وليد طفل في السابعة من عمره ممسك بجريدة، وعلى وجهه علامات التعجب، التفت إلى أمه متسائلاً: «ماما... ليش صور الناس بالجريدة دايما معصبين؟»

Ad

الأم: «حبيبي يمكن متضايقين».

وليد يتمعن بالجريدة متتبعاً جملة ومن ثم يشهق بأمه: «ماما هذا الريال قال كلام عيب!»، تأخذ الأم الجريدة، وإذا بها تقرأ كلمة غير لائقة بتاتاً، وهي من الممنوعات في منزلهم،

تلعثمت الأم ولم تجد تفسيراً سوى أن هذا الشخص فقد أعصابه.

أجابها وليد بكل براءة: «ماما يعني لما أفقد أعصابي عادي أقول هالكلمة؟»

أجابته أمه بسرعة جنونية: «لا عيب أنت متربي حبيبي ما تقول هالكلام!»

وليد: «ماما يعني هذا الريال الكبير مو متربي؟»

الأم تحاول تغيير الموضوع...

وليد بفضوله الطفولي يسألها: «إنزين ماما هذا شنو يشتغل؟!»

حاولت الأم تغيير الموضوع مرة أخرى... ولكنه كرر سؤاله.

تنهدت الأم بحسرة وأجابت بأنه عضو مجلس أمة.

بدا وليد في حيرة من أمره وسأل أمه بكل عفوية: «ماما شنو يعني عضو مجلس أمة؟!

الأم تحاول تبسيط الموضوع: «وليد عضو مجلس الأمة شخص الناس اختاروه عشان يوصل مشاكلهم للحكومة ويحاول يلقى حلول حق مشاكلهم».

ابتسم وليد بفرح: «ماما يعني الناس بطنها يعورها؟»

الأم: «ليش حبيبي؟»

وليد تعلوه ابتسامه تدل على انتصاره بالوصول إلى نتيجة نهائية...

وليد: «ماما الناس فيها غازات ببطنها وهذا الريال يقول إنهم (...) في بيوتهم! يعني أهوا بيدور حل حق مشكلة الغازات عرفت شنو عضو مجلس الأمة يسوي الحين».

أخذ وليد كرة القدم وراح يلعب بسعادة لوصوله إلى نتيجة أخيراً.

الأم تتصل بزوجها... «عصام لازم نوقف اشتراكنا بالجرايد راح أتخرب تربية اعيالي».

قفلة:

كان لي شرف حضور المسرحية الاستعراضية «عمر الخيام» عن قصة أمين معلوف وتمثيل نخبة من الشباب والشابات الواعدات، وإخراج إبراهيم مزنر، ولكني كنت طوال العرض أخاف ألا أشاهد شيئاً من هذا الفن الراقي مرة أخرى لخوفي من المتشددين وطيور الظلام ومانعي الفرحة والفن، وأتمنى أن يخيب ظني حتى أُثري حواسي ببهجة الاستمتاع بإبداع الآخرين، والتحية موصولة إلى «لوياك» لاحتضانها هذا العمل الرائع.