على الرغم من توجه كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي إلى جنيف لإطلاق الحوار مع دول مجموعة الـ"5 +1"، التي تمثلها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بشأن برنامج إيران النووي المثير للجدل، فإنه لا يبدو أن حلّاً ما يلوح في أفق أكبر أزمة في العالم.

Ad

عشية انطلاق الجولة الجديدة من الحوار بين الدول الكبرى وإيران، في مدينة جنيف السويسرية اليوم، أعلنت طهران أمس، أنها تتحكم في كل دورة إنتاج الوقود النووي، مبديةً عزمها على عدم التنازل عن "حقوقها".

وأعلن رئيس البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي أمس، أن بلاده أنتجت أول دفعة من اليورانيوم المركَّز (ييلو كيك) أو "الكعكة الصفراء"، وهي المرحلة التمهيدية لإنتاج اليورانيوم المخصَّب انطلاقاً من المعدن المستخرج من أحد مناجمها في جنوب البلاد.

وقال صالحي إنه بعد استخراج حجر اليورانيوم من المنجم تم تحويله إلى "كعكة صفراء"، ثم نُقلت إلى مجمع "يو سي أس" في أصفهان، وسيتم تحويلها بعد ذلك إلى غاز سادس فلورايد اليورانيوم. وأضاف أن طهران حققت الاكتفاء الذاتي في إنتاج الكعكة الصفراء، مضيفاً: "أن إيران ستتمكن خلال السنوات الخمس المقبلة من توفير كل حاجاتها من الوقود النووي".

وأوضح رئيس البرنامج النووي الإيراني ان منجم "غجين" في بندر عباس و"الكعكة الصفراء" المُنتَجة محليا يخضعان لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف: "سنحبط كل المحاولات الرامية إلى عرقلة مسيرة إيران العلمية"، مؤكداً عدم قبول بلاده أن تنشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية المعلومات حول نسبة اليورانيوم الذي تمتلكه. وأضاف: "طلبنا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ألا يسرب مفتشوها المعلومات التي يحصلون عليها بشأن نشاطات إيران النووية".

ولفت صالحي إلى أنه سيتم ربط محطة بوشهر النووية بشبكة الكهرباء الوطنية في فبراير المقبل.

وعن موافقة الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، على إنشاء بنك للوقود النووي والإشراف عليه للحد من مخاطر انتشار الأسلحة النووية، قال صالحي إن الوكالة الدولية وضعت شروطاً تعجيزية لإنشاء بنك للوقود النووي، غير أنه أكد في الوقت ذاته استعداد بلاده للانضمام الى أي بنك للوقود النووي باعتبارها إحدى الدول التي تمتلك الدورة النووية الكاملة.

وفي أول رد فعل دولي، اعتبر البيت الأبيض أن اعلان طهران أنها باتت تتحكم في كل دورة إنتاج الوقود النووي "يثير القلق".

ووصل كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي الى جنيف أمس، حيث رفض الإدلاء بأي تصريح في المطار.

من جهة أخرى، التقى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بكبار المسؤولين في سلطنة عُمان وتصدر جدول أعمال المحادثات التوتر مع إيران وتهديد تنظيم "القاعدة" في اليمن.

إلغاء ذكرى منتظري

من جانب آخر، ألغت أسرة الراحل حسين علي منتظري، أبرز رجل دين إيراني منشقّ، احتفالات الذكرى السنوية الأولى لوفاته، وقالت إنها تخشى حملة حكومية ضد كل من يشارك في هذه الاحتفالات.

وأفادت أسرة منتظري بأنها ألغت الاحتفالات بالذكرى الأولى لوفاة الأخير، لتجنُّب أية اشتباكات مع قوات الأمن الحكومية مثل تلك التي وقعت أثناء جنازته في ديسمبر الماضي.

وكان من المخطط في السابق أن يخلف منتظري، روح الله الخميني، المؤسس الراحل للثورة الإسلامية عام 1979، لكن بعد خلاف مع الخميني، تحوّل منتظري إلى أحد أشد المنتقدين للقيادة في إيران.

من ناحية أخرى، وجه أربعة من رؤساء ألمانيا السابقين نداءً إلى الحكومة الإيرانية ناشدوها فيه الإفراج عن الصحافيَّين الألمانيَّين التابعين لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية والمعتلقين في إيران منذ ما يقرب من شهرين.

وفي عدد الصحيفة الصادر أمس، ناشد الرئيس الألماني السابق هورست كولر (2004 - 2010) طهران بالسماح للصحافيين بالعودة إلى ألمانيا للاحتفال مع ذويهم بأعياد الميلاد، وذلك في إطار روح العلاقات الألمانية الإيرانية الجيدة، وكذلك في إطار روح الإنسانية.

وأكد الرئيس الألماني الأسبق رومان هيرتزوغ (1994-1999) في مناشدته لإيران على "فكرة الرحمة"، قائلاً إن "أمة حضارية كبيرة مثل إيران عليها أن تطبق العدل وتسمح للصحافيين بالسفر"، مشيراً إلى تأكيد القرآن الكريم على مبدأ الرحمة.

وقال الرئيس الألماني الأسبق فالتر شيل (1974-1979): "إنني أنظر وأنا في عامي الـ92 إلى 70 عاماً من السياسة وأدرك ما الذي يعنيه عدم السماح للمرء بالتعبير بحرية عن رأيه".

وطالب شيل جميع الدول بقبول حرية الرأي والسماح للصحافيين بالقيام بعملهم بحرية، قائلاً: "لذلك أناشد الحكومة الإيرانية بإطلاق سراح الصحافيين قبل أعياد الميلاد".

وقال الرئيس الألماني الأسبق ريتشارد فون فايتسكر (1984-1989) عن إيران، إنها "دولة مهمة ذات حضارة كبيرة وتاريخ طويل". وأضاف: "لذلك فأنا أتوقع ألا تثأر هذه الدولة من الأصوات الإعلامية المنتقدة في شخص الصحافيّين".

(طهران - أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)