أصدر الشيخ طلال الفهد الأحمد بياناً يوم أمس بمناسبة حصوله على حكم التمييز الذي أيّد عودته إلى منصب نائب المدير العام في الهيئة العامة للشباب والرياضة، وكعادة الشيخ طلال فقد تعمّد خلط الأوراق في بيانه ومحاولة تصوير القوانين الصادرة عن مجلس الأمة على أنها السبب في معاناة الرياضيين وعرقلة مشاركاتهم في المحافل والمناسبات الإقليمية والقارية والدولية، فمَن يقرأ البيان وهو غير مطلع على الأزمة الرياضية لا يملك إلا التعاطف مع الشيخ طلال الفهد "المظلوم" كما يصف نفسه، ولأننا لسنا من هؤلاء أو ممن تنطلي عليهم بيانات رئيس اتحاد كرة القدم "غير الشرعي" فبودنا أن نطرح بعض الأسئلة عليه، علنا نحصل على إجابة بعيدة عن دغدغة المشاعر بالآيات القرآنية الكريمة أو الجمل المنمقة أو التزلف المكروه، وسنبدأ معه من شكره وامتنانه وإشادته العظيمة بالقضاء الذي يؤكد أنه ملاذه بعد الله، ولا نعلم لماذا ارتضى الشيخ طلال حكم هذا الملاذ في هذه القضية ورفض الانصياع له في حكم قضية حل الأندية؟ ولماذا تعمّد التحايل والالتفاف على الحكم باللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية (كاس) للحصول على قرار يُضفي الشرعية على وجوده على سدة الاتحاد بعد عقده لجمعية عمومية غير قانونية وفق حكم المحكمة الذي أيد حل الأندية وناديه بالذات، وبالتالي افتقاده للشرعية القانونية وقت عقدها؟ ولماذا لم يعرض حكم أو قرار "كاس" على القضاء الكويتي الذي هو ملاذه بعد الله للحصول على الصيغة التنفيذية قبل احتلاله لمبنى الاتحاد؟

Ad

صبر وكياسة

أما في ما يخص العمل بصمت وهدوء بعيداً عن الصخب والضوضاء ومقابلته الإساءة بابتسامة وصبره على الإهانة بكياسة فتلك والله الأضحوكة، فبودنا أن نتوجه إلى الشيخ طلال مباشرة، بالله عليك إذا كان كل ما قمت به هو عمل بصمت وهدوء وصبر وكياسة فماذا نسمي إهاناتك التي وزّعتها يميناً وشمالاً للآخرين ممن يتبنون موقفاً عكس موقفك خلال لقاءاتك التلفزيونية؟ وما التسمية اللطيفة التي يمكن أن نطلقها على تهديدك لمسؤولين في الدولة بـ"التلسب" وغيره من أساليب التهديد والوعيد؟ وماذا يمكن أن نقول حول وصفك لنفسك "بمو قليل الشر"؟

ونعود إلى مطالبته لأعضاء السلطة التشريعية بتعديل القوانين ليصححوا الخلل ويقوموا الاعوجاج الذي عاب بعض التشريعات الرياضية، ونسأل الشيخ طلال ترى مَن هم العقلاء حسب وجهة نظره؟ هل هم مَن سيوافقون على تعديل القوانين وفق ما يريد؟ أم هم الذين صوتوا مع رغبة شقيقه الأكبر أو خضعوا لتوجيهاته بالمساهمة في إلغاء لجنة الشباب والرياضة في المجلس؟ أم من بالضبط؟

المبادئ والوسائل

 وأكد الشيخ طلال على تشبثه بكل الوسائل والقنوات التي تؤدي إلى تكريس وتعزيز المبادئ التي عمل من خلالها وقاتل من أجلها ولا نعرف ما هي تلك المبادئ؟ وهل الالتفاف وعدم تنفيذ القوانين الوطنية الصادرة عن المؤسسة التشريعية والموافَق عليها من الحكومة والمصادَق عليها من سمو الأمير منها أم لا؟ وهل الاستقواء بالهيئات الدولية على الكويت منها أم لا؟ وهل الجري وراء المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة وتقريب الطارئين عديمي المنفعة لضمان السمع والطاعة منها أم لا؟

 

المتربصون والطامعون

وأخيراً يجدد الشيخ طلال إعلانه بمد يده تجاه الجميع لقطع الطريق أمام المتربصين الطامعين في زعزعة الاستقرار وشق وحدة الصفوف، وبودنا أن يحدد لنا مَن هم الذين يسعون إلى شق وحدة صفوفنا وزعزعة استقرارنا؟ وهل هم من داخل أم خارج البلد؟ لأننا لا نعتقد أن هناك كويتياً يسعى إلى شق وحدة الصف أو زعزعة الاستقرار، أما إذا كان يقصد أطرافاً خارجية فنقول له إن كل من اتهمتهم سابقاً بتلك التهم الجوفاء ذهبت  وجلست ونسقت ووافقت على كل ما طرحوه واقترحوه، فهل لك أن تحدد يا شيخ من تقصد؟.    

