لا يمكن التكهن بكيفية تعامل مجلس الوزراء بعد غد مع أول بنود الجدول المتعلق بـ"شهود الزور" الذي تسبب في تعطيل عمل الحكومة منذ الجلسة الاخيرة في 10 نوفمبر الماضي، لكن احتمال استمرار التعطيل لايزال وارداً، خصوصا في ظل الانقسام بين رافض للتصويت، كموقف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وفريق الأكثرية، وبين داع إليه، كما يصر فريق المعارضة، إذا ما تعذر التوافق، لكن الأكيد أن جلسة مجلس الوزراء إذا ما عقدت بعد غد، ستشكل مفصلاً مهماً في موضوع "شهود الزور"، وبالتالي في موقف فريق المعارضة والموالاة من الجلسات اللاحقة.
ودعا منسق الأمانة العامة لقوى "14آذار" فارس سعيد، أمس، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد إلى "إعادة حساباته والكف عن الاستعلاء على اللبنانيين والتوجّه إليهم بكلام عنفي"، معتبراً أنه "إذا كان هناك التزام باستقلال لبنان وبالنضال لا يمكن أن يكون لبنان إلا قائماً على مبدأ العدالة وهي لا تقوم على التوجه بالكلام الذي نسمعه".وعن إمكانية انعقاد مجلس الوزراء، رأى سعيد أن "هناك مشهدين في البلد اليوم: الأول يدعو إلى اللجوء إلى الدستور والقانون والثاني يهدد بقطع الأيدي ويقول روحوا بلطوا البحر وبالتالي لا يمكن التوصل إلى حل يجمع بين الطرفين".في السياق، رأى عضو المكتب السياسي لتيار "المستقبل" مصطفى علوش أمس، أن "مجلس الوزراء مبني على توازن دقيق ومعرض للتبدلات والضغوط السياسية وتغير التوازنات الإقليمية"، لافتاً إلى أن "الفريق القادر على تبديل هذه التوازنات، وفق المعطيات الإعلامية، وهم الوزراء الذين يمثلون رئيس الجمهورية واللقاء الديمقراطي"، غير راغب في التصويت كي لا يضطروا إلى أخذ مواقف معينة وللمحافظة على التوازن الوطني وبالتالي لن يصل التصويت إلى نتيجة".وقال: "حزب الله يبتز المواطنين ويخيرهم بين أن ينفذوا ما يريد أو يعطّل أمورهم اليومية"، موضحاً أن هناك "موضوعاً خلافياً هو ملف شهود الزور وحلّه يكون إما بالتصويت أو التشاور وطالما لا يوجد إمكانية للتصويت يجب الذهاب إلى التشاور لا ابتزاز المواطنين في أمورهم اليومية".وتابع: "إذا أحلنا الملف على القضاء العدلي عندها سنعطي الفريق الآخر حجة للمطالبة بوقف مسار المحكمة القضائي حتى يتم البت بهذه المسألة، وهذا أمر سيكون موضع ابتزاز إضافي على الرغم من واقع وجود المحكمة الدولية خارج إطار التأثر بما يقوله أو يطالب به أي طرف لبناني".ذكرى التويني في سياق منفصل، أقامت عائلة التويني وأسرة صحيفة "النهار" أمس، جنازا في الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد النائب جبران تويني، في كاتدرائية مار جرجس في ساحة النجمة.وترأس الصلاة متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، في حضور الرئيس فؤاد السنيورة ممثلا الرئيس الحريري.وألقت ميشال جبران تويني كلمة جاء فيها: "تمر بنا كل سنة مرة وكل مرة سنة، يتوقف الوقت فيصبح غيابك حضورا، وحضورك اليوم أقوى من اي وقت مضى، فلقد زرعت في الصدور فكرا نيرا، كلمة حرة وقلما جريئا، وأي سلاح يقيد فكرا، يقتل كلمة أو يحطم قلما؟ أود ان اطمئنك يا جبران علينا: ناديا وغبريلا دخلتا المدرسة وتسألان عنك دوما، ويسرني ان اخبرك بأنه ولد لك حفيد يدعى جبران، والكل يفتقدك، لكن اخاف ان تسألني يا جبران: شو عملتولي بالبلد؟ ماذا حل بثورة الأرز؟ احتار وأخجل من الجواب، وأحاول الاختباء حانية رأسي من العيب أمامك وأمام كل الشهداء الذين مضوا ليبنوا وطنا بينما الاحياء في هذا الوطن ماضون في خرابه وتدميره".وأضافت: "أخاف ان تسألني عن رفاق الدرب الذين ذقت معهم الأمرين، فمنهم من خاف وينصحنا بالنسيان لكن نسيانك مستحيل يا جبران، ومنهم من اوقف مسيرته بحجة الامن والاستقرار والسلم الاهلي، كأن معاقبة مجرمين اصبح خطيئة، لا تسألني عن العدالة فإن الله الذي أنت اليوم في جواره سيقاضي الكل وهو أعدل العادلين".
دوليات
سعيد: على رعد الكف عن التوجه بالكلام العنفي إلى اللبنانيين
13-12-2010