في أيام العيد يرتاح البلد من ضجة السياسيين وتصريحاتهم المتشنجة وتهديداتهم المتواصلة، في العيد نرتاح من وعود المسؤولين التي لم تتحقق ولن تتحقق ما لم يتم تغيير الأسلوب الذي يُدار به البلد، في العيد يرتاح الناس من متابعة أخبار الخارج وينشغلون بأخبار أسرهم ويفرحون بالنظر إلى أطفالهم وهم يلبسون أجمل ما عندهم والفرحة مرتسمة على شفاههم، في العيد يقترب الرجل من زوجته ويلتئم بأسرته فيشع الدفء في الديرة كلها وتهدأ النفوس، وينشغل الجميع بكيفية قضاء هذه الأيام بسكينة وسعادة، فلا واجبات دراسية تعكر صفو الصغار ولا دوام مبكراً يكدر سهرات الكبار، الشوارع خالية، والأجواء صافية وفي منتهى الروعة والجمال... المحظوظ هو الذي يعرف كيف يستغل هذه الأيام الجميلة ليجدد أسباب الصفاء ويمدد مساحات السعادة المنزوية في صدره... النفس البشرية تحتاج إلى مثل هذه الأوقات كي تستعيد فطرتها التي شوّهتها وشوشت عليها هموم الحياة، وحاجات المعيشة، وضوضاء السياسيين، بل والرياضيين، والإعلاميين، والطبالين، والزمارين و...، القائمة طويلة لو أردت أن أعدها لاستغرقت المقالة كلها، فبلدنا ما شاء الله يزخر بجميع الأصناف التي يمكن أن تكدر صفو العالم بأسره لا الكويت فقط... في أيام العيد سنرتاح من رؤية كثير من الوجوه المكررة علينا في صفحات الصحف وشاشات التلفاز وهي تدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور في الصباح والمساء... العيد أيام فرح وسرور فلنعشها كما أراد الله لها... فلا ندري هل تعود علينا في السنة المقبلة أم نرحل عنها؟
***أخي القارئ الكريم عندما تقرأ مقالتي فسأكون في طريقي إلى خارج البلاد، وسأضطر للانقطاع عن التواصل معك مدة أسبوع على أن أعود إن شاء الله للكتابة الأسبوع المقبل يوم الخميس. تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير.
أخر كلام
كلمة راس: عساكم من عواده
17-11-2010