ملايين الشيعة حول العالم يحيون ذكرى عاشوراء
المناسبة مرت «بسلام» في العراق... وتميزت في البحرين بزيادة «مواكب التطبير»
احتفل المسلمون الشيعة في العالم الإسلامي أمس بذكرى عاشوراء، وأقيمت مواكب ومسيرات حسينية ضخمة في العراق وإيران ولبنان والبحرين والسعودية وباكستان وأفغانستان والهند، وسط إجراءات أمنية مشددة حالت دون وقوع هجمات إرهابية عنيفة.وفي العراق، أحيا الشيعة يوم عاشوراء في مدينة كربلاء التي شهدت مقتل الإمام الحسين قبل 1300 عام، في حين فرضت السلطات ستة أطواق أمنية حول المدينة المقدسة لدى الشيعة. كما أحيا شيعة العراق وبعض الزوار الشيعة العرب والأجانب مراسم عاشوراء في معظم المدن والمناطق العراقية، ولم تسجل أي أعمال عنف دموية كما حصل في الأعوام السابقة.
وأعلنت السلطات العراقية أمس أنها أحبطت مخططاً كبيراً لتنظيم "القاعدة" لاستهداف الزائرين خلال إحيائهم ذكرى عاشوراء، في عملية استباقية اعتقلت خلالها نحو ثمانين مشتبهاً فيه وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة.وفي المنطقة الشرقية من السعودية، انطلقت مواكب العزاء في المدن ذات الأغلبية الشيعية مثل سيهات وصفوى والقطيف والقرى المجاورة لها وسط حراسة الشرطة التي عملت على تنظيم حركة السير أمام مداخل ومخارج المناطق التي جرت فيها المراسم. وتميزت هذا العام بالضرب بالسيوف والآلات الحادة والهتافات الحسينية.وتصاحب طقوس عاشوراء في السعودية معارض للكتب تنتشر بكثافة في الأسواق لا تقتصر على بيع الكتب الدينية فحسب بل تتجاوزها إلى عرض جميع أنواع الكتب.وسمحت السلطات السعودية ضمن التوجهات الإصلاحية للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمواطنيها الشيعة منذ سنوات قليلة بخروج المواكب الحسينية في الشوارع في المدن والقرى ذات الأغلبية الشيعية.وانطلقت مواكب العزاء في البحرين في منطقة السوق القديم في المنامة قرب حي المخارقة الذي تنتشر فيه الحسينيات التي شهدت توافد أعداد كبيرة من المُعَزِّين من مختلف مناطق البحرين ومن المنطقة الشرقية (السعودية والكويت) إضافة إلى آلاف من المتفرجين بينهم أجانب. وتميزت مراسم هذا العام في البحرين بزيادة مواكب "التطبير" التي يقوم فيها رجال وشبان بضرب قاماتهم بالسيوف، والدماء تغطي وجوههم وثيابهم، وهو تقليد عاشورائي يثير جدلاً في وسط الشيعة، إذ يحرّمه بعض المراجع العليا.كما تميزت طقوس هذا العام بموكب عزاء يطلق عليه "عزاء طويريج" وهو موكب مستحدث في البحرين يستعيد تقليداً لموكب يتم في العراق، إذ يعفر الرجال وجوههم بالتراب ويهرولون وهم يرددون "حسين... حسين" ويدقون صدورهم ورؤوسهم في تعبير رمزي عن حسرة التخلف عن نجدة الإمام الحسين لدى مقتله.وتشارك النساء في هذا الموكب المستحدث في البحرين منذ عامين، مع العلم أن النساء لا يشاركن عادة في المواكب التي تسير في الشوارع بل يحيين المناسبات في حسينيات مخصصة لهن.وفي إيران، ألقى التفجير الانتحاري الذي تبنته جماعة "جندالله" الأصولية واستهدف حسينية في مدينة جابهار أمس الأول موقعاً 39 قتيلاً بظلاله على إحياء مراسم عاشوراء في مختلف المدن الإيرانية. وشارك ملايين الإيرانيين في المراسم.وفي لبنان، شارك مئات آلاف اللبنانيين الشيعة في مسيرة ضخمة أقيمت في الضاحية الجنوبية لبيروت، ألقى خلالها زعيم "حزب الله" الشيعي حسن نصرالله خطاباً سياسياً أكد فيه أن حزبه لن يقبل القرار الاتهامي الذي ستصدره المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، إذ من المتوقع اتهام عناصر من الحزب بالتورط في الاغتيال. وفي باكستان، عززت الشرطة وجودها في مدينة كراتشي كبرى المدن الباكستانية. كذلك الحال في إسلام آباد، حيث اضطر المشاركون في الموكب الرئيسي إلى الخضوع للتفتيش الجسدي.وفي أفغانستان، قال الرئيس حميد كرزاي، خلال كلمة له في أحد مساجد كابول، إن رسالة عاشوراء هي رسالة سلام. وحث الجماعات المتمردة على تبني هذه الرسالة.(بغداد، بيروت، طهران، المنامة ـ أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)