التداول الإلكتروني في الكويت: قلة وعي وضعف ثقافة استثمارية
الإقبال في تزايد على شركات الوساطة رغم أحداث الأزمة المالية
قلة الوعي الاستثماري وضعف الثقافة اللازمة أبرز ما حدده متخصصون في مجال التداول الإلكتروني، سواء للأسهم الكويتية المدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية، أو لأسواق العملات العالمية أو أسواق الطاقة والسلع، كأبرز العراقيل التي يعانيها المستثمرون الكويتيون في هذا القطاع.وأوضح متخصصون التقتهم "الجريدة" أبرز ما يعانيه المستثمرون في الشرق الأوسط بشكل عام من مشاكل تواجههم أثناء تداولاتهم الإلكترونية، إذ إن الغالبية العظمى منهم لا تملك الوعي الاستثماري الكافي ولا الثقافة الكافية التي تساعدهم على تقييم استثماراتهم أو حتى وضع الدراسات الفنية الأساسية لها قبل اتخاذ قرار البيع أو الشراء، مضيفين أن دور شركات الوساطة المالية أصبح مركزاً في الفترة الحالية على تزويد هؤلاء المستثمرين بما يحتاجون إليه من دورات تنويرية وتثقيفية من أجل ضمان حصولهم على أكبر قدر ممكن من الأسس الاستثمارية الأساسية التي يحتاجون إليها في أنشطتهم.
وأكدوا أن فرص النمو في هذا القطاع في تزايد مستمر منذ 3 إلى 4 سنوات، خصوصاً مع انتشار شركات الوساطة وتنافسها في تقديم الخدمات التي من شأنها أن تسهل كثيراً على عملائها، موضحين أن الأزمة المالية زادت من اعتماد المستثمرين على التداولات الإلكترونية، خصوصاً أن أسواق العملات تمتاز بالشفافية الكبيرة والسيولة المرتفعة التي تشفع لهم الدخول والخروج منها بأي وقت.يرى المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الاوسط في شركة جيان كابيتال للتداول الالكتروني أحمد صالح أن المتداولين بشكل عام في الشرق الاوسط والكويت يفتقدون الثقافة العامة للتداول الإلكتروني والوعي اللازم للتداول في الأسواق العالمية، على عكس خبرتهم الكبيرة في التداول في الاسواق المحلية، وسوق العملات تحديداً هو أضعف الاسواق خبرةً لدى المستثمرين في الشرق الاوسط لأنه غير متوافر في المنطقة بشكل كبير.واضاف الصالح أن حجم المستثمرين الكويتيين لا بأس به في القطاع الذي نعمل به، وتركيزهم الرئيسي على تداولات الذهب والبترول وأكبر نسبياً على تداولات العملات الأجنبية.ويعتقد الصالح أن فرص النمو كبيرة لدى المستثمرين في الشرق الاوسط بشكل عام، خصوصاً بعد زيادة الإقبال في الفترة الأخيرة، نظراً إلى أن سوق العملات مفتوح طوال اليوم وفرص التداول أكثر، إضافة إلى أن المستثمرين يستطيعون أن يتداولوا طوال اليوم من مكاتبهم أو منازلهم.وعلى صعيد متصل، قال المحلل المالي في شركة وسطاء المال العرب محمد المريري إن المستثمرين الكويتيين يفتقدون التعليم الواعي والثقافة اللازمة لنجاح تداولاتهم الالكترونية في أسواق العملات الاجنبية والطاقة والسلع، وغيرها من الاسواق العالمية، مضيفاً أن أغلب التداولات لدى المستثمرين الكويتيين تتم دون وجود دراسات مسبقة وتحليلات فنية توضح لهم اتجاهات استثماراتهم سواء بالإيجاب أو السلب.وأكد المريري أهمية أن يكون المتداول على علم ووعي كامل بتفاصيل تداولاته الالكترونية حتى تتضح الصورة كاملةً أمامه قبل القيام بأي خطوة استثمارية، مشيراً إلى أن حجم الإقبال لدى المستثمرين الكويتيين ازداد في السنوات الأخيرة مع انتشار الانترنت وشركات التداول بشكل كبير.