النجار: الاستثمار في شباب الصومال استثمار في السلام العالمي
• السفير الصومالي: نشيد بجهود أمير الكويت في إنهاء الأزمة وإعادة الأمن والاستقرار إلى بلادنا
• خلال حفل دعم الطالب الصومالي المقيم في الكويت
• خلال حفل دعم الطالب الصومالي المقيم في الكويت
بحضور عدد من سفراء الدول الإفريقية لدى البلاد، وأبناء الجالية الصومالية المقيمين في الكويت، استضافت جمعية الخريجين الكويتية مساء أمس الأول الاحتفال الذي نظمه مركز السلام للدراسات التنموية والاستراتيجية لدعم الطالب الصومالي المقيم في الكويت.
أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت ورئيس مركز السلام للدراسات التنموية والاستراتيجية د. غانم النجار أن التعليم حق أصيل من حقوق الإنسان، وليس عملاً خيرياً تجود به النفوس، تتوخى فيه الأجر من الله، متعهداً بأنه لم ولن يترك الشعب الصومالي الطيب حتى بعد انتهاء عمله كخبير لدى الأمم المتحدة في الشؤون الصومالية.وأوضح النجار، في كلمة ألقاها مساء أمس الأول خلال الاحتفال الذي نظمه مركز السلام للدراسات التنموية والاستراتيجية والذي استضافته جمعية الخريجين الكويتية لدعم الطالب الصومالي المقيم في الكويت، أن إعطاء منح تدريبية للطلبة والطالبات الصوماليين المقيمين في الكويت لاستكمال دراستهم بعد الثانوية إنما هو حلم تحول إلى حقيقة، مشيراً إلى انه لن يألوَ جهداً في سد ثغرة كل صومالي مقيم في الكويت، حاصل على الثانوية العامة ولم يتسن له متابعة المراحل التعليمية التالية.66 طالباً وطالبةوقال النجار: «إن ثمة تعاوناً رائعاً تم بين فريق العمل المشارك في اختيار الطلبة والطالبات، لا سيما أن الفريق اتفق على أن يكون عدد الحاصلين على المنح الدراسية 60 طالبا وطالبة، ولكننا فوجئنا بأن العدد وصل إلى 66، فقررت قبول هؤلاء الطلاب الستة حتى وإن دفعت من أموالي الخاصة»، متقدماً بجزيل الشكر إلى المعهد الأثري الذي قرر تبني هؤلاء الطلاب الستة، إضافة إلى أهل الخير من المتبرعين الكويتيين الذين رفضوا رفضاً قاطعاً ذكر أسمائهم في أي مناسبة أو محفل.وأكد النجار حرص فريق العمل خلال عمليات الاختيار على أن تكون الخلفيات الاجتماعية والقبلية لهؤلاء الطلاب بعيدة عن كل تحيز، وأن تمثل الأطياف الصومالية كافة من قبائل رئيسية واقليات، داعياً أن يكون هناك مبادرات سلام أخرى بإمكانات أكثر تضم الأطياف الصومالية كافة حتى يتسنى لنا تحقيق السلام المنشود للشعب الصومالي، مشيراً إلى أن هذه التجربة سوف تخضع للتقييم، متمنياً بعد 9 أشهر أن يتم الاحتفال بتخريج أول دفعة من أبنائنا وبناتنا الصوماليين، معتبراً أن أي استثمار في الشباب الصوماليين هو استثمار في السلام العالمي وفي المستقبل.د. غانم... والصومالمن جانبه، شكر سفير جمهورية الصومال لدى الكويت عبدالقادر أمين شيخ القائمين على مركز السلام للدراسات التنموية والاستراتيجية، مشيراً إلــى انه ليس بالغـــريــــب على د. غانم النجار أن يسعى إلى مساعدة اشقائه في الصومال، عبر تقديم الدعم إلى كل مشروع يخدمهم.وأضاف: «د. غانم النجار اخ وصديق للصوماليين، ولم ولن ننسى مساعيه الخيرة يوم أن كان ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الصومال، وكيف كان يتنقل من بلد إلى آخر، ومن مسؤول إلى مسؤول لخدمة القضية الصومالية»، مؤكداً أن نهر عطائه لن يجف، فها هو وزملاؤه يتفضلون بتقديم المنح الدراسية لأبناء الصومال الذين بلا شك في حاجة ماسة إلى مثل هذه التدريبات المختلفة التي تساهم في بناء مستقبلهم، متقدماً بعميق الشكر إلى عضو مركز السلام عصام الجامع، وكذلك أعضاء اللجنة لما قاموا به من اعداد وتنظيم هذا المشروع الحيوي لتوزيع المنح بكل عدالة ونزاهة.