استحقاقات الحكومة المؤجلة

نشر في 02-03-2011
آخر تحديث 02-03-2011 | 00:00
 أحمد عيسى مشكلة الحكومات المتعاقبة في الكويت أنها دائما تراهن على عنصر الزمن، وترمي بثقلها خلفه انطلاقاً من حتمية أن هناك شيئا ما سيحدث بالمستقبل ينسي الناس ما يتوجب عليها فعله، ويغسل رواسب الماضي لتعود وتفتح بعده صفحة جديدة، ورأينا في أكثر من مرة الحكومة تدفع بحل البرلمان لتجنب مواجهة ما يجب عليها القيام به.

مضى شهر فبراير الذي اتخذته الحكومة إجازة رسمية، وأيدها المجلس بأغلبية نوابه، إعمالا بمبدأ حاجتها إلى فترة تنجز فيها ملفاتها المهمة وتجري تعديلاتها اللازمة، وعليه حل موعد الاستحقاق المقرر يوم الثلاثاء المقبل، فلا تعديلاً رأينا ولا إنجازاً شهدنا عدا الاحتفال بالأعياد الوطنية.

مشكلة الحكومات المتعاقبة في الكويت أنها دائما تراهن على عنصر الزمن، وترمي بثقلها خلفه انطلاقاً من حتمية أن هناك شيئا ما سيحدث بالمستقبل ينسي الناس ما يتوجب عليها فعله، ويغسل رواسب الماضي لتعود وتفتح بعده صفحة جديدة، ورأينا في أكثر من مرة الحكومة تدفع بحل البرلمان لتجنب مواجهة ما يجب عليها القيام به، سواء بتعديل الدوائر الانتحابية أو بزيادة الرواتب وأخيراً لما أسمته التعسف والإفراط باستخدام الأدوات الرقابية.

الإرجاء تحول من أداة تلجأ إليها للمواجهة إلى نهج كامل، وعليه أصبحت السمة الغالبة للعمل الوزاري ومن خلفه السياسي الانتظار والتأجيل لحين حلول موعد الاستحقاق، ومن ثم اتخاذ ما يلزم من قرارات أو الالتفاف حولها، بعد أن كانت تحبذ التردد والتخبط واتخاذ قرارات متضاربة في أحيان عدة.

على الحكومة اليوم مواجهة تداعيات أخطائها والابتعاد عن الشعارات الرنانة بفتح ملفات الفساد الإداري والمالي والسياسي والعمل على تطبيق القانون قبل أن تقنعنا بأنها حكومة تطبيق القانون على الجميع.

عبرنا شهر فبراير وتجاوزنا نقاش مدى دستورية القرار النيابي وحاجة الحكومة إلى الراحة والتقاط أنفاسها والتركيز بما تريد التركيز فيه، والآن ننتظر ما ستؤول إليه الأمور الثلاثاء المقبل، وحتى لا نفرط بالتفاؤل علمتنا التجارب السابقة ألا شيء سيحدث، وستستمر الحال بحسب ما كان، لكن من المؤكد أن يكون هناك ثمن سيدفع لاحقا، بعد أن طلبت الحكومة شهر فبراير إجازة وعطلت معها المجلس رسمياً.

على الهامش:

خصصت الحكومة مبلغ 50 مليون دينار كويتي للاحتفال بالأعياد الوطنية، ورأينا خلال شهر فبراير الماضي شوارعنا مضاءة على نفقة شركات... والإعلانات والدعايات والأغاني الوطنية أنتجتها جهات خاصة وحكومية، أما المناسبات التي أتت ضمن الاحتفالية فمعظمها كان ذا طابع رسمي، والعرض العسكري أدته القوات المسلحة التابعة للدولة، وافتتاح المكتبة الوطنية وكشك الشيخ مبارك تابعان للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وما قامت به المؤسسات الرسمية من إضاءة لمبانيها وملصقات تمت ترسيته عبر مناقصات خصص مقابلها من ميزانياتها، واستضافة الوفود التي زارت البلاد تحملها الديوان الأميري، واحتفالات سفارتنا بالخارج من ميزانية وزارة الخارجية السنوية، فأين أنُفقت الـ50 مليون دينار كويتي المخصصة للاحتفال؟

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top