في مشهد يشبه مشهد بداية العام الدراسي، استقبلت جامعة الكويت بكلياتها المختلفة الطالبات والطلاب المتخلفين عن عمليات التسجيل في صالات التسجيل المنتشرة في الكليات، وذلك للتسجيل في عملية "الباي فورس" أو ما يسمى "التسجيل بالقوة".

Ad

قبل بداية العام الدراسي 2010-2011 الأحد المقبل، استقبلت جامعة الكويت أمس الطلبة من مختلف كليات الجامعة لاستكمال جداولهم الدراسية الناقصة، ممن لم يسجلوا أكثر من 9 وحدات دراسية.

وتقوم آلية تسجيل "الباي فورس" (التسجيل القسري) على استقبال كل كلية طلبتها من خلال صالات التسجيل المنتشرة في مواقع الجامعة المختلفة وكلياتها لتسجيل الطلبة موادهم بوجود العمداء المساعدين للكليات، بالإضافة إلى موظفات مكاتب التوجيه والإرشاد لكل كلية على حدة.

واختلفت عمليات التنظيم من كلية إلى أخرى، وذلك لتباين عدد الطلبة في كلٍّ، خاصة أن الضغط الشديد دائماً ما يكون على كليات العلوم والآداب والعلوم الاجتماعية، هذا فضلاً عن أن كلية الحقوق وكليات مركز العلوم الطبية لا يشملها نظام التسجيل القسري "الباي فورس" لاعتمادها على نظام السنوات الدراسية لا على النظام الفصلي.

كيفان

شهدت كلية الآداب عملية تسجيل غير مريحة بالنسبة إلى الطلبة الذين توافدوا منذ الصباح الباكر لحجز الأرقام التي تسمح لهم بالدخول إلى صالة التسجيل، وعند دخولهم إليها فوجئوا بأن عددا قليلا من الشُّعَب الدراسية مفتوح للطلبة، مما حدا بهم إلى الخروج من الكلية، وهم حائرون إزاء جدولهم الدراسي، إما أن يكتمل أو يستمرون على عدد شعب دراسية قليلة.

وقد لاحظت "الجريدة" فإن أغلب الطلبة الذين وُجِدوا عند صالة التسجيل في كلية الآداب انفضوا منها عند تمام الساعة العاشرة والنصف بعد فقدان الأمل في الحصول على المواد المطلوبة.

وقد وضعت رابطة طلبة كلية الآداب في موقف حرِج مع الطلبة بسبب عدم سماح عمادة الكلية للرابطة بتنظيم وتسهيل عملية التسجيل للطلبة، كما هو معمول به في باقي كليات الجامعة، بسبب أن الرابطة هي الممثل الشرعي والرسمي لطلبة أي كلية.

وبدوره، قال العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية الآداب د. عبدالله الهاجري إن العملية سارت على أفضل ما يكون خاصة أن الصالة لم تشهد ضغطا كبيرا من الطلبة في اليوم الأول المخصص للطلبة الذين لم يجتازوا أكثر من 30 وحدة دراسية، وهم في الأغلب الطلبة الذين انتقلوا إلى السنة الدراسية الثانية مع بداية هذا العام.

وأجاب الهاجري لـ"الجريدة" بأن السبب وراء إبعاد الرابطة الحالية عن تنظيم العملية كما كان معمولاً به في السنوات الماضية، إنما هو التجربة الماضية والمشاكل التي كانت تحصل في عملية التسجيل في السنوات السابقة، مما جعلنا نترك عملية التنظيم لمكتب التوجيه والإرشاد وأفراد الأمن والسلامة، شاكرا في الوقت نفسه الرابطة الحالية التي وفرت مجموعة من الكراسي وزجاجات المياه للطلبة الموجودين خارج الصالة انتظاراً لدورهم.

وأما كلية التربية، فقد شهدت إقبالاً كثيفاً من قِبَل الطالبات، خاصة أن الكلية تعتبر من كليات الكثافة العالية من جانب الطالبات اللائي تجاوز عددهن ثلاثة أضعاف الطلبة المقيدين في الكلية، وهو ما جعل عملية تسجيل الطلاب تسير بشكل منظم وبكل أريحية، وهو ما أكده العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية التربية د. أحمد هلال بأن عملية تسجيل الطلاب سارت بشكل ممتاز، وهو ما حصل كذلك للطالبات رغم العدد الكبير الراغب في التسجيل.

وأضاف هلال لـ"الجريدة" أن يد التعاون الممدودة من قِبَل عمادة التسجيل والقبول برئاسة د. مثنى الرفاعي جعلت العملية تسير بالشكل الذي ظهرت عليه أمس، متوقعاً أن تسير العملية بنفس الشكل في مقبل الأيام.

الشويخ

وفي الشويخ، كانت نسبة الحضور قليلة ومتواضعة، فقد تزامن موعد التسجيل من خلال صالات الكلية مع فتح عمادة القبول والتسجيل للموقع الإلكتروني والسماح لشريحة الطلبة المجتازين لـ"24" وحدة دراسية أو أقل بالتسجيل، مما ساهم في تقليل أعداد الطلبة المتعثرين في التسجيل وقلل حاجتهم في الذهاب إلى الكلية والتسجيل بمساعدة موظفات التوجيه والإرشاد.

