لم تستعن وزارة الإعلام لا بصديق ولا بالجمهور لتبرير منعها كتباً من المشاركة في معرض الكويت الدولي للكتاب، بل استعانت بلغة الأرقام للتدليل على "سقفها" العالي في الحريات، وأن ما يثار في وسائل الإعلام اعتراضاً على المنع ليس سوى "تجنٍ" على أعمال لجنة الرقابة.

Ad

تقول الوزارة إن المنع "لم يطل سوى 25 كتاباً من أصل 24 ألف كتاب" بحسب بيانها أمس الأول، معللة أسباب المنع بـ"تعدي الـ 25 على الذات الإلهية والأنبياء والصحابة والكويت والدول الشقيقة".

غير أن لغة الأرقام خانت من أعد البيان، فضلاً عمّا يُلحظ من أن الوزارة تلجأ الى "الدين والعقائد والأخلاق" كـ"كليشيهات" جاهزة لتبرير المنع وتوفير غطاء نيابي ديني يضمن لها ترويج صحة قرارها بالمنع.

ولكشف وهن حجة "الإعلام" وتبريراتها أكدت مصادر مطلعة لـ "الجريدة" أن الكتب التي منعتها لجنة الرقابة التي ترأسها وزارة الإعلام وتضم في عضويتها ممثلين من جهات رسمية وأخرى من ذوي الخبرة والاختصاص هي حتى الآن أكثر من 200 كتاب والرقم سيزيد، على اعتبار أن اللجنة ستعقد عدداً من الاجتماعات خلال هذه الأيام لبتّ عدد من الكتب التي ستشارك في المعرض، مشيرة الى إجازة بعض الكتب التي تم منعها هذا العام في دول الخليج ومشاركتها في معرضين للكتاب أقيما قبل أشهر في الرياض وأبوظبي.

وعن الرقم الذي أعلنته "الإعلام" في بيانها، قالت المصادر إن تلك الكتب هي التابعة لدور النشر المصرية فقط، ولا يشمل جميع دور النشر المشاركة في المعرض. وذكرت المصادر أن الكتب التي أجازتها وزارة الإعلام هذا العام لا تتعدى 12 ألف كتاب كعنوان جديد، وليس 24 ألفاً كما جاء في بيانها، مضيفة أن أكثر من "75 بالمئة من هذه الكتب تتعلق بفنون الطبخ والحاسب الآلي وقصص وتعليم الأطفال وكتب علم وفنون الإدارة، أمّا بقية الكتب فتتوزع بين السياسية والروايات والكتب الدينية، وهذا يعود لقلة الإنتاج في هذه المجالات ولمعرفة بعض دور النشر مسبقاً بعدم إجازتها من قبل الجهات المختصة في وزارة الإعلام لذلك لا تقدمها من ضمن مشاركاتها السنوية في المعرض".

وذكرت المصادر أن عدد دور النشر والتوكيلات التي أعلن عنها بيان "الإعلام" هي 38 دار نشر وتوكيلاً، وهو ما يتعارض مع ما أعلن عنه الأمين العام للمجس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي في 30 أغسطس الماضي، إذ قال إن عدد دور النشر المشاركة في المعرض حتى تاريخه نحو 500 دار نشر، سواء بطريقة مباشرة أو عن طريق التوكيلات، متسائلة: أين باقي دور النشر التي أعلن مشاركتها سابقا؟