أحرجت ندى وهي طفلة فلسطينية لا تتجاوز السابعة من عمرها والدَها بإصرارها على شراء فانوس رمضان من أحد المحال التجارية التي تزين أبوابها بأغراض الشهر الفضيل، في ظل الازمة المالية التي تعانيها عائلتها.

Ad

وتزين المحال التجارية في قطاع غزة أبوابَها وواجهات العرض بألعاب الاطفال والفوانيس استعدادا واستقبالا لشهر الصوم، بينما تصدرت التمور والأجبان ولوازم شهر رمضان واجهات الأسواق والبسطات المتجولة.

ويقول والد الطفلة ندى الذي يبدو عليه الإعياء نتيجة البطالة وانعدام الدخل لـ"الجريدة": "تتوافر في الأسواق جميع لوازم رمضان، لكن المشكلة أن غالبية الناس جيوبها فارغة". وأضاف: "الناس تأتي إلى السوق للفرجة لا للشراء".

ويعتبر ثمن فانوس رمضان الذي يقدر بنحو 25 شيقلا (8 دولارات) باهظا بالنسبة لمحدودي الدخل والعاطلين عن العمل في القطاع الساحلي الذي يقطنه قرابة مليون ونصف المليون نسمة.

واستغل الطفل خليل (9 سنوات) بعض علب الحليب الفارغة لصناعة فانوس رمضان بطريقة بسيطة، للتخفيف عن عائلته التي تعيش ظروف معيشية صعبة. ويقول خليل وهو يحاول احداث فتحات في علبة فارغة: "أرشدني والدي الى طريقة يمكن من خلالها صنع فانوس رمضان"، وأضاف: " فانوسي يضاء بواسطة شمعة، لكنه اخرس لا يغني مثل الفوانيس المتوافرة في الاسواق".

ويعاني السواد الأعظم في قطاع غزة الذي تحكمه حركة "حماس" الفقرَ وانتشار البطالة منذ ان حرمت السلطات الاسرائيلية الآلاف من عمال القطاع من الالتحاق بأعمالهم داخل الخط الأخضر، وأحكمت إغلاق معابرها عليهم.

ويشكو أبو وسيم وهو صاحب محل تجاري في سوق الزاوية وسط مدينة غزة، من انعدام الحركة الشرائية رغم توافر مختلف البضائع. ويقول البائع الذي ينادي بأعلى صوته على المارة، لـ"الجريدة": "كل لوازم رمضان العام الحالي متوافرة في الاسواق، لكن المشكلة تكمن في جيوب المواطنين وقلة الشراء".

ويعرب الغزيون عن سخطهم من جراء ارتفاع أسعار البضائع في الأسواق مع دخول شهر رمضان. وتقول ام محمود التي جاءت الى السوق بهدف شراء بعض لوازم شهر رمضان، لـ"الجريدة": "رطل البندورة اصبح بعشرة شواقل وكيلو الليمون بثمانية"، شاكية عدم رقابة الجهات المختصة على الأسعار في الأسواق.