الثقافة الجنسية (2)
ضعف الثقافة والوعي الجنسيان لا يسببان الأمراض الجسدية والنفسية فقط، بل هما أساس العديد من الأمراض الاجتماعية التي تعصف بالصغير قبل الكبير، لذا يأتي الاهتمام بتعليم الطفل حماية نفسه من التحرش، وتحضير المقبلين على الزواج، وتدريب الشباب على التعامل الصحي مع رغباتهم الطبيعية بدل من أن تتحول إلى عنف غير موجه وتدمير للذات وللغير سواء بالتطرف أو بالإدمان. • بلغ معدل الطلاق إلى الزواج في الكويت حتى عام 2004 ما يزيد على 37 في المئة نسبة لعدد الزيجات في نفس العام، ويتم نصف حالات الطلاق في السنوات الخمس الأولى من الزواج، وتؤكد الدراسات الرسمية أن «العجز الجنسي لدى الرجال في مقدمة الأسباب، يقابله البرود الجنسي لدى النساء، إضافة إلى عدم عذرية الزوجة، والشذوذ الجنسي».
• ما يزيد على نصف مليون عربي أصيبوا بالإيدز في 2007، وفي الكويت تم الكشف عن 160 حالة في عام 2009 فقط منها ما يزيد على 40 امرأة.• السعودية الثالثة عالمياً في معدل التحرش الجنسي في العمل، في حين يتعرض طفل من كل أربعة في المرحلة الابتدائية (في سن ما بين 6 إلى 10 سنوات) للتحرش الجنسي من قبل أحد الأقارب أو المحارم.• إيران تقنن صناعة «زواج المتعة» وتفرض على المتاجرات بهذه الخدمة تشريعات وضرائب خاصة. في حين تعد دبي من المدن المنافسة عالمياً في صناعة البغاء! أبدأ بهذه الإحصاءات والأخبار البسيطة والقديمة نسبياً استجابة للقراء الأعزاء الذين تابعوا الحوار بعد الجزء الأول من هذا المقال، لإثبات أن «الإسلام هو الحل» وأن مناهج الثقافة الجنسية بدعة غربية وكل بدعة ضلالة... فالدين كما هو واضح أعلاه لم يكن وازعاً للكثيرين، وإن كان للبعض فالوازع الأخلاقي في حد ذاته لا يسد الحاجة إلى المعلومة العلمية والدقيقة القادرة على مجاراة تحديات العصر.وضعف الثقافة والوعي الجنسيين لا يسببان الأمراض الجسدية والنفسية فقط، بل هما أساس العديد من الأمراض الاجتماعية التي تعصف بالصغير قبل الكبير، لذا يأتي الاهتمام بتعليم الطفل حماية نفسه من التحرش، وتحضير المقبلين على الزواج نفسياً وفكرياً، وتدريب الشباب على التعامل الصحي مع التوتر والضغط الناتج عن رغباتهم الطبيعية بدلاً من أن تتحول إلى عنف غير موجه وتدمير للذات وللغير سواء بالتطرف أو بالإدمان.فالجهل والتربية غير المتوازنة والكبت الجنسي من الأسباب الرئيسية وراء الشخصية التسلطية والمتزمتة التي لا ترى في الجنس الآخر إلا الخطيئة والعيب والحرام، فنرى نائباً يرتعد خوفاً من اقتراب زميلة منه، وآخر مستعد لتعطيل نصف طاقات المجتمع ليكف عن نفسه شر الإغراء والإغواء، والكثير من الأمثلة اليومية على العقلية البدائية غير القادرة على التأقلم.فهذه الفئة لا تجد متصرفاً صحياً لتناقضاتها وضغوطها الداخلية سوى المنع والحجب والعنف، لذا نرى تواتر نمو الإرهاب مع ضعف الثقافة الجنسية ونمو القضايا الاجتماعية الناجمة عن ذلك في العالم الثالث بشكل عام والإسلامي بشكل خاص. فمتى نعي؟