رغم تحقيقها العديد من الانجازات الأكاديمية، تعد الصراعات الطلابية مع الإدارة الجامعية من أهم الأحداث التي مرت بها جامعة الكويت خلال عام 2010، فقد مرت العلاقة الطلابية-الإدارية بمراحل شد وجذب، تارة نجدهم "حبايب" وتارة أخرى أشد الأعداء سواء كان ذلك من قبل الاتحاد الوطني لطلبة الكويت أو القوائم الطلابية.

Ad

وقد باتت جامعة الكويت المتنفس الوحيد في الآونة الأخيرة لإجراء الندوات المختلفة السياسية منها أو الدينية، مما سبب حالات تصادم كبيرة بين أطراف عدة والإدارة الجامعية، خاصة ندوة فؤاد الرفاعي التي ألغيت مما ساهم في انتشار شائعات بأن ضغطا نيابيا وراء الغاء الندوة، مرورا بالندوات السياسية التي صاحبت استجواب رئيس مجلس الوزراء بحضور النواب المستجوبين ومؤيديهم، وفي ما يلي سرد متتابع لأحداث العام شهرا بشهر:

يناير

بدأت الجامعة شهرها الأول من عام 2010 برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الحفل الختامي لمسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده، على مسرح صباح السالم الصباح بمبنى الحرم الجامعي بالخالدية، في الوقت نفسه الذي كانت فيه الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت تعقد مؤتمرها الطلابي وسط مشاكل انشقاق الهيئة الادارية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الأردن عن الهيئة التنفيذية.

وأصدر مدير جامعة الكويت وقتها د. عبدالله الفهيد في منتصف الشهر تقريبا عدة قرارات تقضي بتجديد تعيين د. نورية الكندري الأستاذة بقسم الإحصاء وبحوث العمليات بكلية العلوم، مساعدا لعميد كلية البنات الجامعية للشؤون الطلابية، فضلا عن تجديد مجلس الجامعة برئاسة وزيرة التربية د. موضي الحمود لعمداء خمس كليات هي الطب والطب المساعد والهندسة والعلوم الإدارية وكلية الآداب، كما وافق المجلس على زيادة اعضاء لجنة المناقصات بالجامعة من عضوين الى خمسة اعضاء بناء على طلب الامانة العامة لمزيد من الشفافية والرقابة المالية، ووافق أيضا على زيادة المخصصات المالية لطلبة المنح الدراسية بالجامعة بحيث تم تعديلها من 60 إلى 100 دينار للأعزب، وزيادة بدل السكن للمتزوج الى 150 دينارا.

وفي نهاية الشهر، كان لقرار عميد الشؤون الطلابية د. عبدالرحيم ذياب الذي طلب من رؤساء الجمعيات والروابط العلمية في الكليات تقديم التقارير المالية لكل فصل دراسي على حدة، معارضة شديدة من الجمعيات والراوبط.

وعاد صاحب السمو أمير البلاد للجامعة لرعاية حفل تكريم المتفوقين من حملة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس في مسرح الشيخ عبدالله الجابر بموقع الشويخ الجامعي وناب عنه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد.

فبراير

افتتحت الجامعة شهرها الثاني ببضعة تعيينات أولها تعيين الأستاذ المساعد بقسم العلوم السياسية د. عبدالله الشايجي رئيسا لقسم العلوم السياسية بالوكالة بكلية العلوم الاجتماعية عاماً واحدا، وتعيين د. حسن عبد اللطيف الأستاذ المساعد بقسم علم النفس رئيسا للقسم بالوكالة بكلية العلوم الاجتماعية عاماً واحداً، وكذلك تعيين د. صبيح المخيزيم المدرس في قسم هندسة الكمبيوتر بكلية الهندسة والبترول مساعدا لعميد القبول والتسجيل لشؤون القبول والتسجيل عامين.

وعاد اتحاد الطلبة لخط المواجهة مع الإدارية الجامعية بانتقاده للميزانية العامة للجامعة المخفضة لما فيها من تهديد للمشاريع الطلابية والأكاديمية، لينتهي الشهر باعتداء أحد الطلبة على موظفي الأمن والسلامة في كلية الآداب لرفضهم دخول سيارته داخل الكلية دون ترخيص.

