للكاتبة والناقدة فتحية الحداد الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية عام 2008 في مجال الدراسات اللغوية والأدبية والنقدية عن «النص وما وراء النص} (مسرحية عتيق الصوف ولا جديد البريسم)، طقوس معينة في التعامل مع «أبو الفنون».
تواظبين على حضور المهرجانات المسرحية، ما السبب؟المسرح هوايتي، لذا أهتم بتوثيق الحركة المسرحية ومتابعتها وأكتب بناءً على مشاهداتي الحية وليس بناءً على قراءات الكتب، لا يعني ذلك أنني لم أستفد من الآخرين إنما أفضّل كتابة ما أراه بأم عيني.ما الذي ترصدينه في الحركة المسرحية؟كل جزئية تهمني، تبدأ منذ نزولي من سيارتي وتوجهي إلى مدخل المسرح. أعتبر ذلك جزءاً من المسرح لأنني أصادف أحياناً شباباً ينفذون الديكور في الخارج وبكل حماسة، وأراقب كيفية التواصل في ما بينهم، كذلك أرصد قبل المسرحية وخلالها وبعدها إيقاع حركة الجمهور والمصوّرين وما يجري وراء الكواليس من حركة لعمال النظافة ومهندسي الديكور، أخزّن هذه الجزئيات المهمة إلى حين تفريغها في الكتابة.كيف تقيّمين العرض الذي تشاهدينه؟من زاوية إن كان يذكرني بمشهد مسرحي آخر شاهدته أو تخيلته بناء على قراءة معينة، لذا تجدني أندمج في العمل المسرحي كأحد عناصره.وكيف توثّقين الحركة المسرحية؟منذ عام 2004 أتابع المهرجانات المسرحية كافة، وأحضر الندوات وأراقب كيفية تعامل الشباب معها تعليقاً ومداخلةً واستماعاً، ومدى تأثيرها على أدائهم في العروض، والإيجابية في التعامل مع الملاحظات النقدية وتطبيقها بعدما كانوا لا يتقبلونها سابقاً.ما أبرز مشاهداتك أثناء متابعة الندوات؟في إحدى الندوات حول المسرح في العام الماضي، لاحظت أن الفنان عبد العزيز الصايغ لم يتقبل النقد الموجه إليه وتساءل بعد الندوة: هل هي ندوة تطبيقية أم محاضرة؟ لكنه ما لبث أن قدّم عرضاً مميزاً مستفيداً من النقد الموجّه إليه وتعامل مع الآراء الأخرى برحابة صدر.ماذا أفادك رصدك للحركة المسرحية؟ استفدت من وجهات النظر النقدية المباشرة التي تكون أكثر حيوية من تلك المدرجة في الكتب، بالإضافة إلى ردود الفعل الحية بعد العرض مباشرة حتى وإن كانت انطباعية، لأنها عملية اتصال مباشر، ومن الخطأ في مكان أن نلغيها أو نتجاهلها.وماذا عن الجمهور؟بما أن ثمة فنانين مختلفين، ثمة أيضاً جمهور مختلف دائماً.هل أنت متأثرة بالأدب الفرنسي؟أنا متأثرة بالنقد والتحليل الفرنسيين لأن جزءاً من دراستي كان حول اللغويات، درست فيهما تاريخ الكلمة وتطورها وماهية النسق وقد نفعني ذلك في تحليل المسرح.ما آخر عرض مسرحي أجنبي شاهدته؟ شاهدت في فرنسا عرضاً لفرقة روسية هي في الأصل فرقة سيرك، يتمحور حول أسرة أطفالها يزعجون والدهم على الدوام ويحدثون فوضى عارمة ووالدة تدير شؤونها المنزلية وهي حامل، وقد أدى رجل دور الأم مع ذلك لم يصدر أي نقد حول ذلك لأن بإمكان الرجل أداء هذا الدور من خلال الحركة والزي. اللافت في المسرحية خلوها من حوار كلامي واعتمادها على الموسيقى والتعبير الحركي والإضاءة والاتصال المباشر مع الجمهور.ما ملاحظاتك على الحركة المسرحية في العالم العربي؟في الغرب عندما يريد أي شخص ارتياد المسرح يدخل إلى مواقع الإنترنت ويختار العرض الذي يريده سواء كان كلاسيكياً أو معاصراً لأن المعلومات متوافرة بالتفصيل، فيما لا نجد لدينا أي معلومات تذكر طبيعة المسرحية (اجتماعية، فكاهية أو تراجيدية).ملاحظتي هنا على مهرجاناتنا المحلية، أنها لا تقدم دليلاً أو كتيباً مفصلاً عن العروض ونوعيتها أو تحديداً للأعمال التي ستقدم في الدورة المقبلة لمهرجاناتنا المسرحية، مثلاً لا يطلب من الفرق المشاركة أن تقدم مسرح البوليفار الذي ما زال يعرض في فرنسا، أو عرضاً للكوميدي فرانسيز لنعرف من التسمية أن النصوص كلاسيكية.كيف يتعامل الجمهور الفرنسي مع العروض؟شاهدت في إحدى المرات مسرحية «إلكترا»، جسدت خلالها ممثلة فرنسية شخصية إلكترا بانفعالات مبالغة، فترك زوج وزوجته الصالة، إلا أن الجمهور زاد على تشجيع الممثلة بالقول «برافو مدام». من حق الجمهور الاعتراض بمغادرة المسرح.ثمة أمور متّفق عليها في المسارح كافة وهي عدم تشغيل الهواتف الجوالة وعدم التصوير... هذا الأمر أجده في الكويت لدى المخرج سليمان البسام، الذي يوفر للصحافيين صوراً رسمية لعمله.كذلك، يقدّم الإعلام الأجنبي عبر شبكة الإنترنت صوراً رسمية ومعتمدة للأفلام السينمائية والمسرحيات مخصصة للصحافة. أخيراً، في أوروبا عندما ترتاد المسرح تضع في بالك أنك ستذهب بعده إلى المقهى، وهذا جزء من طقسك كمشاهد.
توابل
فتحيّة الحدّاد: أوثّق الحركة المسرحيّة بناءً على مشاهداتي الحيّة
17-08-2010