كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ"الجريدة" أمس، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أوصل رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، عبر وسيط أميركي خلال الأيام الماضية، أبلغه فيها أنه في الإمكان التوصل إلى اتفاق إطاري خلال عام، حيث يوقع الطرفان على اتفاق سلام يعيد هضبة الجولان إلى سورية على أن ينفذ خلال فترة تمتد من 10 إلى 15 عاماً.

Ad

وقالت المصادر إن هذا العرض الإسرائيلي يشبه النهج المتبع حالياً مع الفلسطينيين، إذ سيتم التوقيع على اتفاق سلام على أن ينفذ تدريجياً، مشيرة إلى أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ستحتاج إلى 15 عاماً للتنفيذ.

وأفادت المصادر بأن "تطوراً ما يحصل على خط دمشق-تل أبيب بعد خطوات إيجابية قامت بها سورية في الفترة الأخيرة"، وأكدت أن "الأشهر القليلة المقبلة ستشهد تطورات مهمة".

جاء ذلك في وقت التقى الأسد أمس في دمشق المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط جان كلود كوسران، الذي بدأ من تل أبيب جولة في المنطقة ستشمل تركيا أيضاً.

وذكر بيان رئاسي سوري أن الأسد أكد للمبعوث الفرنسي "سعي سورية الدائم إلى تحقيق السلام العادل والشامل المبني على أسس قرارات الشرعية الدولية، كما أكد أهمية التنسيق مع تركيا في هذا الشأن من أجل البناء على ما تم التوصل إليه في المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركي".

وبحسب البيان، أعرب الرئيس السوري عن تقديره لـ"الجهود التي تقوم بها فرنسا والرئيس ساركوزي بهذا الخصوص، وعن أمله برؤية تطورات حقيقية في عملية السلام رغم أن السياسات الإسرائيلية لا توحي بذلك".

ومن المتوقع أن يزور المبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل العاصمة السورية خلال الأسبوع الجاري، إذ سيطلع المسؤولين هناك على تطورات المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما سيرصد إمكانات استئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية.

وذكرت مصادر فرنسية رسمية لصحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام، أن زيارة كوسران تهدف إلى مناقشة إمكان مساهمة فرنسا في تحريك المسار السوري، وأشارت إلى أن كوسران أجرى مشاورات في إسرائيل، كاشفة أن "دمشق لم تصر على أن يزورها قبل غيرها".

إلى ذلك، من المتوقع أن يهيمن موضوع الاستيطان على الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة التي ستجري اليوم بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في شرم الشيخ، بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

وردت السلطة الوطنية الفلسطينية أمس على رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية تمديد قرار تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالقول: إن "السلام والاستيطان لا يلتقيان"، بينما ذكرت جماعة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أن نحو 2066 وحدة سكنية سيجري بناؤها في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة فور انقضاء قرار التجميد في 27 سبتمبر الجاري.

(دمشق - أ ف ب، أ ب، رويترز، كونا، د ب أ، يو بي آي)