«العربي الناصري» مُهدّد بالانفجار
الحزب "العربي الناصري الاشتراكي"، أكبر الأحزاب المصرية وربما العربية المعبرة عن فكر "ثورة يوليو"، مرشح لمواجهة أزمة حادة بصراع صريح على السلطة، ربما يؤدي إلى انفجاره من الداخل ودخوله نفق الانشقاقات المظلم.فبعد ساعات من إعلان نائب رئيس الحزب سامح عاشور حصوله على تفويض من ضياء الدين داوود الرئيس التاريخي للحزب المريض من سنوات، برئاسة "الناصري" واتخاذ ما يراه مناسبا لتطويره في الفترة المقبلة، نفى الأمر الرجل القوي داخل الحزب وأمينه العام أحمد حسن، مؤكداً أنه بصدد رفع دعوى قضائية على عاشور ومتهماً إياه بـ "الكذب".
وقال عاشور لـ"الجريدة" إن أول قرار اتخذه كرئيس للحزب دعوة المؤتمر العام للحزب إلى الانعقاد، مشيراً الى أن ذلك يأتي إيمانا منه بـ "أن التفويض ليس معناه أنه أصبح الرئيس بشكل نهائي، ولكن لديه صلاحيات الرئيس بموجبه فحسب".وأكد عاشور أنه سيعمل بموجب صلاحياته كرئيس للحزب على "إعادة النظر في كل ما يخص الحزب من حيث لوائحه وبرنامجه وشروط العضوية به، مشيراً إلى أنها "كلها بحاجة إلى التعديل الفوري لإصلاح الأوضاع المتردية في الحزب". وكانت وسائل إعلام نشرت تفويضاً مكتوباً من رئيس الحزب الناصري ضياء الدين داوود لمصلحة نائبه عاشور. وذكر نص التفويض أن داوود يعطي عاشور كل الصلاحيات لاتخاذ ما يراه مناسباً لمصلحة الحزب، على أن يقوم عاشور بعرض إعفاء داوود تماما من منصبه كرئيس للحزب في أول انعقاد للمؤتمر العام للحزب.ومن جانبه، أعلن أحمد حسن الأمين العام للحزب والمهيمن على إدارته منذ مرض داوود، لـ"الجريدة"، أنه بصدد رفع دعوى قضائية عاجلة ضد سامح عاشور يتهمه فيها بالترويج لأخبار كاذبة في وسائل الإعلام من شأنها الإضرار بمصلحة الحزب، وادعائه بأنه رئيس الحزب الناصري.وقال حسن لـ"الجريدة": "الأحزاب ليس بها تفويضات، فهي تختار رؤساءها في الانتخابات"، مؤكدا أن داوود ليس في حالة صحية تسمح له بتفويض أحد، ولا بد أن يعلم سامح عاشور أنه ليس في نقابة المحامين (كان نقيبها لسنوات) ليستخدم ألاعيبه الإعلامية فكل ما يدعيه ملفق وسأكشفه في المحكمة".وعن دعوة عاشور المؤتمر العام للحزب إلى الانعقاد، أكد حسن أنه ليس من حقه القيام بالدعوة، مشيرا الى أن ذلك من صلاحيات المكتب السياسي والأمانة العامة للحزب فقط.