مارس

اجتمعت القوى الطلابية بداية الشهر على رفض فتوى الداعية السعودي عبدالرحمن البراك التي أباح فيها دم من يحلل الاختلاط، تبعتها اصدار مدير الجامعة وقتئذ د. عبدالله الفهيد عددا من القرارات اهمها تجديد تعيين الأستاذ بقسم هندسة الكمبيوتر بكلية الهندسة والبترول د. حامد العازمي مساعدا لنائب مدير الجامعة للشؤون العلمية لدعم القرار عاما، كما أصدر قرارا بضم الأستاذ بقسم العلوم السياسية د. مازن غرايبة إلى هيئة تحرير مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية عامين، إضافة إلى ضم الأستاذ بقسم اللغة العربية وآدابها د. محمد الطويل إلى هيئة تحرير حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية عامين.

وفي محطة جديدة من خلال جمعية أعضاء هيئة التدريس السابقة مع الإدارة الجامعة، أعلنت الجمعية أنها كسبت القضية التي رفعتها ضد الإدارة الجامعية لحرمانها أعضاء هيئة التدريس من كلية الحقوق من ممارسة مهنة المحاماة، لتتصل موجة التعيينات لعدد من الوظائف الإشرافية الفارغة منها تعيين الأستاذة بقسم الأمراض الباطنية د. نبيلة أحمد رئيسة لقسم الأمراض الباطنية عاما، وتجديد تعيين الأستاذ المساعد بقسم هندسة الكمبيوتر د. عايد عطا الله رئيسا لقسم هندسة الكمبيوتر بالوكالة بكلية الهندسة والبترول عاما.

وفي منتصف مارس وفي حادثة غريبة رفض معظم عمداء كليات جامعة الكويت تلبية دعوة أحد عمداء الكليات الأدبية لعقد اجتماع يناقش فيه أوضاع الجامعة، مستنكرين الخروج عن أسوار الجامعة مع وجود لجنة خاصة لاجتماع العمداء.

وكعادته السنوية رعى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حفل تخريج الدفعة الـ39 من خريجي وخريجات جامعة الكويت من دفعة 2008/2009 في استاد جامعة الكويت بمنطقة الشويخ.

وتصاعدت موجة الاصطدامات الطلابية مع الإدارة الجامعية بعد الغاء ندوة المحنة والهدف لفؤاد الرفاعي مع تأكيد العمادة أنها الغت الندوة لعدم وجود طلب مقدم لاجرائها حسب ما تنص عليه اللوائح وليس لسبب آخر بعد إلغاء عمادة شؤون الطلبة تأكيدها عدم إلغاء العمادة لندوة بعنوان "المحنة والهدف"، وفي نفس الوقت تعلن عن فوز رابطتي الإدارية والآداب بأفضل نشاط وطني في الأعياد الوطنية.

وعلى أثر اختيارها ضمن أفضل 300 كلية من كليات إدارة الأعمال في العالم، نظمت كلية العلوم الإدارية في الثالث والعشرين من شهر مارس احتفالية خاصة بهذه المناسبة، لينتهي الشهر بقرار مجلس الجامعة بفصل قسم الحاسوب عن قسم الرياضيات في كلية العلوم، وانشاء وحدة إدارية لإدارة حضانة أطفال في المواقع الجامعية تتبع إداريا إدارة الخدمات العامة.

أبريل

أصدرت جريدة آفاق وللمرة الأولى في تاريخها، صفحات خاصة باللغة الإنكليزية في الوقت نفسه الذي التقي فيه مدير الجامعة فريق الاعتماد الأكاديمي لبرنامج الفيزياء، فضلا عن تجديد تعيين الأستاذ المساعد في قسم هندسة الكمبيوتر د. منصور جراغ مساعدا لعميد كلية الهندسة والبترول للشؤون الطلابية حتى نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي 2010/2011، بينما تم تكليف الأستاذ المساعد بقسم علم الحاسوب د. حسام أبو الفتوح القيام بأعمال رئيس قسم علوم الحاسوب إلى حين الانتهاء من لجنة البحث لاختيار رئيس قسم.

