لنعرف مدى ارتباط حزب الله بإيران ولمعرفة لماذا تعامل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال زيارته الأخيرة للبنان، مع السيد حسن نصرالله وكأنه هو رئيس الدولة اللبنانية بل وكأنه "الولي الفقيه" لا  للطائفة الشيعية الكريمة فقط، بل لكل الطوائف الأخرى بقياداتها الدينية ومن بين هؤلاء البطريرك الماروني نفسه، علينا أن نعود إلى مقابلة قديمة أجرتها صحيفة "الشرق الأوسط اللندنية" مع سفير إيران الأسبق في دمشق محمد حسن أختري في مايو عام 2008.

Ad

 وكمقدمة لهذه المقابلة التي امتدت على مدى سلسلة حلقات متلاحقة جاء ما يلي:

"أبوان صنعا حزب الله اللبناني، هما: أب روحي هو علي محتشمي السفير الإيراني لدى سورية الذي خرجت هذه الفكرة على يده إلى النور مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وأبٌ ميداني هو محمد حسن أختري سفير إيران الأسبق أيضاً في دمشق الذي ترك منصبه بعد 14 عاماً في العاصمة السورية، والذي أخذ الفكرة الوليدة لهذا الحزب وحولها على مدار سنوات خدمته إلى حقيقة واقعة غيرت الكثير من موازين القوى في المنطقة".

 وجاء في مقدمة "الشرق الأوسط" أيضاً: "لم يكن أختري مجرد سفير عادي، فهو إلى جانب أنه الأب الميداني لحزب الله، مهندسُ العلاقات الخاصة بين سورية وإيران، ومنسق العلاقات بين طهران من ناحية والفصائل الفلسطينية في دمشق من ناحية أخرى، ومؤسس جمعية الصداقة الفلسطينية–الإيرانية التي انضم مندوبون من كل الفصائل الفلسطينية في دمشق إليها بهدف التقريب بين الشعبين الفلسطيني والإيراني".

 وخلال سنوات عمل أختري في سورية باتت السفارة الإيرانية في دمشق أهم سفارة إيرانية في الخارج على الإطلاق، وتحولت إلى ما يشبه مركزاً إقليمياً لنشاطات إيران الدبلوماسية التي امتدت من العاصمة السورية إلى بيروت وصولاً إلى الأراضي الفلسطينية حيث أشرفت على ملف حزب الله والفصائل الفلسطينية.

 وهنا فإنه لابد من الإشارة إلى أن علي أكبر ولايتي الذي هو الأب الروحي لحزب الله كان قد قال في لقاء مع صحيفة "شرق" الإيرانية "إن حزب الله شارك جنباً إلى جنب مع الحرس الثوري في الحرب     العراقية–الإيرانية... إن جزءاً من خبرة حزب الله يعود إلى التجارب المكتسبة في القتال وجزءاً آخر من التدريب... إن حزب الله اكتسب خبرة قتالية عالية خلال الحرب الإيرانية–العراقية بحيث كان رجاله يقاتلون ضمن صفوف قواتنا"، وهذا يعني أن أختري كان صادقاً عندما قال: "إن حزب الله وحماس والجهاد أبناء شرعيون للثورة الإيرانية".