وأوضح أن فرص النمو في التداول في هذا القطاع تزداد مع مرور الوقت، خصوصاً مع ازدياد الاهتمام بأسواق العملات الأجنبية والطاقة بعد اندلاع الأزمة المالية العالمية، مؤكداً أن حجم الإقبال في تزايد مع تزايد الشركات العاملة في هذا القطاع. بديل استثماريومن ناحيته أكد مدير قسم الاستثمارات العربية في شركة اف اكس دي دي أحمد عطية أن أسواق العملات هي بديل استثماري آخر لأسواق الأسهم تعطي المستثمر قدرة على التعامل مع الأسواق العالمية والتفاعل معها بشكل أسرع، حيث إن هذه الأسواق مفتوحة على مدار الساعة على عكس أسواق الأسهم التي تعمل في ساعات محددة، موضحاً أن عملاء الشركة من الشرق الأوسط يتضاعفون سنوياً لرغبة هؤلاء المستثمرين وتحديداً الخليجيين منهم في التعامل في سوق عالمي يتميز بشفافية شديدة وسيولة مالية عالية تسمح لهم بالدخول والخروج من السوق بصورة سريعة.وأشار عطية إلى أن التعليم الجيد لطبيعة الاستثمارات ومزاياها وسلبياتها ومخاطرها والثقافة التجارية الصحيحة للمستثمرين الكويتيين والخليجيين بشكل عام هي ما يجب أن تركز عليه شركات الوساطة المالية المتخصصة في مجال الأسواق العالمية، موضحاً أن ما يفتقده المستثمرون العرب في هذا المجال هو نقص الوعي الاستثماري اللازم لمساعدتهم على إدارة استثماراتهم بشكل سليم مبني على أسس اقتصادية بحتة ودراسات فنية لا تعتمد على الأمنيات والتوقعات.ومن جانب اخر، يرى مدير العلاقات العامة والتسويق في شركة انفينيتي الدولية– نظام النوخذة- رائد الحسن أن قطاع التداول الالكتروني في السنوات السبع الأخيرة في الكويت يأخذ مساحة وانتشارا أكبر يصاحبه نمو في حجم التداولات والاستثمارات الموجودة فيه، مشيراً إلى أن شركات الوساطة المالية يجب عليها أن تنمي الثقافة الاستثمارية اللازمة في هذا القطاع، وضرورة التداول الالكتروني لما لها من امتيازات توفير الوقت والجهد.وأكد الحسن أن هناك توعية لدى المستثمرين الكويتيين، لكنها ليست على قدر عددهم، وحسب إحصائيات البورصة هناك 29 ألف متداول في السوق منهم 9 آلاف متداول الكتروني فقط، مضيفاً أنه مع حجم المؤتمرات والمعارض المتعلقة بتثقيف المتداولين في هذا القطاع نجد أنها نسبة ضئيلة، وهناك عدم اكتمال بين النسبتين وهذا ما يجب تعديله.وقال الحسن إن تكثيف التواصل بين الشركة وعملائها وتكثيف الدورات التدريبية والدورات التنويرية لها شأن في تقليل الفارق بين جهل المتداولين والمستوى الواجب الوصول إليه كثقافة واجبة للتداول في هذا المجال، موضحاً أن الأزمة المالية زادت فرص النمو للتداولات الالكترونية، وزادت معدلاتها بعدما تغيرت نفسية المتداولين، فالتناسب أصبح طردياً بين التداول الالكتروني والازمة المالية.لا خبرات عمليةوقال المحلل المالي في شركة فوركس للتداول الالكتروني عامر دكور إن المستثمرين في الشرق الأوسط بشكل عام يعانون عدم توعيتهم في هذا المجال ولا وجود لخبرة عملية لهذا القطاع، موضحاً أن فرص النمو في ازدياد مع مرور الوقت، لاسيما أن الازمات المالية لا يمكن لها أن تستمر فترات طويلة دون أن تنتهي، وبدأنا نرى بعض التعافي مؤخراً مما يبشر بزيادة نمو هذا القطاع في المستقبل.وأضاف أن هناك بعض المؤشرات التي تدل على الاهتمام المتزايد بهذا القطاع، مثل وجود بعض الشروط التي تفرضها وزارة المالية وغرفة تجارة وصناعة الكويت على العاملين في الشركات المقدمة لخدمات التداول الالكتروني، موضحاً أن فرق العمل في هذه الشركات أصبحت على دراية أكبر وخبرة أكثر مما مضى، وبالتالي زادت الثقة لدى المستثمرين المتعاملين معهم بوجود فريق استشارات متكامل يقدم لهم ما يريدون من دراسات.