كما أصدر الفهيد قراره القاضي بتعديل تشكيل لجنة إعادة تصميم بوابة نظام معلومات الطالب الإلكترونية ليرأسها العميد المساعد للقبول والتسجيل د. صبيح المخيزيم، وفي حادثة فريدة من نوعها تقريبا أيدت محكمـة الاستئناف حكم المحكمة الكلية بإلغاء قرار أصدرته جامعة الكويت برسوب طالب في كلية العلوم الاجتماعية رغم تقديمه تقارير طبية لم يعتد بها أستاذ المادة.

مايو

في مايو احتفلت جامعة الكويت برعاية رئيس مجلس الوزراء لملتقى خريجي الجامعة الثاني للدفعات 1975/1976-1976/1977- 1977/1978، فضلا عن اصدار لجنة العمداء لقرار يقضي بتعديل لائحة الغش الجامعي خوفاً من التكنولوجيا، لتعيش الجامعة مجددا في عالم العنف بعد وقوع مشاجرة عنيفة بين القوائم الطلابية في بهو كلية الحقوق في الوقت نفسه الذي يقوم طلبة الكلية باداء اختباراتهم، فضلا عن اختراق شقيق إحدى الطالبات لكلية العلوم الاجتماعية ليعتدي على أحد الاساتذة الذي قام بطرد الطالبة من القاعة.

يونيو

ومع اقرار لجنة العمداء للائحة اللباس المحتشم في شهر يونيو، تصاعدت الانتقادات والتصادمات الطلابية مع الإدارة على هذا القرار الذي وصفوه بالحد من الحريات، ليهدأ التصادم بعد اتفاق القوائم على استنكار عنف القوات الاسرائيلية باستخدامها للعنف ضد المواطنين الموجودين في اسطول الحرية، ليخف التصادم بشكل نهائي مع اقرار اللجنة نفسها عدم رفع معدلات القبول للعام الأكاديمي المقبل.

وفي نهاية الشهر وفي مواجهة أخرى بين الجامعة والقضاء حكمت محكمة التمييز لصالح أستاذ قسم الاإدارة العامة في كلية العلوم الإدارية د. صلاح الفضلي بإلغاء القرار الإداري الصادر بحقه من قبل مدير الجامعة القاضي بخصم جزء من راتبه بعد نشره عددا من المقالات التي ينتقد فيها الإدارة الجامعية.

يوليو

بدأت الجامعة في هذا الشهر استقبال طلبات الراغبين في الالتحاق بالجامعة للعام الدراسي 2010 /2011 في ظل التخوف من عدم قدرة الجامعة على استقبال العدد الكبير المتوقع ان يتقدم بأوراقه للجامعة في الوقت نفسيه الذي عادت التصادمات بين القوائم الطلابية مع الإدارة على اثر وضع الإدارة لسياج حديد بمحاذاة صالة التسجيل والقبول لمنع القوائم من الاقتراب لها.

وفي لمسه أبوية، استقبل سمو أمير البلاد أعضاء الاتحاد الوطني لطلبة الكويت- فرع الجامعة في قصر السيف، لتشهد الجامعة بعد ايام هادئة صراعا جديدا بين نقابة العاملين في الجامعة والأمانة العامة.

أغسطس

في الثالث عشر من أغسطس، وقعت الهيئة العامة للصناعة عقداً مع جامعة الكويت لإعداد ومراجعة التصميم الهندسي الأولي لمنطقة الشدادية الصناعية وتقييم العطاءات والتوصية بالترسية، حيث أكد مدير عام الهيئة العامة للصناعة د. علي المضف ان قيمة العقد بلغت 398 ألف دينار، كما أعلن الملحق الثقافي الكويتي في لندن د. فايز الظفيري تخصيص5 مقاعد سنوياً لدراسة الصيدلة من برادفورد لطلبة الكويت.

