شهر مايو القادم سيشهد النطق بالحكم في القضية المرفوعة من شركة «داو كيميكال» ضد الكويت بشأن إلغائها لمشروع «ك- داو»، ومن المتوقع أن ترفع شركة «داو» قيمة التعويض إلى أكثر من 4 مليارات دولار مع أن الشرط الجزائي على الطرف الذي يفض الشراكة يبلغ نحو مليارين ونصف المليار دولار كحد أقصى، وإذا ما كسبت شركة «الداو» القضية- وهو المرجح- فذلك يعني أننا «سنتدبس» بفضل «فهامية» بعض النواب بما لا يقل عن 700 مليون دينار كويتي، ويعني أيضا أن من أراد الحفاظ على المال العام قد تسبب في ضياعه، وسايرته الحكومة الضعيفة بخضوعها لإرادته وعدم الاستماع لآراء المختصين الذين أيدوا مشروع الشراكة في وقتها.
كان سعر سهم «الداو كيميكال» في حدود خمسة دولارات وقت صراخ البعض من أجل فض الشراكة، أما اليوم فيقترب سعره من الأربعين دولاراً أي أنه تضاعف ثماني مرات خلال عام واحد تقريباً، احسبوا الخسارة ثم ضعوا فوقها 700 مليون دينار ستدفع كتعويض للشركة لتدركوا كم تكلفنا تدخلات بعض النواب في مسائل يجب أن يترك أمر البت فيها لأهل الاختصاص من أجل المصلحة العامة، لا جعلها ساحة لتصفية الحسابات السياسية مع هذا الطرف أو ذاك!وما حدث في موضوع «الداو كيميكال» يثبت لنا بما لا يدع مجالا للشك أنه ليس بالضرورة أن تكون الحكومة- مهما بلغ سوء أدائها- على خطأ، وأن المعارضين لها على صواب دائماً، فالعكس صحيح في معظم الأحيان! اليوم يكثر الحديث عن «زين» وتجاوزاتها، ولأنني لا أعرف في الاقتصاد كثيرا فسوف ألتزم الصمت وأترك الحديث في هذا الأمر لمن يفهم فيه أكثر، وليت بعض نوابنا «الحِشريين» يقتدون بي... ويكرموننا بسكوتهم أيضاً!***استنكر النائب خالد الطاحوس تأخير طرد الملحق العمالي في السفارة الإيرانية، وقال إن هذه الممارسات تؤكد أن النهج الاستخباراتي الذي يحدث في الكويت هو عمل منظم من خلال 150 ألف عامل إيراني في البلاد!يا لطيف... أفهم أن يتم تجنيد عشرة عمال أو عشرين أو ثلاثين أما تجنيد مئة وخمسين ألفاً فهذه قوية يا مولانا! من الواضح أن بعض الإخوة أصابتهم «فوبيا» من كل شيء إيراني، فصاروا يخلطون الحابل بالنابل ويعممون أحكامهم على الناس، وإلا كيف نفسر الاتهامات الخطيرة «بالجملة» لعمال بسطاء جاؤوا يطلبون الرزق دون إثبات أو دليل؟! نعم... نتفهم حكم القضاء ونحترمه لأنه مبني على دلائل وإثباتات في حق سبعة أشخاص أدينوا بتهمة التجسس، وإن كان هناك ما يثبت تورط الملحق العمالي في السفارة الإيرانية فلتتم المطالبة بطرده، لكن، أن نتمادى في الأمر لنأخذ مئة وخمسين ألف شخص بجريرة سبعة أشخاص من نفس جنسيتهم، فهذا حرام ولا يقبله عاقل أبداً، والآية القرآنية تقول بوضوح «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»... فيا خالد الطاحوس «هدي اللعب شوي» جزاك الله خيرا!***«السور الخامس»... «كافي»... «نريد»... ثلاثة تجمعات شبابية أنشئت من أجل هدف واحد هو تغيير رئيس مجلس الوزراء، وحسب علمي، فإن أياً من هذه التجمعات الثلاثة لا ينتمي إلى كتلة سياسية معينة وغير واضح توجهات أعضائها، ولا أعلم ما السبب في عدم اتحادها في تجمع واحد مادامت الغاية واحدة؟ وهل هناك اختلافات في التوجهات والرؤى، أم أن السياسة صارت هواية شبابية في الكويت وصار كل عشرة منهم يشكلون فريقاً يدخلون به تصفيات الشهرة وحب الظهور من أجل التأهل إلى نهائيات مجلس الأمة القادمة؟! لا اعتراض لي على تعدد التجمعات، لكن، لتكن من أجل أهداف متنوعة لا من أجل هدف واحد، ما رأيكم بتجمع يرفع شعار»لنطبق القانون» أو «لا للواسطة» أو «كافي طائفية» أو «كلنا كويتيون» أو «كبروا شوي»... أليست أهدافا جميلة تستحق أن نبذل جهداً من أجلها أيضاً، كما تبذلون الجهد من أجل تغيير الرئيس؟! ***تغريدة:أجمل ما في الأطفال أنهم لا يتحدثون عن الماضي، وأن أفكارهم محصورة دائماً في اليوم والغد وما يحدث فيهما، ليتنا نعود كلنا أطفالاً من جديد ليصبح حالنا أفضل، هل رأيتم أيها السادة يوماً، طفلين صغيرين يتجادلان بغضب عن القرون الغابرة... وما جرى فيهما من أحداث؟! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة
مقالات
قوية يا مولانا!
15-04-2011