  بيان طلال الفهد

بسم الله الرحمن الرحيم

 «وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ. فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ»

(سورة غافر 44 - 45)

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات لقد منّ الله علينا بالحكم التاريخي الذي أصدرته محكمة التمييز بإلغاء القرار الوزاري القاضي باعتباري مستقيلاً من وظيفتي منذ 15 أبريل 2007 ليضاف إلى سلسلة النعم التي أفضى بها سبحانه وتعالى علينا منذ أن بدأ التعسف يأخذ منهج الضرب يساراً أو يميناً في القطاع الرياضي ومنتسبيه الذين نتشرف أن نكون جزءاً منهم نعمل يداً بيد من أجل الارتقاء بهذا القطاع الأهلي، ونعمل وفق مبادئنا ومبادئ أسلافنا ليبقى القرار الرياضي بين منتسبي هذا القطاع.

وكما يعلم الجميع فقد تعرضنا لضرر وظلم بيّن على مدى سنوات طويلة، وعانينا ما عانيناه، ولكننا آثرنا العمل بصمت وهدوء بعيدا عن الصخب والضوضاء، وقابلنا الإساءة بابتسامة وصبرنا على الإهانة بكياسة، وكان طريقنا الوحيد هو اللجوء إلى ساحة القضاء التي هي ملاذنا الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى في هذا البلد الطيب.

وما يسعدنا ويثلج صدورنا اليوم مع صدور هذا الحكم التاريخي أن المبادئ التي عملنا من خلالها وقاتلنا من أجلها هي ذاتها المبادئ التي أفضى إليها الحكم التاريخي لمحكمة التمييز، ومن قبله حكم المحكمة الدستورية، وهو ما يدفعنا للتشبث بكل الوسائل والقنوات التي تؤدي إلى تكريس وتعزيز هذه المبادئ وجعلها قواعد للعمل الرياضي حاضرا ومستقبلا لتنهل منها الأجيال، وتمضي في سبيل الارتقاء برياضتنا نحو العالم المتحضر رياضيا بكل أبعاده الفنية والإدارية التي تحكمها لوائح وتشريعات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمبادئ دولية وإرادة أهلية.

ولا يسعنا اليوم إلا أن نجدد إعلاننا بمد أيدينا تجاه الجميع من يتفق ومن يختلف معنا فاتحين قلوبنا وعقولنا نحو مختلف الآراء واضعين نصب أعيننا مصلحة بلدنا وأبنائنا نائين بأنفسنا عن رياح المهاترات والمساجلات التي لم ولن تخدم أحداً سوى المتربصين الطامعين في زعزعة استقرارنا وشق وحدة صفوفنا.

وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نعبر عن عظيم امتناننا وتقديرنا وجزيل شكرنا إلى سلطتنا القضائية التي تبرهن يوما بعد يوم أنها ستظل شامخة لا تطالها الأيدي ولا الألسن ونفوذ المتنفذين، فإننا في الوقت ذاته نوجه نداءنا إلى العقلاء في السلطة التشريعية ليصححوا الخلل ويقوموا الاعوجاج الذي عاب بعض التشريعات الرياضية وأخص بالذكر منها القانون رقم 5 /2007 التي كانت سببا في معاناتنا كرياضيين سواء على الصعيد المحلي أو في ما يتعلق بمشاركات أبنائنا الرياضيين في المحافل والمناسبات الإقليمية والقارية والدولية.

في الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بأسمى آيات الشكر والامتنان والعرفان لكل مَن ساندني وآمن بقضيتي ودعمني خلال السنوات الماضية، والشكر موصول إلى رجال القانون الذين عملوا دون كلل أو ملل لإظهار الحق وكشف الخلل التشريعي أمام قضائنا العادل، وأتعهد امام المولى عز وجل ثم أمام سيدي صاحب السمو أمير البلاد المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء وجميع أبناء الشعب الكويتي أن أكون دائما عند حسن الظن، وأن أعمل لرفعة شأن بلدي وخدمته في كل المجالات لا سيما المجال الرياضي والله ولي التوفيق.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

 طلال فهد الأحمد الجابر الصباح