انتقادات للبرادعي بعد زعم دعوته إلى تدويل قضية النوبة

نشر في 13-01-2011 | 00:00
آخر تحديث 13-01-2011 | 00:00
تفاعلت في القاهرة ردود الأفعال المختلفة على ما زعم أنه دعوة رئيس الجمعية «الوطنية للتغيير» د. محمد البرادعي إلى تدويل قضية النوبة خلال لقائه منذ أيام وفداً من 17 ناشطاً بحثوا معه مشاكل النوبيين التي جاءت كعارض سلبي لبناء السد العالي عام 1960. فتعرض البرادعي لهجوم قاس من جهات مختلفة اتهمته بالعمل على تمزيق مصر وتنفيذ أجندات خارجية.

وكانت منازل النوبيين غرقت بمياه النيل المختزنة خلف السد، وتم تهجيرهم إلى مدن جديدة بعيدة عن النوبة اعتبروها غير ملائمة، ويطالبون بعودة 4 ملايين نوبي إلى موطنهم الأصلي على ضفاف النيل.

واعتبر بعض النوبيين دعوة البرادعي بمنزلة تدخل خارجي في شؤون مصر، في مقابل تأييد للتدويل بوصفه الحل الأخير للحصول على حقوقهم، في حين نفى عدد من النشطاء الذين قابلهم البرادعي أنه أطلق هذه الدعوة أصلاً. 

وأكد رئيس النادي النوبي العام مسعد هركي رفضه لأي تدخل خارجي، «لأن النوبيين نجحوا مؤخراً في بدء حوار مع الدولة، وهو ما أسفر عن بناء 2000 منزل للأهالي المتضررين».

وقال  هركي لـ»الجريدة» إن «النشطاء النوبيين الذين التقوا البرادعي يعبرون عن رأيهم الشخصي في تدويل القضية النوبية، وفي المقابل فإن النوادي النوبية في كل أنحاء مصر خاضت سابقا حملة لجمع مطالب أهالي النوبة لتقديمها للحكومة، وبدأت الدولة في تنفيذ مشروعات تقدر بـ400 ألف دولار».

وفي المقابل، اعتبر الأديب والناشط النوبي حجاج أدول أن «التزام مصر بالتوقيع على المواثيق الدولية لحقوق الإنسان هو الأساس الذي يبني عليه بعض أبناء النوبة دعوتهم لتدويل القضية»، مؤكداً رفضه لدعوات المسؤولين إلى نبذ الشرعية الدولية التي اعتبرها سلاحاً فعالاً وأساسياً في يد أبناء النوبة، على حد تعبيره.

وهاجم الحزب الوطني الحاكم البرادعي على خلفية تلك التصريحات، واتهمه بـ»المتاجرة بالأزمة النوبية وانتهازها سياسياً».

كما هاجم عضو مجلس شورى «الجماعة الإسلامية» عصام دربالة تصريحات البرادعي معتبراً إياه يدعو فئة من المصريين للاستقواء بالخارج.

وقال دربالة على الموقع الإلكتروني للجماعة أمس، «إنه في توقيت مقارب لحادثة التفجير أمام كنيسة القديسين، فجر الدكتور في وجوه أبناء مصر قنبلة لا تقل ضراوة في آثارها الخطيرة عن التفجير أمام الكنيسة «.

وتابع دربالة «إذا كان البرادعي يسمح للنوبيين بذلك فإنه لن يمانع لجوء غيرهم إلى أي جهة خارجية».

ونفت الحملة الشعبية لدعم البرادعي، أن يكون الأخير طالب النوبيين بتدويل قضيتهم. وأكدت في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، أن «البرادعي استمع لوجهات نظر النشطاء النوبيين، وكان من بينهم بعض من قالوا إنهم سيلجأون إلى المنظمات الدولية للفصل في قضيتهم، أثناء عرض المشكلة وجذورها على الدكتور البرادعي».

وأصدرت اللجنة الإعلامية للجنة المتابعة النوبية بياناً أكدت فيه أن البرادعي دعا النشطاء إلى مخاطبة منظمة «الفاو» (منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة)، ولم يدعهم إلى تدويل القضية.

back to top