وأشاد أمين بجهود واهتمام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ومساعيه الطيبة لنصرة القضية الصومالية، وإنهاء الأزمة وإعادة الأمن والاستقرار للشعب الصومالي، مشدداً على أن الصومال خلال المرحلة الحالية في حاجة ملحة للحصول على دعم الأشقاء والأصدقاء، داعياً الطلبة والطالبات الذين فازوا بالمنح الدراسية أن يستفيدوا منها، وأن يكونوا أوفياء للكويت التي قدمت ولا تزال تقدم الكثير من التسهيلات، وتوفر لهم سبل العيش الكريم. 20 ألف دولارمن جانبه، أكد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الكويت السفير آدم عبدالمولى أنه لمن دواعي سروره أن يقف أمام هذا الجمع نيابة عن أسرة الأمم المتحدة، مشيراً إلى انه عمل مع د. غانم النجار في الصومال سنوات عدة، عقب تعيينه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ليقوم بعرض أحوال الصومال على المجتمع الدولي، ويحثه على الالتفات إلى ما يجري فيه.وأضاف: «طوفنا معاً ارجاء الصومال كافة، ولم يكن الأمر يخلو من بعض المخاطر خاصة بالنسبة إلى د. غانم، وأنا سعيد بانه واصل المسيرة ولن يتخلى عن الصومال حتى بعد انتهاء فترة ولايته في الصومال التي امتدت إلى 9 أعوام، 6 منها هي الحد الأقصى لأي خبير يعمل في موضوع ما، و3 سنوات أخرى استثنائية مُددت له»، مشيراً إلى ان عطاءه للصومال لم يتوقف وتوَّجه بمشروع دعم الطالب الصومالي المقيم في الكويت، الذي يأتي تزامناً مع الاحتفال بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.وقال عبدالمولى: «نتقدم بدعم مالي متواضع قيمته 20 ألف دولار لهذا المشروع، ونأمل أن يتطور حتى يتسنى لكل طالب اكمل الثانوية العامة تحقيق المزيد من العمل، لإعداد الكوادر البشرية التي حتماً سيحتاجها الصومال عندما يحل السلام»، موضحاً انه سيتم الاحتفال وتكريم هؤلاء الذين ساهموا في تقدم الصومال وعلى رأسهم د. غانم النجار.إرادات خيريةوبدوره، قال عضو مركز السلام للدراسات التنموية والاستراتيجية عصام الجامع: «إن هذا الحفل تلاقت فيه إرادات خيرية، تستشعر مسؤولياتها إزاء أبنائنا وبناتنا، وتدرك مدى أهمية تعزيز حقوق الإنسان، إرادة واعية بالممكن تقصد الشيء المطلوب بوعي وتصميم وتوجيه»، مؤكداً أنه بفعل هذه الإرادة الخيرة التي جسدها مركز السلام وسفارة جمهورية الصومال وأصحاب الإرادات الواعية تجلى لنا ما نحن بصدد الاحتفاء به، ألا وهو دعم طالب العلم في إكمال مشواره التعليمي.وأضاف أن «هذا الواقع الذي بلغناه اليوم، هو جوهر مشروع دعم الطالب الصومالي المقيم في الكويت، وهو مشروع إنساني تبناه مركز السلام انطلاقا من الأهداف التي تأسس من اجلها وفي مقدمتها دعم الشباب في مجال التعليم، ويتوجه اليوم إلى جميع الطلبة والطالبات الصوماليين الذين تخرجوا من الثانوية العامة ولم يتسنَّ لهم استكمال تعليمهم، معانين عبئاً نفسياً، ومستشعرين تبدد أحلامهم ببناء مستقبلهم، وأنهم عرضة للمخاطر المصاحبة لظاهرة البطالة».وأوضح الجامع أن المشروع النوعي لتوفير منح تدريبية لهذه الفئة من الطلبة والطالبات إنما يساعدهم في الارتقاء بمؤهلاتهم وتزيد من قدراتهم على مواكبة احتياجات سوق العمل ومتطلباته المطردة، مشيراً إلى أنه مادام أن محور المشروع هو الإنسان فلا شك أنه يسعى إلى إحياء الأمل في أنفس الطلبة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، مناشداً الطلبة النهوض والتقاط جذور العلم حيث وجدت، عالمين أن العمل حق وواجب فمن وجب له العلم وجب عليه.صناعة الإنسان الصوماليمن جهته، أكد رئيس اتحاد الطلبة الصوماليين في الكويت عبدالرشيد محمد أن الاتحاد عبارة عن نقابة تطوعية مستقلة تأسست بإرادة الطلبة والطالبات الصوماليين الدارسين في الكويت لخدمة أهدافهم، وبرامجهم المنصوص عليها في الدستور، بالتعاون مع السفارة الصومالية، موضحاً أن أهداف الاتحاد تصب في خدمة أبناء وطننا، والرقي بهم ولمّ صفوفهم بشأن كل ما هو خير من علم وثقافة وتجمعات أخوية، منبعها ضرورة المشاركة ضمن إطار المجتمع الذي تعيش فيه ومواكبة التوجهات الاجتماعية والثقافية محلياً وعالمياً.