أكد الباحث الفلكي صالح العجيري وجود عوائل من يهود الكويت وجدوا في الفترة بين الثلاثينيات والأربعينيات من القرن المنصرم، وكان لهم كنيس للتعبُّد في منطقة شرق، كما كانوا يعملون في تجارة الأقمشة والذهب، ومهن أخرى.
نزحت عوائل من اليهود إلى الكويت منذ أوائل القرن الثامن عشر وتكاثروا في القرن التاسع عشر، وفي أوائل القرن العشرين رحل جميعهم، وبقي البعض منهم، إلا انهم لم يطيلوا البقاء وذلك لشعورهم بالعزلة وعدم تقبل الكثير من الكويتيين لهم... "الجريدة" التقت الفلكي صالح العجيري للحديث عن العوائل اليهودية في الكويت وعن تاريخهم. أوضح صالح العجيري أن هنالك اختلافا في الرأي بشأن جنسية هؤلاء، فالبعض يرى أنهم ليسوا كويتيين، لكن العجيري أكد أنهم كويتيون، ودليله على ذلك أن كثيرا ممن عملوا في الكويت كانوا يجيئون للعمل في الغوص وبيع بضاعتهم في ساحة الصفاة وغيرها العديد من الأعمال والمهن، وكانوا بعد ان ينتهوا من عملهم يعودون إلى موطنهم، وهؤلاء ليسوا كويتيين، أما اليهود فقد كانت لهم بيوت ودكاكين فقد عاشوا في البلاد مدة طويلة وتملكوا اراضي فيها.ويروي العجيري عن حادثة تؤكد أن يهود الكويت أصلهم من الكويت، ففي الثلاثينيات او الأربعينيات كان هناك تاجر يهودي اسمه صالح محلب، حدث اختلاف بينه وبين عائلة من العوائل الكويتية حول قطعة من الأرض في ساحة العلم، وكان اصل الخلاف حول عدم صحة أوراق التاجر اليهودي صالح محلب، وليس كونه يهودياً، وهذا ما يثبت حق اليهود في التملك في ذلك الحين، فالحكومة كانت تعاملهم معاملة المواطنين الكويتيين لهم حقوق وواجبات اسوةً بالشعب.تصنيع الخمورومن العوائل اليهودية في الكويت يشير العجيري إلى عائلة "عزرا" و"صموئيل" و"حصغير" و"الخواجة" و"محلب الروبين"، ومنها صالح محلب، وهو من كبار التجار في ذلك الحين، وعائلة "انور كوهيل"، ومن عائلة عزرا ذكر العجيري الأخوين صالح عزرا وداوود عزرا الملقبين بصالح الكويتي وداوود الكويتي، وكانوا يشتهرون حينها بالغناء، اضافة إلى "قورجي روفائيل يعقوب"، وهو آخر من مكث في الكويت ولفترة طويلة إلى عام 1947 بعد هجرة اليهود منها، وكان زميلاً للعم صالح العجيري في سوق التجار عندما كان يعمل محاسباً فيه، ويذكر أن "قورجي روفائيل يعقوب" قد تبرع لفلسطين في عام 1947، لكن الحكومة الفلسطينية للأسف لم تقبل تبرعه لأن ديانته يهودية وقامت بإعادة قيمة التبرع.ومن المهن التي عمل بها اليهود يشير العجيري إلى انهم كانوا يعملون في صياغة وبيع الذهب وتجارة الثلج وتصدير مصارين الحيوانات للخارج، ومن الأعمال التي كان يشتهر بها اليهود كذلك بيع الأقمشة، فقد كان لديهم سوق خاص بهم ويسمى بـ"سوق اليهود"، وهو خاص ببيع جميع انواع الأقمشة التي بدورها كانت تستورد من الخارج، وكان غالبية مرتادي هذا السوق من النساء، وذلك لشراء حاجياتهن منه، ويقع السوق في منطقة المباركية، هذا وقد عمل اليهود في صناعة الخمور، ومن اطرف المواقف التي يتذكرها العم صالح قصة "الحمار وبيت اليهود"، ففي احد الأيام كان يهم أحد "الحماره"، وتطلق هذه الكلمة على الرجل الذي يقوم بنقل المياه والمؤن قديماً بتفريغ المؤونة من على ظهر حماره، وعلى ما يبدو أن حماره كان عطشاً وشرب من "طشت" كان يحوي خمراً فثمل الحمار وخرج صاحبه مهرولاً بين "الفرجان" بسبب ما ألم بحماره.اليهود أهل ديرةكان لليهود "كنيس" في الكويت يقع في منطقة شرق، كما كان لهم معتقدات دينية خاصة بهم، فمن الأشياء التي كان يحرمها اليهود هي إشعال النار في منازلهم يوم السبت، وإذا ما تزامن عيد المسلمين مع عيد اليهود يدفع اليهودي ليرة ذهب جزية، وفي حال وفاة احد اقربائهم تشعل "السري" في وضح النهار، وعن هذه الطقوس الغريبة تحدث العجيري عن حادثة ما زال يتذكرها جيداً، ففي سنة من السنوات غرقت عائلة يهودية، وهي في طريقها إلى البصرة، فقام اقرباؤهم بإشعال "السري" أمام منازلهم نهاراً. وعن علاقة أهل الكويت باليهود قديماً أكد العجيري أنها كانت علاقة طبيعية تتسم بالمودة والرحمة في ما بينهما، إذ إن اهل الكويت كانوا يعتبرونهم "اهل ديرة" على الرغم من اختلاف ديانتهم، الا انهم وفي بداية الحرب على فلسطين اصبح اليهود مضطهدين لذا فضلوا الرحيل من الكويت.
توابل
يهود الكويت... أين انتهى بهم المطاف؟
12-08-2010