جددت نيابة استئناف القاهرة في مرافعتها أمس طلب الإعدام لكل من هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري، المتهمين بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، ووصفتهما بالسفاحين.

Ad

أكدت نيابة استئناف القاهرة في مرافعة قوية وحادة اللهجة قيام المتهمين هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري بارتكاب جريمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، مشيرة إلى أن الحظ العاثر وضع المطربة الشابة في طريق رجل الأعمال الذي يتخفى وراء أعمال البر، وحصل على عضوية البرلمان بخداع الناس.

وقالت النيابة في بداية مرافعتها إن الأدلة على ارتكاب المتهمين لجريمتهما الشنعاء قاطعة وقوية، فقد اعترف المتهم محسن السكري لحظة القبض عليه للضابط سمير سعد بالإنتربول المصري، بأنه ارتكب الجريمة لمصلحة المتهم هشام طلعت، ظنا منه أن هشام قادر على حمايته بنفوذه في الحزب "الوطني" الحاكم، كما أن الطب الشرعي أثبت اختلاط بقعة دم خاصة بالمجني عليها بعرق المتهم محسن السكري على قميص تم العثور عليه بالقرب من مسرح الجريمة.

واستعرضت النيابة في مرافعتها مواصفات المتهمين، إذ إن المتهم محسن السكري "تحول من رجل شرطة مهمته الأولى توفير الأمن وحماية المواطنين إلى قاتل أجير سفاح مأجور، وهو من أسوأ أنواع المجرمين، تجرأ على القيم وأصبح ممن يكدرون الأمن ويروعون الآمنين مقابل حفنة من المال من جراء شهواته، فأشبعها من المال الحرام والمتعة الجنسية، طبقا للمذكرة التي تناولت رجل الأعمال هشام طلعت، بأنه من كبار رجال الأعمال في مصر، استطاع أن يتخفى في قناع البر والتقوى، ويخفي حقيقته كقاتل محترف يسير على نهج كبرى العصابات".

وأكدت أن هشام طلعت صار عضوا بالحزب "الوطني" الحاكم، ثم نائبا في مجلس الشورى، حيث "حصل على أصوات الناس بالخداع".

وأوضحت النيابة أن المجني عليها فنانة لبنانية شابة شاء حظها العثر أن تتعرف على المتهم هشام طلعت مصطفى لمساعدتها على إنهاء بعض مشاكلها، لذلك شغفته حبا إلا أنها لم تبادله حبا بحب، وأعرضت عنه وهجرته إلى آخر، فـ "أوغر ذلك قلبه عليها بعدما قدمه لها من حب وأموال، فحاول أن يعيدها إليه بالوعد تارة، فلما استعظمت عليه واستعصت، شق ذلك على نفسه، واتخذ قراره بقتلها بواسطة المتهم محسن السكري الذي لم تكن له ثمة صلة تربطه بالمجني عليها، حيث كانت معرفته بها من خلال وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، وبالتالي لم يكن بينهما ضغائن شخصية أو خصومة ثأرية تبرر القتل".

واختتمت النيابة مذكرتها بتأكيد أنه "تبين بجلاء لا لبس فيه وحقيقة لا ريب فيها ارتكاب المتهم الأول محسن السكري جريمة قتل المجني عليها عمدا مع سبق الإصرار، كما هو ثابت من الأوراق من سفره إلى دبي مساء يوم 23 يوليو 2008، وذهابه إلى مكان وقوع الجريمة لاستطلاعه ورصد تحركات المجني عليها، ثم أعد عدته فاشترى ملابس رياضية وسكينا حادا واصطنع خطابا ومظروفا نسبهما زورا إلى شركة بوند العقارية، واشترى بروازا من الخشب كي يتمكن بتلك الحيلة من الوصول إلى المجني عليها دون إثارة الانتباه، وتوجه إليها صباح يوم 28 يوليو 2008 بعد أن أمعن فكره وتدبر أمره وعقد العزم على قتلها، وما إن ظفر بها حتى طعنها في رقبتها ذابحا إياها، وتدل شدة الضربة ومكان الإصابة والسلاح المستخدم على قصد المتهم الخلاص منها، وقد اشترك معه المتهم الثاني هشام طلعت بطرق الاتفاق والتحريض والمساعدة".

وفي السياق نفسه، قالت مصادر قضائية إن محكمة جنايات القاهرة قررت أمس تأجيل نظر القضية إلى جلسة اليوم، لبدء الاستماع إلى مرافعة الدفاع عن المتهمين في قضية اتهامهما بقتل الفنانة اللبنانية.