الكويت هذه الأيام تعيش أجواء تصالحية ملحوظة بمناسبة أيامها الوطنية، وهذا بلا شك سيهيئ النفوس للانشغال بالنهوض بالبلد والسعي إلى تحقيق بعض آمال وطموحات هذا الشعب الكريم، ويجب ألا تتوقف الجهود عند الإجراءات والقرارات التي صدرت بل يجب استكمال المسيرة التصالحية وتغيير كل ما يشوب تلك المسيرة أو يمكن أن يعطلها من أشخاص، أو قضايا، لكي نعيد الثقة بين جميع الأطراف السياسية ونوفر لهم أجواء تساعدهم على العطاء والتعاون نحو الإنجاز المطلوب، ولعل الوقت قد حان لتتغير بعض الوجوه في الحكومة نزعاً لفتائل التأزيم ودفعاً لدماء جديدة أكثر حماساً، وأكثر تكيفاً مع الأوضاع المستجدة داخل الكويت وخارجها، فالتغيير أصبح مستحقاً وتأخيره سيأتي بنتائج عكسية، فالقرار إذا تأخر عن وقته بطل مفعوله وتجاوزه الناس إلى غيره. ولا شك أن القيادة تعرف مواضع الخلل والتقصير في الفريق الحكومي، وتعرف نقاط التأزيم بين بعض الوزراء ومجلس الأمة، فالوضع السياسي في الكويت كتاب مفتوح، ليس فيه أسرار ولا طلاسم والكل يتحدث في الكويت عن الكل، ومن أراد أن يتعرف على الصورة بكل تفاصيلها فما عليه إلا أن يزور ديوانية أو ديوانيتين فيخرج بحصيلة تفوق في تفاصيلها أي تقرير أمني يمكن أن يرفعه المكلفون بذلك إلى رؤسائهم عن النشاط السياسي اليومي في البلد. وما نتمناه أن يكون الأساس الذي يتم اختيار الوزراء عليه هو الكفاءة الفنية والملاءمة السياسية والقدرة على الرؤية المستقبلية وفهم أوضاع المنطقة التنافسية والاقتراب من الناس ومعرفة آمالهم وطموحاتهم وحمل همومهم إلى الكرسي الوثير وإلا فلا طبنا ولا غدا الشر، وسنراوح في مكاننا دون تسجيل أي تقدم إلى الأمام.
* * *الطلبة في الجامعة يشتكون من عملية التسجيل، والشعب المغلقة، والفوضى الحاصلة هناك، ويتساءلون، إذا كانت الجامعة تدار بهذه الطريقة، وهي أحد مراكز التنوير والتعليم العالي فكيف إذاً ببقية المؤسسات.
مقالات
كلمة راس: التغيير أصبح مستحقاً
16-02-2011