كلمة راس: بوحمود... وأسامة

نشر في 13-03-2011
آخر تحديث 13-03-2011 | 00:00
 شريدة المعوشرجي بعد حادثة الميموني لم يعد للمسؤولين في وزارة الداخلية، وعلى رأسهم الأخ الوزير، حجة ولا عذر في عدم المسارعة إلى التغيير، لكي يطمئن الشعب إلى أن المنهج قد تغير وتعدل، وأن الشرطة عملها الرئيسي وهدفها الرسمي حماية الشعب وخدمته، وأن البلطجة التي كان يمارسها بعض أفراد الشرطة ومنتسبيها، أصبحت في صفحات التاريخ، وأن كل من تثبت أو ستثبت عليه جريمة سيحال إلى النيابة وسيلقى عقابه العادل.

القرار الصائب إن لم يأت في موعده ووقته أصبح كالعدم، لذلك على الوزير الجديد أن يشعر الشعب بأن التغيير قد بدأ، وعليه أيضاً أن يُشعر ضباطه بأنهم سيكونون دائماً تحت نظره، المجد المنضبط سيكافأ، والمتقاعس المنفلت سيحاسب، وأولى خطوات إعادة الثقة بين الشعب والشرطة تغيير الوجوه التي التصقت في أذهان الناس عن تلك الأحداث المريرة، والتجارب المشؤومة، لأن أول عامل من عوامل نجاح الشرطة في أداء واجبها هو ثقة الشارع بها وتعاونه معها، وإيمانه بحاجته إليها واعتماده بعد الله عليها، ونحن على ثقة بأن بوحمود لديه الشجاعة الكافية على اتخاذ القرارات اللازمة، ولديه القدرة على اختيار الأنسب للمرحلة المقبلة.

***

أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق في جمهورية مصر العربية، والمحجوز الآن على ذمة التحقيق بسبب بعض البلاغات التي قدمت ضده إلى النائب العام، كانت لي تجربة معه وشهادة حق لا يمكن أن أكتمها، فقد كنت رئيساً لمجلس إدارة شركة الريادة القابضة، وكنا قد أسسنا شركة للخدمات الإعلامية وقررنا أن نبدأ تأسيس قناة فضائية، ونظراً إلى الخبرات المتراكمة لدى المهندس أسامة الشيخ في هذا المجال خصوصاً بعد تجربته مع تلفزيون ART ودريم والراي، تم الاتصال به، فوجدته رجلاً سمحاً في تعامله، واسع الاطلاع في مجاله، صادقاً في نصيحته، وتم الاتفاق بيننا على أن يعمل مستشاراً للشركة حتى الانتهاء من مرحلتي التأسيس والتشغيل بمبلغ شهري يدفع له أول كل شهر، وتم توقيع العقد الذي كانت مدته سنة، ودفعنا له مبلغ الشهر الأول والشهر الثاني أيضاً، لكننا قررنا التمهل في الخطوات العملية ودون أن نبلغه بذلك القرار فوجدناه يتصل من تلقاء نفسه، ويطلب تجميد العقد والتوقف عن دفع المبلغ الشهري المقرر له، لأنه لا يستطيع أن يقبض مالاً دون أي جهد يبذله مقابله، مع أن العقد يوجب ذلك علينا ويعطيه الحق بمطالبتنا به، لكنها العفة واحترام النفس، والأمانة التي ندرت بين الناس، هذه تجربتي مع الأستاذ المهندس أسامة الشيخ... ورجل يفعل ذلك لا يمكن إلا أن يكون شريفاً وعفيفاً.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top