وكالعادة، توجه طلبة كلية العلوم الإدارية إلى مختبر "الوطنية" للحاسب الآلي لإتمام عملية "الباي فورس"، وكان في موقع التسجيل سبع موظفات، بالإضافة إلى رئيسة مكتب التوجيه والإرشاد في الكلية، ولوحظ وجود العميد المساعد للشؤون الطلابية لكلية العلوم الإدارية د. يوسف جواد وذلك للإشراف المباشر على عملية تسجيل الطلبة وتنظيم توزيعهم على الموظفات القائمات على التسجيل، وكذلك لم يخلُ مكان التسجيل من رؤساء الأقسام العلمية الموجودين منذ الصباح الباكر على حسب ما ذكرته إحدى الموظفات.

من جهتها، قالت رئيسة مكتب التوجيه والإرشاد في كلية العلوم الإدارية هدى علي لـ"الجريدة" "إن العملية سارت بكل أريحية وبشكل منظم إلى درجة أنه تمت تغطية العدد الكامل من الطلبة المنتظرين قبل انتهاء مدة التسجيل بساعتين"، وأشارت أيضاً فيما يتعلق بالأعداد الوافدة إلى أن "فارق العدد كان كبيراً بين الطلاب والطالبات، وهو شيء طبيعي ومتعارف عليه في جامعة الكويت، فالطالبات وصل عددهن إلى "136"، أما الطلاب فلم يتجاوز عددهم الـ "60"، كما كان هناك تعاون كبير من قِبَل الطلبة عبر الالتزام بأرقامهم والانتظار حتى يحين دورهم، مما ساعد على أن يسود النظام والهدوء.

وأضافت هدى علي: "فتحنا كثيرا من الشُّعَب المغلقة، مما ساعدنا في تلبية حاجات جميع الطلبة، علما بأننا لم نتهاون مع الطلبة المخالفين للشرط المذكور مسبقاً بعدم السماح للطلبة المسجلين لـ"12" وحدة دراسية بالتسجيل في وحدات أكثر، وإتاحة الفرصة للمسجلين بأقل من ذلك".

ومن جهة أخرى، صرح رئيس رابطة كلية العلوم الإدارية ناصر الرومي لـ"الجريدة" بأن كلية العلوم الإدارية كعادتها السنوية لم تشكُ أبداً عملية "الباي فورس"، فالعملية كانت ممتازة وخلت من المشاكل والتعطيل، فالرابطة لم تقصر أبداً من الناحية التنظيمية بالتعاون مع رجال الأمن في إدخال الطلبة على حسب الأرقام الموزعة، فضلاً عن أن الرابطة وفرت بعض أعضائها داخل موقع التسجيل كدور استشاري للطلبة، ومساعدتهم في اختيار موادهم للتسهيل على موظفات التسجيل، بالإضافة إلى أن الرابطة ساهمت في فتح شُعَب إضافية لمواد تمهيدية، وهي مادة الرياضيات "110" ومادة تطبيقات الحاسب الآلي لازدياد الطلب عليها من قبل طلبة الفرقة الدراسية الأولى، وبالأخص مَن اجتازوا "24" وحدة دراسية أو أقل، كما تشكر الرابطة تعاون الطلبة في تنظيم دخولهم داخل الموقع وتعاون العمادة ومكتب التوجيه والإرشاد في تلبية حاجاتهم.

وبالانتقال إلى كلية العلوم الاجتماعية، لاحظت "الجريدة" استمرار توافد الطلبة على مواقع التسجيل، إذ خَصصت قاعتين دراسيتين متجاورتين لفصل الطلاب عن الطالبات، وتوفير ثلاث موظفات للطلاب، بالمقابل وفرت خمس موظفات للطالبات، ولم يصل الأمر إلى درجة الازدحام بسبب ما ذكر سابقاً من فتح عمادة القبول والتسجيل موقعها للتسجيل، فقد وصل عدد الوافدين للتسجيل من الطالبات إلى 160 طالبة، غير أن عدد الطلاب لم يتجاوز 50. وكما لاحظت "الجريدة" فقد كانت هناك طالبات في موقع تسجيل الطلاب نظرا لكثرة عدد الطالبات وازدحام موقعهن.

الخالدية

شهدت كلية العلوم حضوراً كثيفاً من قِبَل الطلاب والطالبات خلال عمليات تسجيل "الباي فورس" فقد تزاحم الطلبة عند أبواب مكتب التوجيه والإرشاد، ولكن الجمعية العلمية لكلية العلوم كان لها دور في عملية التنظيم من حيث دخولهم، واستمر ذلك إلى حين الانتهاء من عملية التسجيل، عبر طرق منظمة بكل يسر وسلاسة.

