كلمة راس: أرجوك ودني المخفر

نشر في 10-11-2010
آخر تحديث 10-11-2010 | 00:01
 شريدة المعوشرجي الكويتيون في السابق كانوا يخشون دخول مخافر الشرطة، ويتحاشون ذلك حتى للشكوى، وخشيتهم تلك ليست خوفاً ولكنها حياء في المقام الأول، لذلك كانت أعمال المخافر في أساسها لحل مشاكل غير الكويتيين، أما الكويتيون فكانوا يحلون مشاكلهم ودياً خارج دائرة الشرطة أو القضاء... أما اليوم فانزاح ذلك الغطاء وانكشف المستور وانشغلت المخافر ودوائر القضاء بمشاكل الكويتيين حتى أصبحت عادة، اعتادها الناس وامتلأت أروقة المحاكم بالرجال والنساء الذين يتنازعون بينهم لأتفه الأسباب، وراجت بضاعة المحامين وكثرت مكاتبهم حتى جاوزت أعداد البقالات المنتشرة في شوارع مناطق الكويت النموذجية وغير النموذجية... بل تجاوز الأمر ذلك وانتشرت هذه الأيام ظاهرة التفاخر بعدد القضايا المرفوعة ضد البعض، وعلى وجه الخصوص بين السياسيين والصحافيين، وكأنها شهادة خبرة يجب أن تحتويها كل صحيفة سيرة ذاتية لكل سياسي يطمح إلى الوصول إلى الكرسي الأخضر في قاعة عبدالله السالم، وكل صاحب زاوية يريد أن يكون مشهوراً يتابع أخباره القراء وتكون قصصه ومغامراته حديث الدواوين الذي لا ينتهي... إنها ظاهرة تستحق الوقوف عندها كثيراً، ولعل إخواننا الأطباء النفسانيين يدلون بدلوهم، ويحللون لنا أبعاد تلك الظاهرة ومسبباتها، ويشخصون لنا العلاج الناجح قبل أن تستشري وتصبح مقرراً ومنهجاً عاماً وشرطاً من شروط الحصول على الجنسية الكويتية.

***

ابني عبدالله ذهب إلى المطار يوم الأحد مساء لاستقبال أحد الضيوف، وعند وصوله إلى داخل صالة المطار أرسل إلي المسج التالي "إذا كان التدخين ممنوعاً في المطار... ليش الكل قاعد يدخن؟".

المطار وجه الكويت ومنفذها الرئيسي، في صالته يحدث الانطباع الأول عن الدولة لكل زائر للكويت، فإذا كانت مخالفة القوانين واللوائح تحدث فيه علناً جهاراً فلا شك أنها في خارجه أكثر وأكبر... نرجو من المسؤولين عن المطار سرعة المبادرة إلى ضبط هذا الموضوع قبل أن يتعداه إلى غيره.

back to top