القصة التي سأذكرها لكم مرتبطة بعالم الحيوان، وقد تكون قرأتها عزيزي القارئ لغرابتها، ولأن أبطالها من فصيلة القرود امتهنوا الجريمة لا لذنب اقترفوه، لكنه الإنسان وحكايته مع الشر، والتي بدأت منذ قديم الأزل لكنه مازال يبدع ويبتكر.  

Ad

القصة الأولى لقرد اشتهر باسم "سعدون" ارتكب أعمالاً إجرامية كالسرقة بالإكراه والخطف طبعا للحقائب النسائية إلى جانب إثارة الرعب والفزع في النفوس، وهو يتميز بسرعته الفائقة في ارتكاب فعله الإجرامي والهروب بسرعة غريبة من مسرح الجريمة.

سعدون درّبَه صاحبه على معظم أساليب التمويه والمفاجأة لسرقة ضحاياه، حيث كانت أغلبية عملياته تتم فوق "كوبري" الجامعة مع صاحبه الذي يمتلك سيارة صغيرة يصطحبه فيها ليختار التوقيتات المناسبة لتنفيذ عمليات السرقة حتى يتمكن من الفرار.

بلغ عدد جرائم "سعدون" 1100 عملية اختص فيها الفتيات لعدم قدرتهن على المقاومة، فمعظمهن يصبن بالذعر أو الإغماء وقت انقضاضه عليهن، وقد بلغت قيمة المسروقات التي كان معظمها مشغولات ذهبية 280 ألف جنيه مصري.

القبض على سعدون كان بالمصادفة بعد أن تعددت البلاغات أمام أجهزة الأمن من قيام صاحب سيارة بالاستعانة بقرد لتنفيذ أعمال السرقة، وتصادف مرور ضابط شرطة بـ"موتوسيكل" فوق "كوبري" الجامعة، وشاهد من بعيد فتاة تقاوم القرد، لكنه تغلب عليها بمهارته، وتمكن من خطف سلسلتها الذهبية وساعة يدها، وأسرع الضابط خلف السيارة بعد أن أبلغ إحدى الدوريات فتمت محاصرة السائق والقرد بعد مطاردة مثيرة استمرت أكثر من ساعة، وعندما شعر "سعدون" بخطورة الموقف حاول الفرار لكن ضباط الشرطة تمكنوا من الإمساك به متلبسا بارتكاب جريمته، وحكمت المحكمة على صاحبه بالسجن لمدة عام، وعلى "سعدون" بالاعتقال مدى الحياة نظرا لخطورته على الأمن العام، ولكنه لم يستطع مقاومة الحبس فساءت حالته الصحية حيث توفي بعد سبعة أشهر من اعتقاله.

 هذه القصة تذكرني بحمار الجت "البرسيم" يشيله ولا يأكله أو ببعض المغفلين الذين باعوا ذمتهم مقابل تعبئة هواتفهم النقالة أو تذكرة سفر مع الإقامة لمحدثي النعمة ممن كانوا بالأمس القريب لا يملكون شيئا، وفجأة ومن غير سابق إنذار أصبحوا من أصحاب الملايين مستغلين مناصبهم، والأيام القادمة ستكشفهم في حالة إقرار قانون مكافحة الفساد وكشف الذمة المالية.

أما القصة الثانية فهي عن مواطن هندي سُرِق فور خروجه من أحد بنوك مدينة ليكناو عاصمة ولاية أوتار براديش على يد قرد ضخم انقض عليه وخطف ما بيديه من أموال، ثم انطلق مسرعاً باتجاه إحدى المناطق التي تكسوها الأشجار.

أما هذه القصة فتذكرني بقروض الموطنين، وكل من "تدبس بها طارت فلوسه" من دون الحاجة للقرد الهندي، ويا ليته كان ذاك القرد لأنه يطير بمعاش واحد، لكن "اللي عندنا قرود بشرية تستلمك من أول راتب إلى آخر العمر وما يفكك منها لا صندوق المعسرين ولا إسقاط فوائد القروض لأن المتهم هذه المرة أصله إنسان".

ودمتم سالمين.