وأعلنت الجامعة ما يقارب الـ8000 طالب وطالبة في الجامعة كأكبر دفعة من الطلبة يتم قبولها في الجامعة وذلك خلال يوم واحد فقط من الانتهاء من استقبال طلبات الراغبين في الالتحاق بالجامعة كأول مرة بسبب التعاون من الهيئة العامة للمعلومات المدنية والجامعة.

سبتمبر

وفي سبتمبر، طالبت كل من نقابة العاملين في الجامعة واتحاد الطلبة في بيان مشترك بضرورة التجديد لمدير الجامعة د. عبدالله الفهيد لما تحلت به فترة الفهيد من انجازات الكويت.

وأبرز ما كان في هذا الشهر هو تصاعد استعدادات القوائم لانتخابات الجامعة التي تحددت في الثالث من شهر اكتوبر، وسط توقعات عدة بمفاجآت من العيار الثقيل من الممكن vيشهدها الوسط الطلابي، ليبدأ العام الدراسي الجديد 2010/2011 في السابع والعشرين من الشهر نفسه.

أكتوبر

للعام الثاني والثلاثين على التوالي، فازت القائمة الائتلافية بمقاعد الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة بفارق 3000 صوت عن منافستها الأقرب القائمة المستقلة التي حلت ثانية رغم تحقيقها لمجموع اصوات فاق خمسة آلاف صوت، وتواصلت خلال الشهر انتخابات الجمعيات والروابط الطلابية للكليات وحسمتها الائتلافية بالاغلبية.

وفي التاسع عشر من الشهر نفسه، أعلن عميد كلية العلوم الاجتماعية د. عبدالرضا أسيري حصول الكلية على اعتماد اكاديمي من مؤسسة عالمية كإنجاز جديد يحسب لصالح الكلية والجامعة، لتعود موجة الخلافات بين الامانة العامة ونقابة الموظفين اثر بيان صحافي للامانة أكد فيها وجود مقصرين هم سبب تأخر صرف الرواتب رافضا اتهام النظام الإلكتروني الجديد.

نهاية العام

تميز الشهران الأخيران من سنة 2010 بالهدوء النسبي، ولعل اهم الاحادث قيام الامانة العامة بلسان الأمين العام للجامعة د. انور اليتامى بالثناء على بادرة رئيس مجلس الوزراء باستقباله لاعضاء جمعية اعضاء هيئة التدريس، لتدخل بعدها الجامعة بفراغ إداري لعدم وجود مدير لها بعد رفض مجلس الوزراء بالتجديد للدكتور عبدالله الفهيد، وما زالت الساحة الأكاديمية بانتظار تسمية المدير الجديد.

حرية الندوات

تحولت جامعة الكويت في العام الماضي إلى معسكر احتضن العديد من الندوات المنظمة من قبل الاتحاد الوطني لطلبة الكويت أو الجمعيات والروابط الطلابية، مما ادخل هذه الجهات في شد وجذب مع الإدارة الجامعية خاصة ان جميع الجهات المذكورة كانت دائما ما تتحيز لصالح رأيها دون اتخاذ مبدأ الرأي والرأي الآخر في اقامتها للندوات.

وكانت أشهر الوقائع الغاء عمادة شؤون الطلبة لندوة فؤاد الرفاعي في الوقت نفسه الذي ترتفع فيه اصوات بعض النواب في مجلس الأمة لمحاسبة الرفاعي لنهجه الطائفي -على حد قولهم- لتدخل القوى الطلابية في صراع في ظل سكوت الاتحاد الذي نشر اشاعة ان نواب متنفذين وراء إلغاء الندوة حتى بين عميد شؤون الطلبة د. عبدالرحيم ذياب ان عدم وجود طلب تنظيم ندوة حسب ما تنص عليه اللوائح السبب الحقيقي وراء إلغائها.

وتحولت الجامعة في الشهر الحالي لساحة مفتوحة لاقامة الندوات باستضافة القوى الطلابية للنواب المستجوبين لرئيس مجلس الوزراء بعد ان ضاقت بهم السبل خارج الجامعة، مما جعل الجامعة أرضا مفتوحة للجميع لحضور الندوات والتي دائما ما صاحبها تغطيات إعلامية موسعة.