الفنان المسرحي المخضرم علي البريكي أحد رواد الحركة المسرحية الكويتية، عايش أجيالاً عدة وتعامل مع الفنانين كافة باحترام ومن دون تفرقة واعتبرهم إخوانه، قدم مسرحيات أثرت المسرح ورسخته في أذهان الكويتيين كعالم قائم بذاته يعبّر عن آمالهم وآلامهم.

Ad

ولد الفنان علي ناصر محمد صقر البريكي في الكويت. متزوج وله خمسة أولاد. بدأ حياته المهنية مصوراًً في قسم السينما ثم انتقل إلى مطبعة الحكومة، بعد ذلك عمل في إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، من ثم تولى منصب مشرف على مسرح الدسمة وعلى مسرح كيفان إلى أن تقاعد. في الستينيات التحق بمعهد التمثيل إلا أنه انقطع عن الدراسة فيه في نهاية السنة الثانية.

عام 1960 أثناء زيارة الفنان القدير زكي طليمات إلى مدرسة الصديق المتوسطة لمشاهدة مسرحية «سر الحاكم بأمر الله»، الفائزة بالمركز الأول في مسابقة وزارة التربية، اختار علي البريكي وصديقه جعفر المؤمن للمشاركة في مسرحية «صقر قريش» مع «فرقة المسرح العربي» (1962)، فاعتبرت هذه المشاركة تدريباً لهما على الوقوف على خشبة المسرح.

عند تأسيسها كفرقة حكومية (1961) أصبح علي البريكي عضواً في «فرقة المسرح العربي» ثم شارك بعد ذلك بعضوية جديدة عندما تحولت إلى قطاع أهلي ومن جمعيات النفع العام في

1 أكتوبر 1964 واستقال منها في 18 أكتوبر 1976. شارك معها في مسرحيات عشر:

- {صقر قريش» (18 مارس 1962) على خشبة مسرح مدرسة ثانوية الشويخ، تأليف محمود تيمور، إخراج زكي طليمات، مع: عبد الحسين عبد الرضا، مريم الصالح، مريم الغضبان، سعد الفرج، غانم الصالح، جعفر المؤمن، خالد النفيسي.

- {ابن جلا» (19 يونيو 1962) على خشبة مسرح كيفان، تأليف محمود تيمور، إخراج زكي طليمات، مع: جعفر المؤمن، سعد الفرج، غانم الصالح، مريم الصالح، عباس عبد الرضا، عبد الحسين عبد الرضا، يوسف درويش، عبد الرحمن المهنا، محمد جابر. أدى فيها دور ابن مسعود.

- «مضحك الخليفة» (20 نوفمبر 1963)، على خشبة مسرح كيفان، تأليف علي أحمد باكثير، إخراج زكي طليمات، مع: غانم الصالح، مريم الصالح، جعفر المؤمن، سعد الفرج، فيحان العربيد، عبد الرحمن المهنا، أسمهان توفيق، محمد جابر.

- {آدم وحواء» (4 إبريل 1964) على خشبة مسرح كيفان، اقتباس فتوح نشاطي، إخراج زكي طليمات، مع أسمهان توفيق، عبد الحسين عبد الرضا، عبد الرحمن الضويحي، جوهر سالم، عيسى الغانم.

- «عشت وشفت» (14 يوليو 1965) على خشبة مسرح كيفان، تأليف سعد الفرج، إخراج حسين الصالح الدوسري، مع: غانم الصالح، سعد الفرج، خالد النفيسي، عائشة ابراهيم، يوسف الشراح، جوهر سالم.

- {محكمة الفريج» (1965) في نادي السالمية، فكرة يوسف الشراح، مع: عبد الحسين عبد الرضا، حسين الصالح الدوسري، سعد الفرج، عبد الوهاب سلطان، غانم الصالح، مريم عبد الرزاق، خالد النفيسي. أدى فيها البريكي دور نبيل الولد المايع. نجحت المسرحية نجاحاً كبيراً، وكانت البروفات تقام في مكتب الفنان سعد الفرج في وزارة الاعلام.

