعض النواب في ندوة تكتل "إلا الدستور" التي نظمها النائب د. جمعان الحربش في ديوانه أمس، حيث تعرض النواب عبدالرحمن العنجري، وفلاح الصواغ، وضيف الله بورمية، ود. وليد الطبطبائي، ود. جمعان الحربش إضافة إلى عدد من المواطنين والإعلاميين ومصوري المحطات الفضائية والصحف للضرب من قبل القوات الخاصة، وعلى إثرها أعلن عدد من النواب عزمهم تقديم استجواب إلى رئيس الوزراء، كما أعلن أنهم سيجتمعون اليوم لتحديد موعده ومحاوره.

Ad

والحادثة حصلت بعد أن طلب أحد أفراد القوات الخاصة التحدث إلى النائب جمعان الحربش، الذي خرج إليه وتم الاتفاق على منحهم ربع ساعة لإنهاء الندوة، وهذا أعلنه الحربش من خلال المايكرفون، وعندما بدأ النائب أحمد السعدون الحديث في الندوة، بدأت القوات الخاصة بضرب الموجودين في الخارج لتفريقهم ولم يسلم من كانوا داخل الديوانية، فقد تم الاعتداء عليهم أثناء خروجهم.

وبعد هذه الاشتباكات أعلن النائب مسلم البراك أنه والنواب أحمد السعدون، وجمعان الحربش، وخالد الطاحوس، وفلاح الصواغ، ود. فيصل المسلم، ود. وليد الطبطبائي، ومحمد هايف، وضيف الله أبورمية، وصالح الملا، ومبارك الوعلان، عن تقديم استجواب إلى سمو رئيس الوزراء، بعد اجتماع عاجل عقدوه في احدى غرف منزل النائب جمعان الحربش.

بدوره، قال النائب صالح الملا ان كتلة العمل الوطني ستلتئم صباح اليوم لاتخاذ موقف حاسم في قضية استجواب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد الذي تتعلق محاوره بالاعتداء على الحريات وكرامات المواطنين.

وأضاف الملا إن اجتماعاً اخر سيعقب اجتماع كتلة العمل الوطني سيكون لجميع الكتل النيابية الاخرى ليتم اتخاذ قرار نهائي بشأن الاستجواب، مؤكدا دعمه شخصيا للاستجواب.

ومن المستشفى الاميري، أكد النائب عبد الرحمن العنجري أن الفحص الطبي الذي أجراه، عقب نقله إلى المستشفى بعد أحداث ندوة "إلا دستور"، أظهر إصابته "بكدمات في ساعده الأيمن، وتهتك في أنسجة ركبته اليمنى".

وقال العنجري لـ"الجريدة": "فوجئت أثناء خروجي من الديوانية عقب انتهاء الندوة بقوات الأمن الخاصة، بعضهم كانوا ملثمين، يداهمون الديوانية، فقمت بالصراخ: أنا نائب...أنا نائب، فأبتعد بعضهم عني، ولكن قام أحدهم بالتعرض إليّ، وضربني بهراوة على كربتي اليمنى، فاختل توازني، ثم سقطت على الأرض ليصطدم ساعدي الأيمن بطابوق كبير الحجم".

ونفى العنجري وجود مقاعد للحضور خارج الديوانية، مؤكداً أن أغلبية الحضور كانوا يجلسون داخلها، مشيراً إلى أن منظمي الندوة أبدوا حسن النوايا وتعاونوا مع رجال الداخلية، "التي قابلت التعاون بالضرب دون أدنى احترام لأي شخص بقرب الديوانية سواء كان شابا أو طاعنا في العمر"، مستنكراً لغة العنف، "لا سيما عندما تكون من دون أسباب حقيقة".

ومن أمام ديوان النائب مسلم البراك حيث انتقل بعض الحضور الى هناك، وصف التصرف الذي حصل من القوات الخاصة بأنه كان "بإيعاز من وزير الداخلية وبأوامر من رئيس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد".

وقال إن رئيس الوزراء "لا يصلح لإدارة البلد والحكومة"، مضيفاً: "حان الوقت ليجلس ناصر المحمد في بيته"، مؤكداً أن "الحكومة تحاول زرع الفتنة في البلد وهي فاسدة".

وأشار الى أن النواب تفاوضوا مع اللواء خليل الشمالي وطلبوا منه ربع ساعة لإدخال الجمهور الى الداخل، وأبلغوه أنهم اتفقوا على إنهاء الندوة خلال خمس دقائق، لكن بعد دقيقة واحدة من الاتفاق تم الهجوم على الديوانية من قبل القوات الخاصة والاعتداء على المواطنين ومن بينهم النواب: العنجري والطبطبائي والخبير الدستوري عبيد الوسمي الذي صدر بحقه ضبط وإحضار.

وعلى صعيد اجتماع مجلس الوزراء امس، فقد شدد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على ضرورة التزام الجميع بمقتضيات المحافظة على أمن البلاد واستقرارها والعمل على التطبيق السليم لأحكام الدستور والقانون على الجميع، وطلب سموه من الأجهزة الأمنية عدم التساهل أمام أي مظهر من مظاهر الإخلال بالأمن والاستقرار في البلاد.

من جهته، نقل رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي عن سمو الأمير رسالة إلى أعضاء المجلس، مفادها أن سموه أعطى توجيهاته إلى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد للسماح بالتجمعات داخل الدواوين فقط، وحظر أي تجمعات تُقام خارجها.

وأضاف الخرافي في تصريح مُقتضَب قبيل توجهه إلى تركيا أمس، أن سمو الأمير كلفه بنقل تلك الرسالة عقب مشاركته في اجتماع مجلس الوزراء أمس، مبيناً أنه اضطر إلى نقل الرسالة الأميرية من خلال وسائل الإعلام، بسبب مغادرته في مهمة رسمية إلى تركيا، وعدم وجود الوقت لدعوة النواب وإطلاعهم على فحوى الرسالة.

من جانبه قال رئيس الوزراء في تصريح لـ "الجريدة" عقب لقاء سمو الأمير إن الحكومة ستترجم توجيهات سموه على أرض الواقع فوراً، لأن في توجيهاته خيراً للبلاد والعباد، مشدداً على ضرورة التمسك بالدستور والقضاء والاحتكام للقانون الذي يجب أن يطبق على الجميع الكبير والصغير، مجدداً التأكيد على عدم السماح بإثارة الفوضى أو تعكير صفو الوحدة الوطنية.

أسماء من حضر من النواب ومن مُنع

النواب الذين حضروا الندوة:

د. جمعان الحربش، وليد الطبطبائي، فلاح الصواغ، فيصل المسلم، خالد السلطان، مبارك الوعلان، مسلم البراك، خالد الطاحوس، أحمد السعدون، مرزوق الغانم، صالح الملا، وعبدالرحمن العنجري.

النواب الذين مُنعوا من الوصول إلى الندوة:

الصيفي الصيفي، عادل الصرعاوي، وعلي الدقباسي

النواب المعتذرون:  د. أسيل العوضي