مصر: شطب المرشحين أولى صدمات «الإخوان» في انتخابات مجلس الشعب
«الوطني» يستبعد رموز حملة دعم جمال مبارك من الترشيح
تلقت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر أولى صدماتها الانتخابية بعد ساعات من إغلاق باب الترشح لعضوية مجلس الشعب (البرلمان)، إذ أُعلنت أسماء المرشحين خالية من عدد كبير من أعضائها الذين قدموا أوراقهم وقبلتها اللجنة المشرفة، في إشارة واضحة إلى طبيعة الصعوبات التي ستواجهها الجماعة هذه المرة .جاء ذلك في وقت ما زال الآلاف من أعضاء الحزب "الوطني الديمقراطي" الحاكم تحت تأثير صدمة اختيارات مرشحي الحزب الى انتخابات مجلس الشعب المقرر اجراؤها في 28 نوفمبر الجاري، والتي أتت مفاجئة في عدد من الدوائر وكانت أهم سماتها استبعاد من تصدروا حملة دعم ترشيح جمال مبارك للرئاسة.
وقدرت مصادر في "الإخوان" عدد المستبعدين بالعشرات، بينما قال آخرون إن العدد أقل من ذلك بكثير. وقرر المستبعدون الطعن قضائياً بخاصة أنهم لم يتلقوا أي تبريرات لغياب أسمائهم من القوائم الرسمية.وقالت المصادر إن بعض هؤلاء المستبعدين هم مرشحون احتياطيون من الصف الثاني الذي كانت الجماعة تخفي انتماءهم إليها تحسبا لدفعهم إلى صدارة المشهد الانتخابي إذا تعرض المرشحون الأصليون للشطب.وأبدى أعضاء في الجماعة مخاوفهم من أن تكون هذه الخطوة مؤشرا إلى وضع عراقيل قانونية استثنائية لعرقلة مرشحيها، إلا أن أمين عام الحزب الحاكم ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف برر مسبقا احتمال استبعاد مرشحي "الإخوان" بتصريحات أشار فيها إلى مخالفة الجماعة للقانون الذي يحظر استخدام شعارات دينية. وجاءت تصريحات الشريف بعد اجتماعه أمس مع ثلاثة من رؤساء أحزاب المعارضة الممثلة في مجلس الشعب طالبوه خلاله بـ "تدخل حكومي يوقف مخالفة القانون ويرسخ احترام الدستور وتفعيل آليات حماية العملية الانتخابية بما يحقق مناخاً صحياً وديمقراطياً". كما تزامنت تصريحات الشريف مع حملة إعلامية تهاجم بشدة شعار "الإخوان" الانتخابي "الإسلام هو الحل".وسادت حالة من الدهشة في صفوف أعضاء الحزب "الوطني الديمقراطي" الحاكم إثر استبعاد عدد من القياديين الذين نظموا حملة قبل أسابيع لإعلان تأييدهم جمال مبارك في خلافة والده بالانتخابات الرئاسية العام المقبل، مثل القيادي داكر عبداللاه في دائرة الجمالية الشعبية وسط القاهرة.وفسّرت هذه الخطوة على أنها تعبير عن انتصار "الحرس القديم" برئاسة صفوت الشريف على الجناح الآخر الذي يقوده أمين التنظيم أحمد عز.وقدّم "الوطني" أكثر من 700 مرشح ليتنافسوا على 508 مقاعد إذ إنه لم يحسم الاختيارات في عدد كبير من الدوائر وترك الفرصة لعدد من أعضائه ليخوضوا المواجهة الانتخابية أمام بعضهم، خوفا من أن يدعم المستبعدون جماعة "الإخوان" انتقاما من حزبهم. وجاء هذا القرار المفاجىء بعد انتخابات داخلية شرسة للفوز بترشيح "الوطني" استمرت نحو ثلاثة أشهر ووصلت فيها المنافسة إلى حد تبادل إطلاق النيران والخطف المتبادل في بعض القرى.