الكوني يحصد جائزة الرواية العربية

نشر في 17-12-2010 | 00:01
آخر تحديث 17-12-2010 | 00:01
No Image Caption
تبرع بقيمتها لضحايا أطفال الطوارق
حسمت لجنة تحكيم جائزة ملتقى الرواية في دورته الخامسة التكهنات التي دارت بشأن جائزته، بإعلان فوز الأديب الليبي إبراهيم الكوني بالجائزة البالغة قيمتها 100 ألف جنيه مصري.

وأعرب الكوني عن سعادته عقب تسلّمه الجائزة، معلناً تبرعه بقيمتها لضحايا أطفال الطوارق في العالم العربي. وجاء في حيثيات الفوز أنه تفوق على 23 روائياً وروائية من مختلف الأقطار العربية، وكان معيار اختيار اللجنة القيمة الفنية والجمالية للأعمال المرشحة، وإمكان إسهام تلك الأعمال في تطور موضوعات الرواية العربية، وهو ما توافر في أعمال الروائي الليبي إبراهيم الكوني الذي انشغل بتكوين مشروع روائي طموح، وأصيل يبدأ من استنطاق فضاءات الصحراء في كل عناصرها الروائية والأسطورية، ويبلغ في هذا درجة رفيعة بين المزج الراقي بين الواقعي والمتخيل، والمحسوس والرمزي، وفي توظيف الحكاية الشفوية وشعائر الحياة والموت، كما  أن رواية الكوني تفادت الوقوع في غوايات تنميط الصحراء، وليس أمراً مألوفا أن يحمل مشروع روائي واحد أعباء إنتاج معرفة مكثفة عن بشر الصحراء ووحوشها وطيرها، فضلا عن نواميسها ومروياتها ونثرها، وعلى امتداد أكثر من 45 عاما في الرواية والقصة القصيرة، وهو ما قدمه مشروع الكوني.

وكانت كواليس المؤتمر شهدت تكهنات بفوز أسماء الروائي خيري شلبي وجمال الغيطاني وبهاء طاهر وإبراهيم عبدالمجيد والجزائري وأسيني الأعرج وإبراهيم الكوني واللبناني إلياس خوري والسوري حنا مينا.

كما برز باسم الروائية الفلسطينية سحر خليفة والمصرية ميرال الطحاوي كأكثر المرشحين لنيل الجائزة، خاصة مع احتفاء المؤتمر في دورته الحالية بالإبداع النسائي وحتى لا يقتصر الأمر على الرجال فقط، إذ ذهبت الجائزة في أولى دورات المؤتمر إلى الروائي السعودي الراحل عبدالرحمن منيف عن ثلاثيته "مدن الملح"، أيضا نالها الروائي المصري صنع الله إبراهيم عن روايته "تلك الرائحة"، لكنه رفضها وألقى بيانا سياسيا دان فيه النظام المصري الحاكم، ونالها أيضا الروائي السوداني الراحل الطيب صالح عن روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" في الدورة الثالثة، والأديب إدوارد الخراط في الدورة الرابعة.

وإبراهيم الكوني روائي ليبي ولد في مدينة غدامس عام 1948، ونال جائزة الدولة الاستثنائية الكبرى التي تمنحها الحكومة السويسرية، وذلك عن مجمل أعماله الروائية المترجمة إلى الألمانية، واختارته مجلة "لير" الفرنسية بين خمسين روائياً من العالم اعتبرتهم يمثلون اليوم "أدب القرن الحادي والعشرين"، وسمتهم "خمسون كاتباً للغد"، كما فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب في دورتها الثانية عام 2007.

نشر إنتاجه الأدبي في جرائد عربية عدة، وينتمي إبراهيم الكوني إلى قبيلة الطوارق (الأمازيغ)، وهي قبيلة تسكن الشمال الإفريقي من ليبيا إلى موريتانيا كما توجد في النيجر.

وله العديد من الإصدارات منها "رباعية الخسوف"، "نزيف الحجر"، "المجوس"، "الفم"، "عشب الليل"، "خريف الدرويش"، "ثورات الصحراء الكبرى"، "نقد ندوة الفكر الثوري"، "الصلاة خارج نطاق الأوقات الخمسة"، "جرعة من دم" (قصص)، "وطن الرؤى السماوية" (قصص – أساطير)، "الفزاعة "(رواية)، "سأسر بأمري لخلاني الفصول" (ملحمة روائية)، "بيان في لغة اللاهوت"، "لغز الطوارق يكشف لغز الفراعنة وسومر".

... و«العربية للدراسات» تكرِّمه 

في تقليد ثقافي وجرياً على عادتها في مطلع كل سنة ميلادية، صممت «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» طابعاً صغيراً يوضع على غلاف مطبوعاتها لعام 2011  الخلفي، ويضم صورة لأحد المبدعين العرب الكبار وفاءاً لمن يقدمون ثمار مواهبهم. في هذا العام، اختارت الروائي الليبي إبراهيم الكوني شخصية العام الثقافية، ومن قبيل الصدف، تم اختيار مدينة سرت الليبية عاصمة للثقافة العربية لعام 2011 .

back to top