لا نعرف متى سيكون لهيئة البيئة دور في الرقابة وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء لتطوي صفحات «أم الهيمان» و«أم القواطي» ومواقع ردم النفايات وغازات المصانع والمصافي ومحطات توليد الطاقة والمياه وما يتعرض له الخليج وجون الكويت من ملوثات على مدار الساعة؟ يستعد الكويتيون كل عام لاستقبال موسم الربيع للاستمتاع بالبر في موسم سياحي يعتبر الأطول في العالم، فلا أحد ينافسنا تخييماً كمدة زمنية تمتد لأكثر من خمسة أشهر بالتمام والكمال انطلاقاً من وفائنا لنشيد تعلمناه في مرحلة الابتدائي ولطالما تغنينا به، وكم كان تشوقنا لعطلة الربيع لنستمتع بجمال البر وفسحة العيش فيه... وإليكم بيتين مما أسعفتني ذاكرتي على تذكرهما دون عناء:

Ad

قــد خرجنـــا عندمــــا جــاء الــــربــيــع وأقمنـــــــا في خيــــام بــالفضـــــــاء

حولنا العشب على الرمل البديع وطيور البر تمضي في الهواء

كانت تلك الأيام جميلة بمعنى الكلمة حيث مجموع أيام العطلة لا يتجاوز الخمسة عشر يوماً، ومدة التخييم لا تتعدى العشرة أيام إذا ما أنقصنا يومي التحضير اللذين يسبقان الرحلة وثلاثة أيام الاستعداد للعودة للفصل الدراسي الثاني، ليبقى حلم العودة إلى ذكريات البر حديث الصبية لفترة طويلة رغم بدائية تلك الرحلات إذا ما قورنت بمخيمات «الخمس نجوم» هذه الأيام.

المفاهيم البيئية كانت فطرية فلا تجد العبث بمكونات الحياة الفطرية كما تراه اليوم، فلا روف (ردم) يفصل الخيام عن بعضها، ولا تأمين يدفع للبلدية، ولا رعي جائرا، ولا «بقيات» وسيارات لتشفيط ولا ولا ولا... لكنها الرغبة في الحفاظ على شيء نحبه ومنزل سنزوره مرة أخرى.

موسم السماح لبناء المخيمات عليه عدة ملاحظات تحتاج من المجلس البلدي اتخاذ بعض التدابير لوقف التدهور الذي أصاب البيئة الصحراوية، ومنها أن بداية موسم التخييم تبدأ مع موسم المطر وطلوع نباتات البر ما يتسبب في قتلها في أول مهدها، كما أن طول فترة التخييم تجهد التربة بشكل يجعل تأهيلها طبيعياً من المستحيل، ناهيك عن أن مواقع المخيمات عادة ما تكون نفسها في كل عام، أي أن حكماً بالإعدام تمييزاً يصدر سنوياً في ظل غياب محكمة العدل البيئية!

علاوة على ذلك تتداخل الجهات المعنية مما أضاع حقوق البيئة الكويتية، ويلقي كل طرف باللوم على الآخر وكأن الأمر لا يعنيه، فإذا كانت قضية موسم التخييم قد «لفت السبع لفات»، فما حال الملفات البيئية العالقة التي لم نجد لها حتى الآن مَن يتبنى حلها ويتحمل مسؤولية متابعة التصدي لها؟ ولا نعرف متى سيكون لهيئة البيئة دور في الرقابة وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء لتطوي صفحات «أم الهيمان» و»أم القواطي» ومواقع ردم النفايات وغازات المصانع والمصافي ومحطات توليد الطاقة والمياه وما يتعرض له الخليج وجون الكويت من ملوثات على مدار الساعة؟

- كلام أخير...

«تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي»... مثل مصري شعبي يتماشى مع المثل العربي «كأنك يا أبو زيد ما غزيت»، وهما يعبران عن فشل ذريع لحالة اللاقرار التي أصبحت كالفيروس الذي يصيب العقول ويشل الأيدي ويسمى «ما لي شغل»... فالكل يرمي الكرة في ملعب «اللي فوقه» ليتنصل من مسؤولياته الإدارية، وطبعاً النتيجة واحدة واللوم على هـ»الهاكرز» الذي عاد الدور عليه! ودمتم سالمين.