وليد الرجيب: لا أجد حرجاً في تناول قصة يهود الكويت فحقيقة وجودهم معروفة
في روايته «أما بعد» الصادرة حديثاً، يتناول الروائي الكويتي وليد الرجيب قصة يهود الكويت في حقبة ما قبل عام 1948، مؤكداً أن حقيقة وجود هذه الجالية معروفة لدى المجايلين والمعاصرين لهم، كما أن تناول حياتهم في عمل إبداعي يعد حدثاً فريداً في الكويت. «الجريدة» التقت الرجيب في الحوار التالي.* ما الذي حثَّ الرجيب على اختيار موضوع يهود الكويت كمادة أدبية في روايته الأخيرة «أما بعد»؟
- ما حثَّني هو الرغبة في الكتابة والحاجة إليها، والموضوعات التي أكتب حولها لا تنتهي ما دام هناك حياة وبشر وواقع، واختيار يهود الكويت يأتي ضمن موضوعات هذه الحياة والواقع، لكن يبدو أن اهتمامك واهتمام القارئ بشكل عام بهذه الرواية، لأن موضوعها غير مطروق في الأدب والفن الكويتيين، وأنا لا أجد سبباً يمنعني من تناول فترة وحقيقة تاريخية كويتية، مازال معاصروها يعرفون تفاصيلها.* غُيِّبت حقيقة وجود يهود كويتيين في مرحلة محددة من الزمن، بم تفسر ذلك؟- أظن أن الأمر راجع إلى حساسية القضية الفلسطينية، والتزمت القومي والديني، وغياب مبدأ التسامح، وتعايش الأديان، والخلط بين الديانة اليهودية السماوية، وبين الصهيونية كحركة عنصرية رجعية، أي الخلط بين السياسة والدين، وهذا ينطبق على معظم الشعوب العربية، التي شهدت العدوان الإسرائيلي المتكرر على الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية، ولأن إسرائيل تشكل خطراً على العالم العربي لامتلاكها ترسانة نووية.* هل أنت مع أم ضد محو وطمس المعالم الأثرية اليهودية في الكويت؟ - لا أظن أنه بقيت معالم أثرية يهودية في الكويت، ما عدا مقبرة اليهود، وأنا ضد إزالتها، فمحو هذه المقبرة لن يمحو حقيقة وجود اليهود تاريخياً في الكويت، بل إن طمس هذه المقبرة سيكون عملاً تعصبياً ليس أقل من التعصب اليهودي والصهيوني، فهل يمكن الانتقام من أو معاقبة رفات؟* خلال سردك الروائي لمسنا تعاطفك الواضح مع يهود الكويت، على الرغم من أن غالبية من عاصروا هذه الحقبة التاريخية كانوا كثيراً ما يتهمونهم بالغش والخيانة والفساد؟- أنا أتعاطف مع الإنسان بغض النظر عن جنسه ولونه وعرقه ودينه، وأظن أن السمات الإنسانية تتشابه، فالغش موجود عند المسيحيين والمسلمين وغيرهم، وأنا أظن أن الكراهية تنتج مثل هذه الأوصاف، حتى بين الطوائف الإسلامية المختلفة، فإذا استند الإنسان في موقفه من الآخر، على الدين أو المذهب أو القبيلة، فذلك سينتج اتهامات وأوصاف في الغالب سيكون مبالغاً فيها، وهنا بدوري أسألك ونحن في الشهر الفضيل، ألا يوجد غش تجاري ورفع للأسعار عند التجار المسلمين؟ ألا يوجد من بينهم من سرق المال العام؟ ألا يوجد فساد في البلد «ما تحمله البعارين»؟ الا يوجد غش عند الشعوب العربية والإسلامية، وخاصة تجاه الجنسيات الخليجية؟ وهل الشعوب الخليجية مستثناة من الغش والسرقة والخيانة؟عندما نشرت روايتي «موستيك»، قيل لي إنني أتعاطف مع الكويتيين من أصول فارسية، وغضب مني بعض المتعصبين للعروبة، أرأيت؟ هذا أسميه الكراهية العمياء لكل المختلفين عنا.* حدثنا باختصار عن تاريخ اليهود في الكويت؟-ما أعرفه وتقوله كتب التاريخ، أن اليهود قدم معظمهم في القرن التاسع عشر، من العراق وإيران والهند أيضاً، وعاشوا وأقاموا وعملوا في الكويت، وكان لهم حي معروف وسوق معروف، وكان لهم كنيس للعبادة، وكان من بينهم الموسيقار المرموق صالح الكويتي وأخوه داود، لكنهم بدأوا ينزحون من الكويت بعد اعتداءات الصهاينة على الشعب الفلسطيني، وخرج آخر يهودي عام 1948.