البحث عن العبقري
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
ما هو الضير من أن يتقدم موعد المعرض ليشمل الأسبوع الأول من بداية صرف المرتبات، فإذا كان الرجل العبقري الذي قرر موعد المعرض يعتقد أن الكويتيين يمتلكون القدرة الشرائية في أي وقت من السنة فهو للأسف لا يعرف شيئا عن المجتمع ولا يعرف نوع الطبقة المثقفة فيه، واذا كان مصرا على أن الكويتيين لا يهتمون بأول الشهر وآخره فهو لا يدرك أن هناك قراء عرب وطلاب وطالبات وأطفال أحوالهم المادية لا تسمح لهم في هذا الوقت من الشهر من اقتناء الكتاب. أضف الى ذلك أن الرجل العبقري غاب عنه أن الناس قد أثقلتها مصاريف رمضان والعيد وبداية العام الدراسي الجديد. تجولت في المعرض نصف يوم لم أجد العبقري أو زميلا له وأعلم أنني لن أجده ليجيب عن أسئلة الناس والأصدقاء وأسئلة أخرى تدور في ذهن مرتادي المعرض عن حمّى المنع. فإذا كان الكتاب الورقي يعاني أصلا من ضراوة عداء كتب شبكة المعلومات وانتشار المعلومة السريع فما يحدث له من منع وسوء توقيت في عرضه للمستهلك يزيد من عنائه ويزيد من قلق الناشر والموزع في طباعة كتب لا تسد تكلفة شحنها واقامة الموظفين واستئجار أرض المعارض ويسد "نفس" المؤلف والمترجم.نتفق أولا أن الكتاب يحمل صفتين مهمتين: صفته كمنتج ثقافي وصفته كمنتج استهلاكي. في صفته الأولى يتم منع ما هو جدير بالقراءة وسنجد عذرا هنا للقائمين على المعرض وسنلقي باللوم على السياسيين والأحزاب المتنفذة، أما بصفته الاستهلاكية فهو سلعة يجب أن تخضع لظروف المستهلك وقدرته الشرائية. كان الأجدر بالرجل صاحب قرار موعد المعرض أن يقدم استبيانا شعبيا بسيطا من مئة ورقة توزع على مئة عينة عشوائية تساعده في معرفة ما يريده المستهلك، هذا لو كان مهتما أصلا بما يريده المستهلك، أو مهتما أصلا بالكتاب كاهتمامه بمقص المعرض في حفل الافتتاح.