نحن في عام 2011... والعقلية مازالت متخلفة، والرقابة النفسية هي مطلب يجب أن يطبق على رجال الأمن والمباحث، لما يضم هذا القطاع من نفوس مريضة، وبعضها يعاني اضطرابات نفسية تحتاج إلى علاج نفسي حتى يحميهم ويحمي الغير من شرورهم، ونحن هنا نعاني كثرة الشد والضغط والكسر من هذا الإهمال والتحقير.
في صباح اليوم بدا محمد زميلي في العمل متعكر المزاج وحينما سألته عن السبب، أجابني أنه لا يوجد تشجيع للرياضة النسائية في الكويت لاسيما للأطفال، لديه ابنتان تهويان الجمباز والباليه وأخذ في البحث عن الأندية القريبة من منزله ولكن هيهات لا يوجد أي ناد يوفر هذه الخدمات للأطفال، فالأندية كناديي كيفان والقادسية وغيرهما هي حكرٌ للرجال تقريباً، وهي بأسعار معقولة في حين لا تجد الفتيات الفرصة نفسها لحب الرياضة حتى إن كانت تمتلك الشغف لذلك، واضطر محمد في النهاية أن يشرك ابنتيه في ناد رياضي خاص، وبأسعار غالية حتى لا يقصر في حق هذا الشغف الذي تشعر به طفلتاه.لذا فإننا نصل إلى نتيجة أن المرأة في الكويت تُظلم منذ طفولتها، أي منذ أن تبدأ باللحاق بهواية لاستغلال وقت فراغها، وإن سألت عن السبب تسمع تلميحات بأن هناك تعليمات طبطبائية بعدم تشجيع الرياضة النسائية! لا أعرف إن كنا سنظل نعيش نطأطئ رؤوسنا خوفاً من نواب لا يمثلوننا للمرة الألف أقولها لا يمثلوننا!الحادثة الثانية التي أثارت غضبي هي لبعض رجال المباحث، من الذين يجلسون في الديوانية ساعين إلى فضح بنات الكويت، وكأنهن أعداء بهدف الحقد على عوائلهن أو وضعهم الاجتماعي أو المادي، يحكي لي زميلاً أن بعض رجال المباحث يقومون بإزعاج الفتيات إن وجدن في أماكن عامة ومرافق عامة كالشواطئ والمقاهي والحدائق، ويبدؤون بممارسة الضغط عليهن وطرح أسئلة محرجة فقط بهدف الإزعاج والإذلال لاحقاً، ويتم التشهير بأسمائهن الكاملة في الدواوين غير محترمين لطبيعة عملهم التي تحتم السرية.لماذا لا ينظر إلى المرأة على أنها مخلوق يستحق التقدير والاحترام؟ ولمَ لا توفر الدولة الأندية التي تحتضن هوايتهن، ولا تجعلها حكراً على ناد واحد لا يقدم جميع أنواع الرياضات؟ ولماذا تنحصر الأماكن في ناد أو ناديين غير مدركين مدى العبء المادي الذي يقع على عاتق الأهل؟!لماذا يسعى بعض الشرطة أو رجال المباحث الكويتيين إلى التشهير بسمعة ابنة بلدهم بسبب رواسب وعقد نفسية دفينة، جعلت بعضهم يلتحق بهذا المكان فقط للحصول على سلطة يمارس فيها إزعاج الفتيات وتشويه سمعتهن؟نحن في عام 2011... والعقلية مازالت متخلفة، والرقابة النفسية هي مطلب يجب أن يطبق على رجال الأمن والمباحث، لما يضم هذا القطاع من نفوس مريضة، وبعضها يعاني اضطرابات نفسية تحتاج إلى علاج نفسي حتى يحميهم ويحمي الغير من شرورهم، ونحن هنا نعاني كثرة الشد والضغط والكسر من هذا الإهمال والتحقير... رفقاً بالقوارير وقليلاً من الرحمة على نون النسوة.«قفلة»:البلد الوحيد الذي تجد فيه الباصات تتجاوز الإشارة الحمراء و»تبتون» على اعتبار أنها سيارة رياضية دون أن يتم مخالفتها هو الكويت، وهي البلد الوحيد الذي لا يتم احترام الأولوية في الدوار به، والكل يتهافت على إشعارك بمدى الرعب الذي قد يتسببه حادث، إلا إذا شاءت رحمة الله حمايتك، لأن تغليظ العقوبات لم يجدِ نفعاً في حال اختفاء الأخلاق في الطريق.
مقالات
منظور آخر: نون النسوة بين الشدة والكسرة
07-01-2011