وأكدت رئيسة مكتب التوجيه والإرشاد في كلية العلوم بجامعة الكويت ريم الجارالله أن أمس "يعتبر هو أول أيام التسجيل للطلبة، وأن العمادة وزعت الطلبة على هيئة شرائح، بحيث يكون لكل شريحة يوم معين، تراجع فيه عمليات التسجيل، مشيرة إلى أن عملية التسجيل سارت بكل سلاسة وهدوء دون إعاقة التسجيل، رغم الكثافة الطلابية والإقبال الكبير على التسجيل في كلية العلوم.

وذكرت الجارالله لـ"الجريدة" "أن موظفي التسجيل يعملون بكل كفاءة وجهد لإتمام عمليات التسجيل، وأن الطلبة متعاونون مع مكتب التوجيه والإرشاد، وأنهم على اتصال دائم معهم، لافتة إلى أننا أيضاً مع اتصال دائم مع عمادة القبول والتسجيل لمعرفة هل هناك ضغط على الشُّعَب الدراسية وعمليات فتح الشعب الدراسية؟".

ومن جانبه، قال رئيس جمعية العلوم بكلية العلوم يوسف الكندري لـ"الجريدة" "إن هناك مشاكل حدثت خلال عمليات التسجيل بكلية العلوم، منها الشُّعَب المغلقة لتخصص الفيزياء وزيادة الأعداد في مقرري الرياضيات والإنكليزي مثمناً في الوقت نفسه دور مكتب التوجيه والإرشاد على الرغم من وجود مشاكل لم تحل حتى الآن".

أما في كلية الهندسة والبترول، فقد اختلف الأمر كلياً عن كلية العلوم، إذ كان الإقبال على عمليات التسجيل ضعيفا، وكانت صالة التسجيل فارغة من الطلبة، باستثناء أعداد قليلة وحضور بسيط جداً، ولكنها خلال الأيام المقبلة ستشهد حضورا كثيفا، لأن الكلية وزعت الطلبة على هيئة شرائح، لكل شريحة يوم معين للتسجيل.

ومن جانبه، قال رئيس مكتب التوجيه والإرشاد في كلية الهندسة في جامعة الكويت د. خالد الفاضل إن أمس كان "أول يوم لاستكمال جداول المسجلين في الكلية، وعادة فإننا في كلية الهندسة والبترول لا نعاني مشاكل بشأن أعداد الطلبة المسجلين في اليوم الأول، لانخفاض عدد الوحدات من صفر إلى 25 وحدة، والتي تخص مقررات التابعة لمركز اللغات، أما باقي مقررات كلية الهندسة والبترول فسيسجل فيها خلال الأيام المقبلة"، لافتاً إلى أن الكلية تتبع سياسة ونظاماً خاصين بها في عمليات استكمال الجداول الدراسية من خلال توزيع نماذج استكمال على الطلبة، وقمنا بالتهيئة لذلك بطريقة مختلفة، بحيث يكتب الطالب المقرر الذي يرغب في تسجيله، مع إضافة بدائل في حال تعثره في تسجيل المقرر المراد، كما يكتب الطالب رقم هاتفه، ومن ثم يرسل مكتب التوجيه والإرشاد هذه النماذج إلى الأقسام المعنية للموافقة عليها، على أن يراجع الطالب في يوم الخميس الكلية لتسلُّم جداوله الدراسية.

وذكر الفاضل لـ"الجريدة" "أن عملية التسجيل لا تصادفها أي مشاكل أو عوائق، وهناك توجه من أقسام عديدة في كلية الهندسة والبترول إلى طرح شُعَب دراسية إضافية موزعة على أوقات الدوامين الصباحي والمسائي، وطرحت أوقات لبعض المختبرات من الساعة 2 ظهراً حتى الخامسة مساء، ومختبرات أخرى من الساعة الخامسة حتى السابعة مساء، والاستفادة القصوى من إطالة الدوام الدراسي من الساعة الثامنة صباحاً حتى التاسعة مساء، مع طرح شعب دراسية في الفترة المسائية".

وأضاف "أن الإقبال الطلابي جيد، ونظام التسجيل لا يعاني أي نوع من المشاكل، ونتوقع أن يكون الضغط أكبر يومي الاثنين والثلاثاء، لأن الشريحة المقبلة للتسجيل ستكون أكبر من اليوم (أمس)".

ارتباك أفراد الأمن والسلامة!

أدى تغيير طاقم أفراد الأمن والسلامة في مختلف مواقع الجامعة إلى عدد من حالات الارتباك في مواقع عديدة، كان أبرز مظاهرها عدم تسهيل مهام رجال الصحافة، ممن يحملون تصريحا صحافيا من قبل إدارة العلاقات العامة في مختلف كليات الجامعة.

ومن أحد المواقف الطريفة التي حصلت من أفراد الأمن والسلامة محاولة أحدهم منع العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية الآداب د. عبدالله الهاجري من دخول صالة التسجيل، لعدم معرفتهم بشخصية العميد، بوصفه جديداً في عمله، مما حدا بالهاجري إلى الاستنجاد بطلبة الكلية بشكل طريف ممازحاً إياهم بشأن هذا الموقف للتعريف بشخصيته.