- {أغنم زمانك» (18 فبراير 1966) على خشبة مسرح كيفان، تأليف عبد الحسين عبد الرضا، إخراج حسين الصالح الدوسري، مع: خالد النفيسي، سعاد عبد الله، غانم الصالح، محمد جابر، جعفر المؤمن، جوهر سالم، كنعان حمد.

- «الكويت سنة 2000» (13 مايو 1967) على خشبة مسرح كيفان، تأليف سعد الفرج، إخراج حسين الصالح الدوسري، مع: عبد الحسين عبد الرضا، عباس عبد الرضا، عبد المجيد قاسم، غانم الصالح، محمد جابر، فؤاد الشطي، سعد الفرج، كاظم القلاف، جوهر سالم.

- «من سبق لبق» (19 إبريل 1969) على خشبة مسرح كيفان، تأليف عبد الحسين عبد الرضا، إخراج حسين الصالح الدوسري، مع: عبد المجيد قاسم، خالد النفيسي، عبد الحسين عبد الرضا، عائشة ابراهيم، مريم الغضبان.

- «حط الطير.. طار الطير» (1 يوليو 1970) على خشبة مسرح كيفان، تأليف عبد الأمير التركي، إخراج حسين الصالح الدوسري، مع: عبد الحسين عبد الرضا، مريم الصالح، سعد الفرج، محمد جابر، غانم الصالح، عائشة ابراهيم، جوهر سالم.

- «امبراطور يبحث عن وظيفة» (10 ديسمبر 1974) على خشبة مسرح كيفان، تأليف سمير سرحان، إعداد حسين الصالح الدوسري وإخراجه، مع: محمد خضر، فؤاد الشطي، كنعان حمد، غانم الصالح، محمد سليمان، بدر الطيار، مريم الغضبان، جوهر سالم، فخري عوده، حمد ناصر.

فرقة المسرح الجديد

بعد استقالته من «فرقة المسرح العربي» في السبعينيات عمل في القطاع الخاص وأسس «فرقة المسرح الجديد» مع خالد النفيسي وغانم الصالح وأسد محمود، قدمت مسرحية يتيمة بعنوان «بيت بو صالح» تأليف غانم الصالح، إخراج حسين الصالح الدوسري، مع: غانم الصالح، خالد النفيسي، عبد العزيز النمش، تعالج المسرحية ظواهر اجتماعية في إطار كوميدي وحققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً.

آخر مسرحية شارك فيها كانت «صوت الزمن» (28 فبراير 1994) مع «فرقة مسرح الخليج العربي»، تأليف فاتن عبد العزيز المهيني، إخراج منصور المنصور، مع: محمد المنصور، غانم الصالح، خالد العبيد، مريم الصالح، محمد السريع.

في الإذاعة

منذ الستينيات، تعاون الفنان علي البريكي مع: لطفي عبد الحميد، إسلام فارس، أحمد سالم، مهند الانصاري، خالد الرندي وغيرهم من مخرجي الإذاعة في أعمال درامية تاريخية باللغة الفصحى من أبرزها: «كواكب حول الرسول» (30 حلقة) إخراج خالد الرندي، «نجوم القمة- الكويت كلمة السلام»، «نافذة على التاريخ».

في التلفزيون

شارك الفنان علي البريكي في أعمال درامية من بينها: «الرحيل» (سباعية) تأليف طلال السعيد، «فهد العسكر» (ثلاثية)، «أسطورة الصحراء»، «ثقوب في الثوب الأسود» إخراج كاظم القلاف، «دنيا الدنانير»، «الأخوة الثلاثة» (30 حلقة) مع خالد النفيسي، «لعبة الأيام»، «ألوان من الحبّ»، «إنهم يكرهون الحبّ» إخراج محمد السيد عيسى...

كذلك شارك في مسلسلات من إنتاج عربي مشترك أو صورت خارج الكويت من بينها:

- {رمال وآمال» مشترك مع الأردن، تأليف بلال السعيد، إخراج حسن بو شعيره.

- «الوعد» صوّر في سورية، إخراج عبد العزيز المنصور مع: محمد المنصور، خالد العبيد، حسين المنصور، محمد المنيع، حمد ناصر، صباح الجزائري...

