أحمل وداً لا ينقطع لجميع لاعبي منتخب الكويت الذهبي الذي حمل كأس آسيا، وتأهل إلى أولمبياد موسكو ونهائيات كأس العالم في إسبانيا 1982، وظلت أرقام «فانيلات» أولئك اللاعبين عالقة في ذهني على طريقتي الخاصة حتى اليوم، فمثلاً لو وصل حساب الجمعية إلى تسعة دنانير أقول لنفسي «حسابي جاسم يعقوب» لأن رقم «فانيلته» هو «9»، وإن زاد الحساب ديناراً واحداً يكون حسابي هو «عبدالعزيز العنبري».
وحده اللاعب فتحي كميل صاحب الرقم «7» له خصوصية عندي؛ ليس فقط لأنه أسمر ولديه «كشة» مثل «كشتي» قبل أن يضربها تسونامي الصلع، ولكن لأن رقم «فانيلته» يتكرر في حياتي وحياة البشر بشكل أكثر من غيره، فأنا كنت أصوت في دائرة فتحي كميل أو الدائرة السابعة «كيفان» على أيام الدوائر الخمس والعشرين «الله لا يعيدها»، ويتكرر رقم «7» في رقم هاتفي المحمول مرتين، وعدد أيام الأسبوع «فتحي كميل»، وعدد السموات وطبقات الأرض وقارات العالم كل منها «7»، وشهر يوليو في الكويت لا أحتاج أن أصف لكم روعته المناخية وتأثيره الإيجابي في مزاج سكان الكويت، وعدد أعضاء رابطة الأدباء «فتحي كميل»، وعمر ولدي ناصر هو «7» سنوات، وتخيلوا سأظل سنة كاملة أقول للناس عمر ولدي هو «فتحي كميل».الأمثلة على تكرار رقم «7» كثيرة، وآخرها خبر تكليف سمو الشيخ ناصر المحمد تشكيل الحكومة السابعة منذ 2006، وهو ما يعني دخولها في قاموسي الخاص باسم حكومة «فتحي كميل»، فهل سيكون عمرها طويلاً نسبة إلى طول قامة كميل؟ وهل ستحقق أهدافها كما سجل كميل أجمل الأهداف؟ وهل ستخترق دفاعات النواب والكتل البرلمانية كما مر كميل برشاقة من بين أقوى خطوط الفرق التي لعب معها؟ المقارنة صعبة والشيء المؤكد هو أني سأتذكر الإحباط كلما تذكرت الرقم «7»، وسأتذكر معه رقم «فانيلة» الفارس الأسمر فتحي كميل الذي سأكرهه مؤقتاً حتى تتبدل الأحوال إلى الأحسن، وكل أمنياتي في الوقت الحالي ألا أكره الكابتن فيصل الدخيل، وكلكم تعرفون كم رقم «فانيلته».حكاية الأرقام على الرغم مما فيها من هزل فإنها لن تكون كافية لكي ننسى حصيلة الأيام الماضية التي شهدت انهيار الحكومة السريع، وهي في عزّ قوتها التصويتية، فقد رأينا مدى اهتراء العلاجات الوقتية وعجزها عن إخفاء العلة، وهي التأثيرات السلبية لخلافات الأسرة على أداء الحكومة، وعلاقتها مع البرلمان، وشهدنا انقلاب دمى الإعلام المصطنع على الوزير «السوبر» الذي أسبغوا عليه من قبل كل ألقاب البطولة والشهامة في ترجمة واضحة لحالة الاهتزاز في تحالفات أعمدة الحكومة، وابتذال الأدوات التي يتم استخدامها في هذا الصراع.لقد تلمسنا كيف تتحول الطائفية إلى تجارة رابحة لها تجارها ووكلاؤها وبضائعها المتنوعة، يحرقون البلد متى وأنى شاؤوا والحكومة تتفرج؟علة البلد يتحاشاها بعض «وجهائه» الذين قرروا في «المرحلة الحالية» التخلي عن دورهم التاريخي كواجهات اجتماعية، ونأوا بأنفسهم عن بحور السياسة ليساهموا بفاعلية في استمرار الأوضاع الحالية بوعي وإدراك، وأخيراً شهدنا كيف أن الشباب، ولا أعني تنظيمات بعينها، استشعروا الخطر الذي يتهدد مستقبلهم، ووضعوا إرادتهم في ميزان صراع الإرادات، وأعلنوها بصراحة: نريد التغيير نريد مستقبلنا.الفقرة الأخيرة: سألني صديق: ألم تشاهد مقابلة الكاتب سعود السمكة في قناة «الصباح»؟ أجبته: لا، ولكن من المؤكد أني سأراه اليوم في «سكوب» وغدا في «العدالة».
مقالات
الاغلبية الصامتة: فتحي كميل... «7»
07-04-2011