لم تكن مجرد رحلة موت سريعة إلى المجهول، على الأقل، نجحت قوات الأمن هذه المرة في وقف نزيف الشباب الذي يقضي نحبه في المياه الدولية خلال رحلة البحث عن لقمة العيش في البلد الأوروبي الأقرب إلى المياه الدولية المصرية عبر مراكب موت قليلة التجهيز.

Ad

كانوا أكثر من 60 شاباً يجمعهم الأمل، وكان مقرراً لرحلتهم الانطلاق بعد مدفع الإفطار في أول أيام شهر رمضان أمس من منطقة بوغاز رشيد، كل منهم دفع 20 ألف جنيه ـ الإجمالي مليون و420 ألف جنيه – لكي يصلوا بهذا المركب الصغير وغير المجهَّز إلى إيطاليا.

الشاب وحيد نور الدين حسن (27 عاماً) محاسب من محافظة المنوفية، قال أمام رئيس مباحث رشيد إن شاباً يدعى فاروق عوض أبوالخير "سمسار" أوهمه في شهر يونيو الماضي باستطاعته تهريبه إلى إيطاليا عن طريق مركب صيد مجهز وآمن انطلاقاً من رشيد في اتجاه إيطاليا مباشرة وذلك مقابل 20 ألف جنيه للفرد.

خالد خليل بركات "26 سنة" حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق قال إن " فكرة السفر راودتني منذ كنت طالباً في الجامعة، خاصة أن عدداً كبيراً من شباب قريتنا سافروا في وقت سابق إلى أوروبا وحالهم المادي تبدل تماماً، لهذا عندما أخبرني صديقي وحيد في شهر يونيو الماضي لم أتردد مطلقاً، وأقنعت أسرتي بأن يدبروا لي المبلغ، وتحمسوا جميعاً بسبب قيام شباب غيرنا من القرية بالسفر خلال السنوات الماضية ونجحوا فيما بعد". ويكمل محمود رأفت بكر "17 سنة" طالب: "جمعنا خلال 15 يوماً العدد المطلوب من الشباب، وهو 30 شاباً، وجمعنا المبالغ المالية من الجميع، وتوجهنا إلى مدينة رشيد وقابلنا السمسار وأعطيناه الأموال، فقال لنا إنه جمع أكثر من 30 شاباً من محافظات أخرى وبالتالي يكون العدد قد تم، واتفقنا أن يكون السفر في أول يوم من شهر رمضان، عقب إطلاق مدفع الإفطار مباشرة وانشغال خفر السواحل فى إعداد وتناول طعام الإفطار، ولأن الظلام يحل بعدئذ مباشرة، وقبل الفجر نكون قد خرجنا من المياه الإقليمية المصرية نحو إيطاليا".

أما السمسار فاروق عوض أبوالخير "33 عاماً" صياد من مدينة رشيد فأقر في اعترافاته بأنه أقنع الشباب بقدرته على تهريبهم إلى إيطاليا عبر سواحل رشيد مقابل 20 ألف جنيه للشاب الواحد، وأنه جمع الشباب من محافظات مختلفة عن طريق بعض الشباب الراغبين في السفر من هذه المحافظات، وأنه جمع ضعف ثمن المركب عشرات المرات من الشباب.