- برنامج تربوي مع مؤسسة الإنتاج البرامجي المشتركة مع سعاد عبدالله ومجموعة من الأطفال.

أحدث المشاركات الدرامية التلفزيونية فهي:

- مسلسل «الصقرين» (بدوي)، تأليف شاهر الظفيري، إخراج كنعان حمد، مع: أحمد الصالح، غانم الصالح، محمد المنيع، جاسم النبهان.

- {الخديعة» (2002) قصة بدر كنعان، سيناريو وحوار حامد حنفي، إنتاج تلفزيون الكويت، مع: أحمد الصالح، انتصار الشراح، بسام العثمان، منى عبد المجيد، ناصر كرماني، أسماء الحاكم، هدى ابراهيم، طارش، أحمد فرحان... يقع في 15 حلقة مدة كل حلقة ساعة، تتمحور أحداثها حول قضايا اجتماعية تؤرق المجتمع الكويتي، وكذلك شارك في مسلسل التنديل مع عبد الحسين عبد الرضا، ومسلسل بدوي «وعد لزّام».

من أقواله

- أنا مع إتحاد المسارح ومع وجود نقابة تحمي حقوق الفنانين، طرح هذا الموضوع منذ الستينيات وعلى المسؤولين عن هذا الاتحاد التحرك بشكل أكثر ايجابية وتقييم الفنان وعمل كادر معين له. من الأمور التي ألاحظها أن ثمة فنانين شباب يهضم حقهم ونجهل الأسباب لذا لا بد من وجود جهة تدافع عن الحقوق واعتقد بأنها مسؤولية الإتحاد.

- نعم أنا بعيد عن المسرح والتلفزيون لعدم وجود عمل يستحق المشاركة فيه، فأنا لا أقبل إلا العمل الهادف والدور الذي يناسبني وأستطيع أداءه. عندما يعرض علي مثل هذا العمل لن أتردد في العودة.

- لا يقاس الفنان بعمره بل بعطائه، وأنا راضٍ عن نفسي.

- المسارح الأهلية موجودة وأعطت الكثير في الستينيات، لكن حصل، في الآونة الأخيرة، كسل مزمن لدى الفرق الأهلية، لا أعرف السبب إلا أنني سمعت أن الإعانة المخصصة لهذه المسارح لا تكفي. أتمنى أن يكون ذلك غير صحيح لأن المسارح الأهلية فيها كفاءات ممتازة للتعامل مع أي نص جيد وهادف من دون النظر إلى المكاسب المادية، من يتوخى عملاً جيداً عليه أن يفعل المستحيل لإظهاره بالصورة المطلوبة.

- أرجو من الجمهور أن يكون واعياً ويحارب العمل الرديء ليرتقي المسرح إلى الأفضل، وأن يقدر الفنان الذي يقف على خشبة المسرح أكثر من 4 ساعات يومياً، مع ذلك ما أن يقترب العرض من نهايته حتى ينصرف الجمهور ويبخل عليه بالتحية والتشجيع، ما يترك أثراً في نفس الفنان الذي يحتاج دائماً إلى التشجيع ليكون دافعه العطاء المستمر.

- بطاقة عتاب إلى الرقابة على النصوص المسرحية، لأن النصوص عندما تعرض على خشبة المسرح تختلف عن تلك التي أجازتها الرقابة. يجب على هذه الأخيرة أن تكون حاضرة باستمرار لغاية العرض الأخير للمسرحيات تجنباً للإسفاف على المسرح واتخاذ أشد القوانين صرامة بحق كل مخالف مثل إيقاف العرض.

- الفنان الكويتي هو الأساس في بناء الحقل الفني، لذا يجب أن يكرّم لا أن يظلم مادياً ومعنوياً، مع أننا السباقون في الانتاج والتميز، إلا أننا حالياً في تأخر تام ويتطلب هذا الأمر من وزارة الإعلام التدخل والعودة إلى إنتاجنا ذي الطابع المتميز وتقييم صحيح للممثلين بحيث تتجنب إبراز هؤلاء الذين لا يستحقون ذلك.