إذا نظرنا إلى تاريخ الحركات الاجتماعية في الدول العربية ورغبتها في تغيير الأنظمة الحاكمة سواء كان تغييراً ديمقراطياً أم مسلحاً, نجد أن هنالك سيناريوهات متعددة لم يكن بين طياتها أن للشباب دورا فعليا وجذريا في الحراك السياسي، كونه الآن أصبح من أشرس أنواع اللوبيات الضاغطة الراغبة في التغيير كما رأيناه ضمن سياق تطور الأحداث على الصعيد الإقليمي.
أما على الصعيد المحلي فنجد نشاط الشباب وعزيمتهم قد طغيا وتعديا الأعراف السياسية المتداولة في مجتمعنا، وتمردا على بيروقراطية القنوات البرلمانية وعلى الأسيجة الحكومية، وهو ما أذهل حكومتنا الحالية لا سيما درجة إصرارهم وتنظيمهم للتجمعات والندوات والاعتصامات، وإن كانت هناك بعض السلبيات والثغرات التنظيمية التي يجب ألا نغفل عنها، لكن تعددية التجمعات المضادة للحكومة الحالية وتقبل الطرف الآخر لها، ما هما إلا مكسب للدستور الكويتي ومواده، وأيضاً يعتبر هذا الحراك الشبابي الحيوي تطوراً جذرياً في الديمقراطية الكويتية.وأستشهد هنا برأي الأستاذ القانوني محمد عبدالقادر الجاسم في ندوة السور الخامس التي عقدت في الـ22 من مارس الماضي حينما نوه بأهمية دور الشباب في الظروف الحالية، المتمثلين في كل من حركات «كافي» و»نريد» و»السور الخامس»، وشدد على أن استمرارهم مهم جداً لعملية الإصلاح السياسي الفعلي، وأنه يجب ألا يتقاعسوا وألا يعرضوا أنفسهم للإحباط لاسيما أن التوجه الحكومي الجديد نحو إنشاء لجنة شبابية موالية للحكومة دليل قطعي على أن التكتلات والتجمعات الشبابية المناهضة لها دور فعال ولا يستهان به، فبدءاً من استخدام الحكومة لوسائل الإعلام المرئية والمطبوعة لنصرتها وتخبطها في إدارة هذه الوسائل لمصلحتها نجدها الآن تنتهج نهجاً مغايراً ومستحدثاً في سياستها، وعلى غرار التجمعات الشبابية الآنفة الذكر نجدها تشكل لجنة وقاعدة استشارية شبابية من بينهم شباب «كويتي وأفتخر».ومن هذا المنطلق أريد أن أوجه خطابي الحماسي إلى شباب الحركات الاجتماعية: يتعين ألا تفقدوا بصيص الأمل خصوصاً أن الحركات الاجتماعية هي من أبرز آليات التغيير الديمقراطي لسلميتها، وألا تحبطكم قوة الدعم المادي والمعنوي التي ستمنح لجان الشباب الاستشارية الحكومية مادام أن هناك مبدأً قامت على أساسه تلك الحركات منذ وهلتها الأولى، وهو انتهاج نهج جديد بحكومة جديدة. كما يجب على المنظمين ألا يتأثروا بأجندة التكتلات النيابية حتى لا يتعرضوا لاستغلال نيابي وتسييس حركتهم وفق متطلبات النواب... وخير مثال يحتذى به: المشهد السياسي المصري ورفض الشباب لتسييسهم من قبل الأحزاب والتجمعات النيابية.
مقالات
شبابنا سورنا
02-04-2011