مع بدايات المواسم... يرحل خلدون
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
كان أستاذاً لا يُبارى، نتعلم منه دون تعالٍ، وننهل منه بسلاسة، وحتى في الاختلاف لا يمكن أن تتحول الأمور إلى خلاف.ربما كان من أبرز مساهماته الفكرية ومقارباته في تفكيكه للدولة التسلطية. ثم تطويره لمفهوم القبلية السياسية، والذي ذهب فيه إلى أن مفهوم القبلية السياسية لا القبيلة بمفهومها الاجتماعي هو الأخطر على كيان الدولة المدنية الحديثة. استفدت من ذلك المفهوم لتطوير دراستي الخاصة بالقبيلة والدولة في الكويت والجزيرة، أيما استفادة. منذ حوالي أسبوعين تم انتخابه رئيساً للجنة الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية، وكان متحمساً لإنجاح هذا المشروع، ولكن قضاء الله وقدره لم يسعفاه لإكماله. والآن هل يتخيل أحد، أن عَلَماً فكرياً وعلمياً كخلدون النقيب لم يحصل على درجة الأستاذية. وذلك بسبب الموقف الفكري لزملاء له وبعض مَن يعلنون أنهم تلاميذه؟ربما كان عزاء أبي زيد أن ما دافع عنه ورسَّخه من علم والتزام وخلق على مدى عمره المديد، أن مواسم الربيع العربي قد طرحت ثمارها، وأن حراكها قد بدأ، إلا أنه حين البأس سنفتقدك يا سيدي الجميل ولا حول ولا قوة إلا بالله.كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة