لا يزال خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله يطغى على الساحة السياسية اللبنانية، مظهراً الانقسام بين الداعين الى وضع الوثائق التي عرضها نصرالله بعهدة المحكمة الدولية وبين القائلين إن مرحلة ما بعد الخطاب سترسم مساراً جديداً للمحكمة.

Ad

وأكدت المتحدثة باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فاطمة عيساوي أمس، لـ"وكالة فرانس برس"، أن مدعي عام المحكمة دانيال بلمار "دعا على الدوام وهو لا يزال يدعو كل من لديه دليل متصل بالهجوم على رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري إلى عرضه عليه".

وشددت عيساوي، التي قالت انها تتحدث باسم المحكمة وليس باسم المدعي العام،  على أن الأخير "أعلن أكثر من مرة أنه سيلاحق كل الادلة الموثوقة"، مضيفةً: "أعلن مكتب المدعي العام أيضاً وعلى الدوام أن أي ادعاء مستند إلى عناصر موثوقة ومقدم اليه سيخضع إلى مراجعة دقيقة".

وعن تسريبات قيل إنها صادرة من داخل المحكمة، أكدت عيساوي أن "المحكمة الخاصة بلبنان تأخذ أي مزاعم تستند إلى حقائق وأدلة حول وجود تسريبات على محمل الجد"، مشيرةً أن "للمحكمة ثقة كاملة في الاجراءات الداخلية التي تتبعها لمراقبة أي تصرف يخرق قوانينها".

المرّ

في موازاة ذلك، عقد وزير الدفاع اللبناني الياس المر مؤتمراً صحافياً مفاجئاً استنكر فيه تعرض الصحافة لمؤسسة الجيش اللبناني، وتناول بعض الضباط بالاسم على هامش ملف عملاء إسرائيل.

ويبدو أن الدافع الرئيسي وراء المؤتمر الصحافي هو نشر جريدة "الأخبار" المقربة من "حزب الله"، موضوعاً عن العقيد المتقاعد غسان الجد الموجود خارج لبنان، والذي اتهمه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في مؤتمره الصحافي الأخير بالعمالة لإسرائيل.

وفي تفاصيل الموضوع المنشور أن "حزب الله" شكك بعمالة العقيد الجد في عام 2009، وأبلغ ذلك مخابرات الجيش اللبناني التي أبلغت قائد الجيش جان قهوجي الموضوعَ، والذي بدوره أبلغ وزير الدفاع الذي طلب التريث في القبض على المشتبه فيه، مما أدى إلى فراره إلى فرنسا.

واعتبر المر أن المقال يعتبر مسّاً به وبالمؤسسة العسكرية، مؤكداً أن الجيش سيوقف كاتب المقال ويحقق معه.

إلى ذلك استبعد المر حصول "7 آيار" جديدة، مشيراً إلى أن الطرفين اللذين يملكان السلاح في لبنان هما المقاومة والجيش حصراً.

إسرئيل والاستطلاع

إلى ذلك، قال خبراء إسرائيليون في صناعة طائرات الاستطلاع إن "الصور التي تبثها طائرات الاستطلاع الإسرائيلية الصغيرة من دون طيار أصبحت مشفرة فقط منذ عام 2006" وذلك تعليقا على اقوال نصر الله.

 ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس، عن الخبراء قولهم إنه "منذ عام 2006 أصبحت جميع الطائرات الصغيرة بدون طيار الموجودة لدى سلاح الجو، "مزودة بأجهزة رقمية (ديجيتال) التي تبث صورا مشفرة"، ولذلك فإنه من الصعب أو يكاد يكون من المستحيل الولوج إلى قناة الاتصال ومشاهدة الصور التي تبثها الطائرات".