الشأن المحلي والعربي في الخطاب الرسمي الكويتي


نشر في 24-05-2011
آخر تحديث 24-05-2011 | 00:00
 د. ندى سليمان المطوع كلمات كويتية حملت نصائح للدول العربية، ودعتها إلى الاستماع إلى الشعوب وتحويل مسار السياسة إلى الاقتصاد والتنمية وإصلاح ما شاب العلاقات البينية العربية، وذلك قبل انطلاق الثورات, وكلمات سعت إلى حماية الشأن المحلي من الانشقاق قبل انطلاق «الهوشات»... دعونا نقرأ بتمعن بعض ما جاء في الخطابات الرسمية لدولة الكويت في مناسبات متعددة محلية وعربية:

***

• «إن بناء الإنسان وتنمية قدراته وطاقاته هو أحد أهم السبل الكفيلة بتحقيق النهوض الحضاري والإنساني المنشود، فالإنسان هو صانع الحضارات والنواة الأولى لرقي المجتمعات، وعليه فإننا مدعوون إلى الارتقاء وتطوير مستوى الإنسان العربي». من كلمات سمو الأمير في افتتاح القمة الاقتصادية العربية 2009، التي انطلقت بمبادرة كويتية-مصرية أكدت من خلالها دولة الكويت نقاطا مهمة, أبرزها ضرورة فهم احتياجات المواطن العربي من فرص لتطوير قدراته بالإضافة إلى الحاجة إلى توفير الأمن الغذائي والمائي، وانتهت القمة بالإجماع العربي على تقييم العمل العربي المشترك وتنقية العلاقات البينية من الشوائب, ولم يخل الدور الكويتي من مبادرات «سخية» لتمويل ودعم المشاريع عبر الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي.

واليوم- وبعد سنوات من تجاهل الأنظمة العربية لمطالب الشعوب، وابتعادها كل البعد عن طمأنة المواطن العربي بتوفير الأمن الغذائي لها- على الدول العربية استيعاب نتائج انطلاق الانتفاضات الداعية إلى التغيير.

***

• «يتيح لقاؤنا هذا فرصة لتدارس تلك التطورات والبحث في السبل الكفيلة لتمكيننا من مواجهة تداعياتها؛ للنهوض بعملنا العربي المشترك بما يحقق تطلعات وآمال أبناء أمتنا العربية في حفظ أمنها وتحقيق رخائها واستمرار تقدمها وازدهارها... وإن شعوبنا تنتظر منا تحويل قراراتنا إلى واقع ملموس». من كلمات صاحب السمو في «قمة سرت» في الجماهيرية الليبية في مثل هذا اليوم من العام الماضي.

إذ جاءت كلمة الكويت «مرة أخرى» داعية إلى إصلاح العمل العربي المشترك، واليوم وبعد مرور عام على اجتماع قادة الدول العربية، وتجاهل الأنظمة العربية كل ما يمس الإصلاح تشهد المنطقة انطلاق الثورات في شمال القارة الإفريقية باتجاه التغيير غير عابئة بالتعهدات أو الضمانات التي قدمتها المجالس المختلفة لضمان انتقال السلطة، والتي كانت في نظر البعض كافية ومطمئنة، إلا أنها لم تكن كافية في نظر شباب الثورات المصرية والتونسية وحتى الليبية للانتقال إلى نظام ديمقراطي وانتخابات حرة ونزيهة, ومضي مصر إلى استعادة دورها العربي المستقل على الرغم من تشكيك البعض في قدرة بقية دول العربية على الاستمرار في الاستماع للشعوب, وتصميم مجالس منتخبة بمعايير شفافة، وخشية البعض الآخر من أن تصاب مرحلة التغيير بداء «سوء الإدارة».

***

• «إن مسؤولية الحفاظ على هذا الوطن العزيز، والحرص على تطوره ونمائه وازدهاره، وعلى ثرواته ومقدراته، مسؤولية وطنية مشتركة، تقع على عاتقنا جميعا، وهي ليست حكرا على سلطة أو فرد، كما أنها ليست مجالا للتشكيك أو المزايدة، والكل يعلم أن أبوابي مفتوحة». من كلمات سمو الأمير في افتتاح الفصل الثالث عشر بالبرلمان.

نبه وقتها سموه إلى دقة المرحلة التي نمر بها، وأنها مليئة بالتحديات، مؤكداً مبدأ حماية المواطن، واستمرار نهج الشراكة بين الحكومة والبرلمان في تعزيز مسيرة الوطن، واليوم نتساءل: أين أعضاء البرلمان من تلك الكلمات؟! وقد امتلأت الصحف العربية والأجنبية بحوادث العنف اللفظي والجسدي البرلماني، حتى دخلت كلمات «الهوشة والمتهاوشين» قاموس الإعلام السياسي العربي!

وفي النهاية لا يبقى لنا إلا أن نتذكر بيت الشعر الذي يقول:

لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي

back to top